الاتحاد الأوروبي يركز جهوده لإنقاذ الكونغو من حرب دامية.. وحجم النزوح يثير القلق

براون يحذر من «رواندا جديدة» في الكونغو

نازحون في طريق العودة الى ديارهم بعدما أرغمت حركة التمرد التي سيطرت على مدن في الشرق عشرات الآلاف على الهرب (أ.ب)
TT

اعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية انها تفضل «حلا سياسيا» للنزاع الدائر في شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الحكومة لامبير مندي «نحن نفضل الحل السياسي، لكن في حال لم يؤت هذا الخيار ثماره سننظر عندها في كل الامكانيات المتاحة».

واضاف «سنحاول انقاذ عملية «اماني» (السلام باللغة السواحلية) التي لا يمكن استبدالها»، في اشارة الى اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه في غوما (شرق) في يناير 2008 بين المجموعات المسلحة في ولايتي كيفو الشمالية والجنوبية في شرق البلاد.

وظلت هذه الاتفاقية حبرا على ورق اذ سرعان ما استؤنفت المعارك نهاية اغسطس في كيفو الشمالية بين الجيش ومتمردي لوران نكوندا.

وقال المتحدث «اننا نحرص على مشاركة كل المجموعات المسلحة في اعادة اعمار البلاد»، مؤكدا ان «القضاء على الفلتان الامني يشكل اولوية كبرى» للحكومة. واوضح المتحدث ان ادولف موزيتو، رئيس الحكومة الجديدة سيقوم «باولى زياراته الى شرق» الكونغو، من دون تحديد موعد هذه الزيارة.

وقد حذر وزيرا خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند وفرنسا برنار كوشنير من تفاقم اوضاع النازحين في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية اذا لم يبادر المجتمع الدولي الى تحرك «نشط» لحل الأزمة.

وقال ميليباند وكوشنير في بيان مشترك في دار السلام انه من دون تحرك «جديد ونشط للمجتمع الدولي يمكن للازمة ان تتفاقم اكثر» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف البيان ان «الحاجات العاجلة لجهة الطعام والماء والملاجئ والرعاية يجب تأمينها عبر تحرك دولي وعبر ضمان امن الطرقات من اجل وصول هذه المساعدات إلى سائر انحاء شمال كيفو حيث غالبية مخيمات اللاجئين معزولة ولا يمكن الوصول اليها».

وكان ميليباند اكد في دار السلام، العاصمة الاقتصادية لتنزانيا، ان «اكثر من 1.6 ملايين نازح عالقون بسبب الأزمة ولا يمكن الوصول إليهم بسهولة. انهم محرومون من الطعام والماء وغيرها من الضروريات».

ويستعرض وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في اجتماع غير رسمي في مرسيليا الفرنسية نتائج المساعي الدبلوماسية الاوروبية والدولية لاحتواء الازمة الحالية في الكونغو وسبل انهاء الصراع المسلح واقناع الاطراف ذات الصلة باللجوء إلى الحوار. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» حول التحرك الاوروبي لمواجهة تفاقم الاوضاع، قال جون غلانسي المتحدث باسم المفوضية الاوروبية، ان الجانب الاوروبي على قناعة بضرورة اللجوء للحل الدبلوماسي واختيار طريق التفاوض لايجاد تسوية للازمة مضيفا ان المفوض الاوروبي لوي ميشيل قرر ان يقدم معونات انسانية عاجلة خلال الساعات القليلة الماضية تقدر بـ4 ملايين يورو.  يقول غلانسي ان لوي ميشال التقى برئيس الكونغو لوران كابيلا والتقى ايضا برئيس رواندا بول كاغامي، ثم عاد والتقى كابيلا مرة اخرى، ومهمته كانت خلق جسر للحوار بين الرئيسين. وجاءت تلك التصريحات بعد ان دعا الاتحاد الاوروبي الى عقد قمة في نيروبي لوضع حد للاوضاع في شرق الكونغو على ان تجمع زعماء الكونغو الديمقراطية ورواندا وانغولا وب ورندي، بمشاركة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وجميع المنظمات في المنطقة ومن بينها الاتحاد الافريقي.

من جانبه، اكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان «اكثر من 6.1 مليون نازح عالقون» في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بسبب النزاع الدائر هناك ولا تصل اليهم اية مساعدات انسانية. وقال ميليباند للصحافيين في دار السلام، العاصمة الاقتصادية لتانزانيا، ان «اكثر من 1.6 مليون نازح عالقون بسبب الازمة ولا يمكن الوصول اليهم بسهولة. انهم محرومون من الطعام والماء وغيرها من الضروريات» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي السعودية حيث يقوم بزيارة رسمية، صرح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان الاسرة الدولية يجب الا تسمح بان تتحول الكونغو الديموقراطية التي تشهد ازمة خطيرة في الشمال الى «رواندا جديدة». وقال براون للصحافيين الذين يرافقونه في جولته الخليجية «انني قلق جدا من الوضع في الكونغو». واضاف ان «الاف الاشخاص نزحوا. يجب الا نسمح بان تصبح الكونغو رواندا جديدة». وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان 800 الف شخص قتلوا خلال الابادة في رواندا في 1994.