مهاجرون استغلوا الفيضانات الأخيرة للتسلل إلى سبتة ومليلية

الأحوال الجوية تجبر مراكب صيد مغربية على اللجوء إلى ميناء إحدى المدينتين المحتلتين في شمال المغرب

TT

استغل مهاجرون سريون أفارقة، الأمطار التي تهاطلت خلال الأيام الأخيرة على شمال المغرب، للتسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية التي تحتلهما اسبانيا في شمال المغرب.

وتوجد سبتة على بعد كيلومترات معدودة من تطوان المغربية التي عرفت خلال الأسابيع الماضية فيضانات وأمطارا طوفانية، مما أدى إلى تكبد المدينة خسائر كبيرة. غير أن المهاجرين الذين يمضون شهورا في الغابات والأحراش القريبة من تطوان وسبتة، محاولين التسلل المدينة، استفادوا من ذلك. فقد تعرضت الأسيجة الحدودية إلى أضرار بالغة وأحدثت بها ثقوب أو تحطمت بالكامل، مما دفع المهاجرين إلى استغلال الفرصة.

وفي مدينة مليلية، التي تجاور مدينة الناضور المغربية، انهمرت أيضا أمطار خلفت العديد من الضحايا، وتكرر نفس الشيء الذي حدث مع السياج الحدودي لسبتة. واستغل عشرات المهاجرين ذلك من أجل التسلل إلى المدينة، فيما عاد آخرون أدراجهم في انتظار فرصة أخرى.

ويقضي المهاجرون أشهرا، وأحيانا سنوات، في ظروف مناخية ومادية صعبة داخل الأحراش والغابات المجاورة لسبتة أو مليلية، وفي أحيان كثيرة يحاولون التسلل إلى المدينتين ليلا عبر استعمال وسائل بدائية مثل سلالم مصنوعة من جذوع الأشجار.

وكان 12 مهاجرا افريقيا لقوا مصرعهم قبل حوالي 3 سنوات حين حاول المئات منهم اقتحام الأسيجة الحدودية عبر المدينتين، واستغلوا في ذلك عقد مؤتمر دولي في إسبانيا حول الهجرة السرية، غير أن رصاص حرس الحدود لم يترك لهم مجالا من أجل استغلال مناسبة سياسية عالمية وتركيز الأضواء على معاناتهم، وتبادل وقتها المغاربة والإسبان اتهامات بإطلاق الرصاص على المهاجرين، ثم عادت الأوضاع إلى ما كانت عليه.

وكانت إسبانيا أقامت الأسيجة الحدودية حول المدينتين قبل حوالي 6 سنوات، وذلك من أجل تجنب تسلل مزيد من المهاجرين الذين اختاروا هذه الطريقة بعد أن سدت في وجوههم الطرق التقليدية الأخرى للوصول نحو شبه الجزيرة الإيبيرية عبر البحر. ورغم إقامة هذا السياج، الذي كان طوله في البداية حوالي 3 أمتار، فإن محاولات التسلل استمرت، وهو ما دفع السلطات الإسبانية إلى الزيادة في طوله ورفعه إلى مستوى 6 أمتار.

إلى ذلك، ذكرت السلطات المحلية في مدينة سبتة، التي تحتلها إسبانيا في شمال المغرب، أن تسعة مراكب للصيد، ترفع العلم المغربي، لجأت أول من أمس إلى ميناء المدينة، للاحتماء من أحوال الطقس السيئة التي تخيم على شمال المغرب منذ أكثر من أسبوع حيث هطلت أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية عرقلت أكثر من مرة حركة النقل البحري بين المغرب وإسبانيا.

وأفادت وكالة «إيفي» الإسبانية التي أوردت الخبر أن مراكب الصيد المغربية، تنتمي إلى عدة مناطق في المغرب، كانت في الشواطئ القريبة من طنجة، بنية صيد الأسماك، حينما توصلت بإنذار من المصالح الجوية، ما اضطر المراكب إلى التوجه إلى ميناء سبتة حيث توجد تجهيزات متقدمة مساعدة على استقبال ذلك النوع من المراكب، على أن يغادر البحارة والمراكب الميناء بمجرد تحسن أحوال الطقس وتهدأ الرياح التي تعرقل الإبحار. ويوجد على متن المراكب التسعة ما بين 19 و25 صيادا مغربيا. على صعيد آخر، أعلنت السلطات المغربية أول من أمس، عن تفكيك شبكة لتهريب المهاجرين الأفارقة من الناضور إلى مليلية حيث ضبطت عصابة مكونة من أربعة أشخاص، اثنان من المغرب وآخران من إسبانيا، أدخلوا في سيارتين مهاجرين افريقيين ووضعوا كل واحد تحت المقاعد الخلفية لسيارتين، لكن أجهزة المراقبة اكتشفت الأمر، فتم إحالة المتهمين على العدالة بالمدينة المغربية. وحسب مصادر مطلعة، فإن كل مهاجر يدفع للشبكة مبلغ 500 يورو، مقابل تهريبه من الناضور إلى مليلية.

واشتكى صباح أمس في تصريحات للصحافة المحلية، رئيس حكومة مليلية خوان خوصي إيمبرودا، من السلوك العنيف الذي يتصرف به المهاجرون السريون الأفارقة، ومن موجات التسلل المتكررة، طالبا التعاون من لدن السلطات المغربية.