الجزائر: بن حاج ينتقد «إذعان» القضاء المحلي للمحكمة الدولية في أزمة كرة

القيادي «الإنقاذي» بن حاج يسقط حدثا رياضيا على قضايا السياسة

TT

انتقد علي بن حاج الرجل الثاني في «الجبهة الاسلامية للانقاذ» الجزائرية المحظورة، تعاطي اتحاد كرة القدم المحلي مع أزمة رياضية، لجأ فيها أحد فرق العاصمة، إلى القضاء الرياضي الدولي.

وقال بن حاج في كتاب أصدره مطلع الأسبوع الجاري، إنه «من الغرائب والطرائف والنكائد، ما حدث مؤخرا في المجال الرياضي الجزائري حيث رضخ القضاء الداخلي للقضاء الرياضي الدولي»، في إشارة إلى أزمة حادة شدت إليها الرأي العام المحلي، تتعلق بدعوى رفعها نادي «رائد القبة» لكرة القادم العاصمي، إلى المحكمة الرياضية الدولية بسويسرا بسبب حرمانه من الصعود إلى الدوري الأول، بقرار من اتحاد كرة القدم أيدته المحكمة، التي ثبتت اتهام إدارة النادي بتزوير هوية لاعب شارك في صفوف الفريق. وبذلك التحق بالدوري الأول فريق «اتحاد الحراش» مكان «الرائد»، والفريقان تجمعهما منذ سنوات طويلة خصومة رياضية شديدة.

ونادراً ما يتعاطى بن حاج مع قضايا خارج السياسة والدين. وقال في كتابه «البرهان فيما يجب على الراعي والرعية نحو القرآن.. مع نقد بعض القضايا السياسية داخليا وخارجيا»، إنه اقترح على مسؤولي الرياضة إما صعود الفريقين الخصمين إلى بطولة القسم الأول، أو نزولهما معا. ومن بين ما جاء في الكتاب: «لقد تنقلت أثناء ظهور المشاحنات بين فريقي الحراش والقبة، من أجل تهدئة الأجواء بين أبناء أحياء متجاورة بينهما مصاهرة وعلاقات اجتماعية وتجارية ومصالح مشتركة وتجنبا للفوضى». وأشار إلى أنه طالب بـ«إيجاد بدائل ناجعة لمعالجة الأمراض التي تنخر القطاع الرياضي والقضاء على كل ألوان الفساد العريض في الشأن الرياضي ولكن لا حياة لمن تنادي. ولما كان ضعيفا لا حول له ولا قوة إلا على أبناء جلدته، ها هو القضاء المحلي يخضع للقضاء الخارجي صاغرا. أما في الداخل فإنه لا يخضع لصوت الحق والحكمة والتبصر، وإنما يخضع لأصحاب النفوذ المالي والسياسي والذين بمقدورهم شراء ذمم القضاة أنفسهم». يشار إلى أن اتحاد كرة القدم المحلي، أعلن استعداده لتطبيق حكم القضاء الرياضي الدولي بإلحاق «الرائد» إلى الدوري الأول. ويجري حاليا جدل كبير حول إمكانية تحقيق ذلك بعد انطلاق المباريات منذ أسابيع بعيدة.

وأضاف بن حاج محدثا إسقاطاً على قضايا سياسية: «إنها مهزلة كبرى أن يعجز النظام طوال هذه المدة على حل نزاع رياضي داخلي، فكيف يستطيع حل كبرى النزاعات الأخرى وعلى رأسها النزاعات السياسية، وما أكثرها؟».

وتناول الكتاب الذي لم يطبعه بن حاج بعد، قضايا أخرى دعا فيها إلى «عدم الاشتغال بزخرفة المساجد وتزيين المصاحف بدل العمل بأحكام القرآن». ومن بين ما كتب في مجال آخر: «وإن تعجب فعجب، عندما ترى بعض الدول الغربية تفسح المجال لبعض المواطنين من أصول عربية وإسلامية مهاجرة، للمشاركة في الشأن العام وتولي مناصب سياسية مرموقة، بينما تغلق الأبواب في وجوههم في بلادهم الأصلية». وأشار إلى منعه من ممارسة السياسة بموجب قانون، يحمله، بدون ذكره بالاسم مسؤولية الأزمة الأمنية.