بعد أسبوع على الغارة الأميركية: متقي في دمشق ورسالة من نجاد إلى الأسد

مصادر سورية: السلطات السورية أغلقت المدرسة الأميركية وطلبت من المدرسين المغادرة

مدرسون وطلاب في المدرسة الأميركية بدمشق يغادرون المبنى أمس بعد أن قررت السلطات السورية إغلاقها ردا على الغارة الاميركية على منطقة البوكمال السورية الأسبوع الماضي (أب)
TT

بعد مضي أسبوع على الغارة الأميركية على مزرعة السكرية في البوكمال السورية على الحدود مع العراق، سلم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وقال بيان رئاسي سوري إن الرسالة تتعلق بآخر «المستجدات الإقليمية والدولية ولاسيما العدوان الأميركي على الأراضي السورية والأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة». وذكر البيان أن الأسد اعتبر «أن التهديدات والاستفزازات لن ترهب الشعوب العربية والإسلامية بل ستزيدها تمسكاً بقضاياها المحقة» وأنه أعرب عن «ارتياحه للتطور الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين». وأضاف البيان أن متقي عبر عن «إدانة واستنكار الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعدوان الإجرامي الأميركي على المدنيين الأبرياء في البوكمال» وأنه أكد «وقوف بلاده قيادةً وشعباً إلى جانب سورية في مواجهة المخططات التي تستهدف سورية والمنطقة».

والتقى متقي خلال زيارته الأسد، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وقال وزير الخارجية الإيراني بعد اللقاء إن زيارته الى دمشق تأتي ضمن إطار التشاور والتنسيق بين البلدين، وأيضا للتعبير عن تضامن الجمهورية الإيرانية الإسلامية قيادة وحكومة وشعبا مع الجمهورية السورية حكومة وقيادة وشعبا. وقال ان القيادة الإيرانية كلفته بنقل «هذا التضامن وإدانة الغارة الأميركية التي كانت تهدف إلى إضعاف سورية» لافتا إلى أن «النتيجة جاءت بالعكس وتعززت أكثر المواقف السورية». وأضاف متقي الى أنه بحث مع الرئيس السوري ونائب الرئيس «القضايا التي تهم البلدين وما يتعلق بالعلاقات الثنائية». وأشار الوزير الإيراني إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس الأسد إلى طهران ولقاءاته مع المسؤولين «فتحت صفحة جديدة في تعزيز العلاقات الثنائية». ولدى سؤاله عما إذ تم التطرق الى موضوع الملف النووي الإيراني ودور سورية في هذا الملف بعد الانفتاح الأوروبي عليها أجاب متقي باقتضاب «أنه كان من ضمن المواضيع التي بحثت»، وأن موضوع الغارة الأميركية على البوكمال كان من ابرز موضوعات المباحثات. كما تم التطرق الى «الجهود التي بذلتها منظمة المؤتمر الإسلامي والجهود المبذولة من الجامعة العربية وذلك من أجل الحيلولة دون تكرار هكذا اعتداءات من أميركا على دول المنطقة». وأكد الوزير الإيراني أن «من حق سورية أن تجابه الاعتداء قانونيا وسياسيا على مستوى الأوساط السياسية العالمية». وقال متقي «العراق يعيش ظروفا خاصة والأميركيون يصرون على أن يكون العراق تحت الفصل السابع من اتفاقية الأمم المتحدة»، لافتا الى أن الحالة التي تستوجب ذلك «ألغيت الآن وعلى أميركا أن لا تملي رأيها على دول المنطقة». وبخصوص توصل سورية وإيران إلى موقف من الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها بين بغداد وواشنطن، قال متقي إن «الشعب العراقي هو من يقرر الموقف من الاتفاقية الأمنية» و«المسؤولين في العراق يعرفون أن العراق يجب أن يخضع لأميركا» منبها إلى أن العراق «يعيش ظروفا مفصلية وتاريخية». ووصل متقي إلى دمشق يرافقه مدير دائرة الشرق الأوسط والخليج في الخارجية الإيرانية وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل مقداد ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس والسفير الإيراني بدمشق الدكتور سيد أحمد موسوي. يذكر أن آخر زيارة لوزير الخارجية الإيراني إلى سورية كانت في شهر يوليو الماضي. ويغيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن اللقاء لسفره إلى مدينة مرسيليا الفرنسية لحضور اجتماعات «الاتحاد من أجل المتوسط». ولم يعرف عما إذا كان الوزير الإيراني سيلتقي قادة الفصائل الفلسطينية المقيمين في دمشق. ويأتي ذلك فيما نقلت وكالة اسوشيتدبرس نقلا عن مصادر سورية امس ان المدرسة الاميركية في دمشق أغلقت ابوابها وطلبت من التلاميذ ان يعودوا الى منازلهم، وذلك بعد قرار الحكومة السورية اغلاق المدرسة الاميركية. وبحسب رسالة مسجلة على تليفونات المدرسة الاميركية في دمشق فإن المدرسة تم اغلاقها، فيما نقلت اسوشيتدبرس ان الطلبة والمدرسين شوهدوا يغادرون المدرسة امس، بعدما طلب منهم المسؤولون المغادرة، فيما قالت مدرسة اجنبية لاسوشيتدبرس ان السلطات السورية منحت المدرسين الاجانب في سورية اسبوعا واحدا للمغادرة. يذكر ان المدرسة الاميركية يدرس بها نحو 47 مدرسا اغلبهم من اميركا وكندا، وذلك وفقا للموقع الالكتروني للمدرسة. وكان قرار الحكومة السورية بإغلاق المدرسة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي بدمشق قد أعطى مهلة إلى السادس من الشهر الجاري لاستكمال عملية توقف وإغلاق عمل المنشأتين الأميركيتين. ولم تعلن واشنطن حتى الان مسؤوليتها بشكل رسمي على الغارة على البوكمال.