مؤتمر وزراء خارجية المتوسط: تباين حول الصيغة الخاصة بالنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

TT

قالت مصادر دبلوماسية عربية وفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن الملف السياسي، أي صيغة البيان المفترض صدوره اليوم عن المؤتمر والخاص بموضوع النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي يحتل الصفحتين الأوليين من البيان «ما زالت خاضعة للأخذ والرد» وأن البحث جار للوصول الى صياغات ترضي الجانبين الإسرائيلي والعربي.

ويتخوف الجانب الفلسطيني، وفق مصادر واسعة الإطلاع، من أن يقود التعنت الإسرائيلي الذي سبق وبرز في اجتماعات القمة المتوسطية في شهر يوليو (تموز) الماضي الى استبعاد الإشارة مجددا الى مرجعيات السلام التي يريدها الجانب الفلسطيني كالتالي: قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية واللجنة الرباعية وأنابوليس، مع تضمين النص إشارة الى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. ويرفض الجانب الفلسطيني الإشارة الى قيام دولتين «قوميتين» إسرائيلية وفلسطينية، وهو ما تريده إسرائيل بالنظر لما يمثله من مخاطر لجهة حق العودة والفلسطينيين المقيمين داخل الدولة اليهودية. وفي السياق عينه، كان موضوع اختيار مقر الأمانة العامة للاتحاد المتوسطي محل تجاذب حتى مساء أمس. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد ظهر أمس مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، وبنيتو فيريرا فالدنر مفوضة الشؤون الخارجية في قصر فارو في مرسيليا، امتنع الوزير برنار كوشنير عن كشف اسم المدينة التي ستستضيف المقر. ورغم انسحاب تونس، فإن برشلونة وفاليتا (مالطا) كانتا متنافستين، بالإضافة الى وجود بروكسل التي تحوز تفضيل المفوضية الأوروبية. وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن سحب ترشيح تونس «سحب في الوقت عينه الجدل حول التطبيع مع إسرائيل» وهي الحجة التي كانت ترفعها بعض الدول العربية ومنها سورية. وفضلا عن ذلك، لم تكن حسمت، حتى مساء أمس، مسألة وضعية الجامعة العربية داخل الاتحاد حيث لها صفة مراقب. والخلاف ما زال دائرا حول معرفة ما إذا كانت الجامعة ستدعى، الى جانب القمم والاجتماعات الوزارية الى الاجتماعات الفنية وأعمال اللجان وهو ما تعارضه إسرائيل وعدد من البلدان الأوروبية التي لا ترى «فائدة» في ذلك، بينما يصر الجانب العربي على حضورها كل الاجتماعات. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي عقد أمس اجتماعا تنسيقيا مع نظيره كوشنير (فرنسا ومصر ترأستا الاتحاد) قال لـ«الشرق الأوسط» إن الجدل بخصوص الجامعة «سيستمر بعد مرسيليا».

وتحدثت المصادر الفرنسية عن «تسوية» تم التوصل اليها بشأن الرئاسة من الجانب الأوروبي وينتظر أن تعلن اليوم.