هددت إسرائيل بوقف التفاوض مع السلطة الفلسطينية في حال أسفرت الحوارات التي تجريها الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية الى اتفاق ينهي الخلاف بين حركتي فتح وحماس. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن مجرد المحادثات التي تجريها مع حماس بهدف استعادة الوحدة الوطنية تعتبر «نقيضا للمفاوضات مع اسرائيل». ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية القول ان «الوحدة بين الفصائل الفلسطينية معناها وقف المسيرة التفاوضية مع اسرائيل، الا اذا قبلت حماس شروط الرباعية، التي تتضمن الاعتراف باسرائيل، والإلتزام بالاتفاقات التي توصلت اليها السلطة مع إسرائيل، ونبذ الارهاب».
ويأتي الموقف الإسرائيلي في الوقت الذي توجه فيه وفد قيادي من حركة حماس الى القاهرة لمناقشة قضايا تتعلق بالحوار الوطني. وذكرت مصادر مطلعة في الحركة لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الذي سيضم بشكل رئيسي القياديين محمود الزهار وخليل الحية سيحاولان اقناع الطرف المصري بأن يتم أخذ تحفظات الحركة على مسودة المشروع المصري على محمل الجد. وأضافت أن ما يزعج قيادات الحركة هو توجه مصر لتحديد سقف زمني لإنهاء جهود الحوار، حيث تخشى هذه القيادات أن يتم استغلال عامل الوقت للضغط على الحركة لإجبارها على التراجع عن مواقفها. واشارت المصادر الى أن مصر تتجه الى تحديد نهاية ديسمبر (كانون الاول) المقبل كموعد لإنهاء الحوار، حيث تخشى الحركة أن تستغل مصر حلول هذا الموعد كذريعة لتحميلها المسؤولية عن فشل الحوار. وحسب المصادر فإن الحركة اوضحت للجانب المصري أنه من الصعب التوصل لتفاهمات واتفاقات بشأن قضايا الخلاف خلال اجتماعات اللجان التي نصت الورقة المصرية على تشكيلها، سيما في ظل المواقف المعلنة من قبل فتح.
واكدت المصادر أن وفد الحركة سيطالب مصر بإلزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) باغلاق ملف الاعتقال السياسي واطلاق سراح جميع معتقلي حماس في سجون السلطة. من ناحية ثانية نفى كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما نشرته بعض وسائل الاعلام عن أن وفداً موحداً يضم جميع فصائل منظمة التحرير سيشكل للمشاركة في حوارات القاهرة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الغول إن مواقف فصائل منظمة التحرير من الورقة المصرية متباينة وبالتالي لا يمكن ان تشارك في نفس الوفد، فضلاً عن التباين في مواقف هذه الفصائل في كل ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل وغيرها من قضايا. واعتبر الغول أن الأجواء المحيطة حالياً تساعد على انجاح الحوار، حيث أن الولايات المتحدة وإسرائيل مشغولتان بإجراء انتخابات، وبالتالي يمكن للأطراف الفلسطينية أن تتفق بدون تدخلات خارجية.
من جهة أخرى، أكد عصام يونس مدير مركز «الميزان لحقوق الإنسان» وجود معتقلين سياسيين في سجون الضفة الغربية، مطالباً السلطة بالقيام بخطوة مماثلة للخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية والإفراج عن هؤلاء المعتقلين. وفي تصريحات صحافية قال يونس إن المراكز الحقوقية لديها قوائم بأسماء عشرات المعتقلين السياسيين بالضفة. يذكر أن مسؤولي السلطة وقادة حركة فتح ينفون وجود معتقلين سياسيين من حماس في سجون السلطة. وفي ذات السياق قالت حركة الجهاد الاسلامي إن اجهزة امن السلطة اعتقلت قيادياً بالحركة في مدينة طولكرم، واضافت الحركة في بيان لها أن مسلحين من جهاز المخابرات اختطفوا القيادي جهاد كتاني أثناء خروجه من جامعة القدس المفتوحة. واشار البيان الى ان الأجهزة الامنية في طولكرم تشن حملة واسعة ضد كوادر وعناصر الحركة وجناحها العسكري (سرايا القدس)، حيث استدعت عددا منهم وحاولت اختطاف عدد آخر، واقتحمت منازل ثلاثة من كوادر السرايا في عدد من قرى المحافظة. وطالبت الحركة الفصائل الفلسطينية بفتح ملف الاعتقال السياسي بالضفة والعمل للإفراج عنهم وإغلاق ملفات الاعتقال المستمرة بحق المقاومين.