ماكين وأوباما.. قتال اللحظات الأخيرة ينحصر في فرجينيا وبنسلفانيا.. والفارق يتضاءل

المرشحان يقضيان آخر 24 ساعة قبل التصويت في ولايتيهما.. انتظارا لساعة حسم أهم انتخابات في التاريخ الأميركي

مؤيدون لمرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما أثناء احدى الحملات الانتخابية في استاد جي إف كيه بولاية ميسوري (أ. ف. ب)
TT

انتظارا لساعة الحسم، التي تقترب رويدا، في أهم انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، يتقاتل المرشحان الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين على أربع ولايات قبل ان يعود كل منهما الى ولايته الأصلية لمتابعة النتائج، وهي ولايات فرجينيا وبنسلفانيا وأوهايو ونيوهامشير، بيد ان قتال اللحظات الاخيرة قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع يتركز على فرجينيا وبنسلفانيا.

وفي غضون ذلك حث المرشحان الناخبين على التوجه بكثافة نحو مراكز الاقتراع يوم غد؛ وذلك في آخر جولاتهما الانتخابية، خاصة ان الفارق بينهما طبقاً لآخر الاستطلاعات ظل متارجحاً في ظل تقارير تشير الى ان 130 مليون ناخب اميركي سيدلون بأصواتهم، وسيكون هذا أعلى رقم منذ خمسة عقود. وأياً كان الفائز فإن فوزه سيعد بمثابة تحول تاريخي في اميركي، إذا فاز اوباما سيكون اول رئيس اسود للبلاد، وإذا فاز ماكين سيأتي معه بأول امرأة، لمنصب نائب الرئيس في بلد لم يمنح النساء حق التصويت إلا قبل تسعة عقود.

وفي آخر نداءاتهما للناخبين وعد أوباما «بعلاج الانقسامات السياسية في البلاد»، في حين وعد ماكين «بتغيير الاتجاه وتنظيف واشنطن من الفساد». وفي نداء إذاعي وجهه اوباما للناخبين قال «اذا منحتموني أصواتكم يوم الثلاثاء، لن نفوز فقط بالانتخابات بل سنغير هذا البلد وسنغير العالم». في حين وجه ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي جورج بوش نداء للناخبين لمساندة جون ماكين وقال «الاميركيون لا يمكنهم تحمل زيادة في الضرائب ذات منحى ليبرالي لكل من باراك اوباما وجو بايدن»، وردت حملة اوباما على هذا النداء المتأخر الذي اطلقه تشيني قائلة «حصل ماكين على هذه المساندة نظراً لدعمه لسياسة الرئيس بوش الفاشلة في المجالين السياسي والاقتصادي». وقال ديفيد بلوف مدير حملة أوباما «لدينا عدة طرق للفوز يوم الثلاثاء وليس طريقاً واحداً (ولاية واحدة).. استطعنا توسيع خريطة ساحة التنافس لتشمل فرجينيا وكولورادو ونيفادا». وبالمقابل توقع ريك ديفيس مدير حملة ماكين «عودة تاريخية للسباق من طرف جون ماكين.. وأهم ولاية بالنسبة لنا الآن هي بنسلفانيا». وبذل المرشحان في آخر أيام الحملة جهداً استثنائياً للفوز بولايتي بنسلفانيا وفرجينيا، حيث صوتت الأولى لصالح الديمقراطيين عام 2004 في حين صوتت فرجينيا لصالح الجمهوريين في تلك الانتخابات.

ويختتم اليوم (الاثنين) باراك اوباما جولاته الانتخابية بالعودة من جديد الى فرجينيا، حيث سيترأس تجمعاً انتخابياً في هذه الولاية التي عمل الديمقراطيون بضراوة لكسبها الى جانبهم، وكانت هيلاري كلينتون قد تحدثت امس في فرجينيا ودعت «جميع الناخبين للتصويت على باراك اوباما». وكان المرشح الديمقراطي قد تجول امس في ولاية اوهايو وهي من الولايات المتأرجحة التي ستؤثر نتائجها ايضاً في الانتخابات، في حين تجول امس نائبه جو بايدن في فلوريدا، وساره بالين نائبة ماكين في اوهايو، وفي الوقت نفسه واصل جون ماكين جولاته المكوكية في بنسلفانيا مؤكداً أنه سيفوز في الانتخابات، كما قام بجولة اخيرة في ولاية نيوهامشير.

وسينتقل أوباما مع نائبه جو بايدن يوم غد (الثلاثاء) الى مدينة شيكاغو في ولاية الينوي التي يمثلها في الكونغرس ليتابع من هناك نتائج الانتخابات، في حين سينتقل ماكين ونائبته ساره بالين الى مدينة فونيكس في ولاية اريزونا، وهي ولايته لمتابعة النتائج. ونشرت امس «واشنطن بوست» ما اعتبرته التوقعات النهائية قبل ان يتوجه غدا ملايين الناخبين نحو صناديق الاقتراع. وقالت إن ماكين «يسعى الآن للحيلولة دون وصول باراك اوباما الى البيت الابيض ليصبح بذلك أول افريقي اميركي يصبح رئيساً في تاريخ البلاد». وقالت الصحيفة إن استطلاعاً ختامياً اجرته مع شبكة «إيه بي سي» ابان عن تقدم اوباما بحوالي تسع نقاط. وقالت الصحيفة إن اوباما سيفوز قطعاً بحوالي 227 مندوباً موزعين على 18 ولاية، وهي ويسكنسون وميشغان ومينسوتا واريغون وميرلاند وواشنطن (غرب اميركا) وكونتكيت وهاواي وواشنطن العاصمة وماسشوستس ومين ورود ايلاند ونيويورك وفيرمونت وديلاوير والينوي ونيوجرسي وكالفورنيا، في حين توقعت الصحيفة ان يفوز ماكين بكيفية مؤكدة بحوالي 126 مندوباً موزعين على ولايات اركنساس وميسيسبي وكنتاكي وجنوب كارولاينا ولوزيانا وجنوب داكوتا وتينسي وكنساس وآتا، ونبراسكا وادوهو وتكساس واكولاهوما وآلاسكا وويومنغ. وأشارت الصحيفة الى ان ولايات نيفادا وايوا وبنسلفانيا وفرجينيا وكلورادو ونيو مكسيكو ونيوهامشير التي يمثلها 64 مندوباً تميل نحو أوباما، في حين أن ولايات اريزونا وجورجيا وغرب فرجينيا وشمال داكوتا ويمثلها 33 مندوباً تميل نحو ماكين، ويبقى الموقف متارجحاً في ولايات ميسوري وأوهايو ومونتانا وفلوريدا وشمال كارولينا وانديانا التي يمثلها 88 مندوباً.

على صعيد آخر، توقع الاستطلاع نفسه ان يفوز الديمقراطيون بحوالي ستة مقاعد في مجلس الشيوخ مع تكهنات ان يصل عدد الديمقراطيين الى 60 عضواً، وفي مجلس النواب يمكن ان يضاعفوا عدد المقاعد التى كانت تشكل الفارق بينه وبين الجمهوريين في المجلس الحالي وهي 31 مقعداً.

من جهة أخرى، قالت شبكة «سي إن إن» ان برنامجاً وثائقياً حول مراحل حياة كل من جون ماكين وباراك اوباما حقق أعلى نسبة مشاهدة منذ انطلاق أطول حملة انتخابية في تاريخ البلاد استمرت 22 شهراً. وضمن البرنامج تحدث كل من ماكين وأوباما عن حياتهما، وكانت اقوى فترات البرنامج في حياة ماكين تلك التي كان فيه أسير حرب لدى الفيتناميين بعد ان أسقطت طائرته، في حين كانت اقوى الفترات بالنسبة الى اوباما هو تحديه كافة الصعاب ونجاحه في الانضمام لجامعة هارفارد، مصنع النخب الاميركية، وتوليه كأول أسود رئاسة تحرير مجلة كلية القانون في الجامعة وهو موقع اكاديمي رفيع. أما أسوا الفترات لماكين فكانت تلك المتعلقة بتورطه هو وزوجته في قضية فساد مالي سرقة سندي ماكين عقاقير طبية وتعاطيها من أجل نسيان الأزمة، أما بالنسبة لأوباما فقد كانت أسوأ فتراته هي تعاطيه المخدرات في سنوات مراهقته قبل ان ينتقل الى جامعة كولومبيا في نيويورك، بسبب شعوره بالتمزق العائلي، حيث لم يلتق والده الكيني حسين أوباما إلا مرة واحدة عندما كان في سن العاشرة، في حين ابتعد عن أمه التي فضلت إعادته الى هاواي ليعيش في كنف جده على ان تبقى هي مع زوجها الثاني في اندونيسيا.