أولمرت ينفي تقارير تقول إنه تعهد لسورية «بوديعة رابين» في شأن الانسحاب من الجولان

بيريس يدعو السوريين إلى مفاوضات مباشرة في دمشق أو القدس

TT

نفى مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في بيان رسمي ان اولمرت تعهد لسورية بالانسحاب من هضبة الجولان مقابل مفاوضات مباشرة، كما قالت تقارير اسرائيلية. وجاء في البيان «بخلاف ما جاء في التقارير صباح اليوم(امس)، نعود ونؤكد أن رئيس الحكومة لم يمنح أية وديعة لسورية في شأن هضبة الجولان». وكانت إذاعة الجيش الاسرائيلي قد قالت إن رئيس الحكومة الانتقالية إيهود أولمرت أعرب عن استعداده للتعهد لسورية، وعلى غرار ما عرف بـ«وديعة رابين»، الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) مقابل التقدم في المفاوضات وتحويلها إلى مفاوضات مباشرة. وفي المقابل دعا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الى اجراء مباحثات مباشرة في دمشق او القدس، قائلا امس، امام طلاب من الجامعة العبرية انه لولا زيارة الرئيس المصــري السابق انور السادات الى القدس لما تحقق السلام.

واوضح بيان مكتب اولمرت، ان الصياغة الوحيدة التي استخدمها اولمرت، كما أبلغ الحكومة كانت كما يلي «نقلت رسالة للأسد بأنني أعرف ماذا يريد، وهو يعرف ماذا أتوقع منه»، وبحسب البيان «كان ذلك هو الأساس لبدء المباحثات».

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية، عن مقربين من أولمرت قولهم إنه على استعداد في أيامه الأخيرة في رئاسة الحكومة لمنح الرئيس السوري «الوديعة» التي تعهد بها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحاق رابين الى وزير الخارجية الاميركية وارين كريستوفر عام 1995، وتنص على ان اسرائيل تلتزم بانسحاب كامل من مرتفعات الجولان، التي احتلت خلال حرب عام 1967، في مقابل ضمانات امنية قوية من دمشق.

ونقلت الإذاعة عن مصادر في مكتب اولمرت قولهم إنه، إلى جانب ذلك، تعرض إسرائيل عدة بدائل من بينها إجراء المفاوضات برعاية أميركية. وقالت المصادر إن إسرائيل حققت تقدما في المحادثات غير المباشرة، ومن شأن التجميد أن يزيد التوتر بين الجانبين.

وبحسب المصادر، فان موقف أولمرت الداعي للتقدم في المسار السوري يعتمد على تقديرات أجهزة الأمن التي تعتقد أن مجرد وجود مسار تفاوضي مع سورية سيحول دون مشاركة الرئيس السوري في مواجهات بين حزب الله وإسرائيل في حال اندلاعها، إلى جانب تقييمات اخرى بأن سورية التي تعاني من وضع اقتصادي سيئ بحاجة ماسة إلى دعم من دول الغرب حتى على حساب تخفيف العلاقات مع إيران.

واكد امس رئيس الدولة الاسرائيلية رغبة اسرائيل في تحقيق السلام مع سورية، مقترحا اجراء مفاوضات مباشرة بين قيادتي البلدين في القدس او في دمشق. وقال بيريس، في سياق محاضرة القاها امام طلاب في الجامعة العبرية في القدس بمناسبة بدء العام الدراسي الاكاديمي «انه لولا قيام الرئيس المصري الراحل انور السادات بزيارة لاورشليم القدس لما تم التوصل الى سلام بين بلاده واسرائيل». وردا على سؤال لاحد الطلاب حول امكانية اجراء حوار بين اسرائيل وحركة حماس اشترط بيريس ذلك بـ«كف حماس عن الدعوة الى القتل والارهاب». وعلم ان طالبا من الناصرة نعى رئيس الدولة بالسفاح قائلا انه يرفض مصافحته بحجة قتله اطفالا بقطاع غزة قبل ان يتدخل رجال الامن ويخرجوا الطالب من المكتبة.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت امس عن مسؤول دبلوماسي اسرائيلي ان اولمرت عبر عن استعداده للتفاوض حول حدود مرتفعات الجولان مقابل محادثات مباشرة مع سورية. وحسب المصدر، فان سورية كانت قد طالبت بالتزام اسرائيلي «بوديعة رابين».

ويواجه اولمرت معارضة كبيرة لاستئناف المفاوضات مع دمشق، ويرفض قادة اليمين الاسرائيلي المباحثات من حيث المبدأ ويرفض اخرون أن تقوم حكومة انتقالية باتخاذ قرارات هامة. وفي الاسبوع الماضي، نقل الرئيس السوري رسالة الى اسرائيل تشير الى استعداده لاستئناف المحادثات غير المباشرة بوساطة تركية. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية وزعيمة حزب «كاديما» تسيبي ليفني ان قرار اولمرت استئناف المفاوضات مع سورية مقبول اذا كانت مقصورة على «المحافظة» على المحادثات، ولكن ليس اذا كان يطمح لاتخاذ قرارات فعلية.

وقال رئيس حزب شاس، إيلي يشاي، إنه سيطالب أولمرت بإجراء مداولات عاجلة على مستوى رؤساء أحزاب الائتلاف، واضاف «لا يعقل أن نسمع عن التطورات السياسية في وسائل الإعلام»، معتبرا أن المحادثات مع سورية «تمنح الشرعية لمحور الشر».

واعتبر رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أن «اقتراح أولمرت بائس وغير مسؤول، وقــد ثبت أن مبدأ الأرض مقابــل السلام غير مسؤول». وطالب عضو الكنيست رئوفين ريفلين(ليكود)، بتدخل حزب كاديما لمنع أولمرت من إجراء تلك المحادثات، اذ «لا تملك حكومة انتقالية تفويضا أخلاقيا لإدارة مفاوضات حول مصالح حيوية لإسرائيل».

وجدد عضو الكنيست يوفــال شطاينتس(ليكود) هجومه على اولمرت وتساءل عن سر صمت «السيدة النظيفة»(في اشارة الى تسيفي ليفني نسبة إلى محاولتها الظهور كامرأة مبدئية حينما أعادت التكليف للرئيس الإسرائيلي).

اما زعيم حزب العمل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فقال انه رغم كونه يعتبر ان فرص تحقيق اختراق يعتبر منخفضا، بينما تتولى حكومتا «بطة عرجاء» السلطة في اسرائيل والولايات المتحدة، فانه من المنطقي مواصلة المحادثات «طالما ان هذا يتم بصورة مدروسة ومسؤولة ومحددة وخاضعة للسيطرة».

وقال باراك: «ان سورية يمكن ان تكون شريكا للسلام، وهناك فرصة لأن يؤدي ذلك ايضا الى اتفاق مع اللبنانيين. ونحن، كقادة مسؤولين، يجب الا نفوت هذه الفرصة».