معركة العمر والخبرة

كبر سن ماكين نقطة قوته وضعفه.. وصغر سن أوباما يعكس قلة خبرته

TT

حملت هذه الانتخابات تناقضات بين المرشحين في العمر والخبرة. أحدهما شكلت خبرته التي اكتسبها طوال السنين نقطة قوة بالنسبة له، ولكن في الوقت نفسه كان عمره نقطة ضعف. أما الآخر، فكان عمره نقطة قوة جذبت الشباب اليه، ولكنه بسبب عمره، وجهت له انتقادات حول قلة خبرته.

اذا فاز المرشح الجمهوري جون ماكين، سيكون اكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يدخل البيت الابيض، عمره 73 عاما. لن يكون اكبر رئيس في البيت الابيض، لان الرئيس رونالد ريغان كان عمره 74 سنة عندما فاز بالرئاسة للمرة الثانية، وكان عمره 78 عندما ترك البيت الابيض.

اما اذا فاز باراك اوباما، مرشح الحزب الديمقراطي، فهو رغم صغر سنه لن يكون اصغر رئيس، لان كنيدي كان عمره 43 سنة عندما فاز سنة 1960، فيما اوباما عمره 47 سنة. وكان عمر كلينتون 46 سنة عندما فاز اول مرة سنة 1992. لكن، في سنة 1901، صار ثيودر روزفلت رئيسا، بعد اغتيال الرئيس ماكنلي، وكان عمر روزفلت 42 سنة.

وبحسب إحصائية البيت الأبيض نفسه، فان متوسط عمر رئيس الجمهورية، يوم دخوله البيت الابيض خمس وخمسون سنة. يختلف الاميركيون حول الصلة بين العمر والخبرة. في هذه السنة اختلفوا حول عمر ماكين الاكبر. قال بعضهم ان ذلك يعني الخبرة الكثيرة. وقال آخرون ان معناه قلة القدرة على الحركة والتفكير.  وعن عمر اوباما الاصغر، قال بعضهم انه يعني عدم وجود صلة بالخبرة. وقال آخرون انه يعني الطموح والافكار الجديدة.

اول من امس، نشرت جريدة «ميامي هيرالد» مقابلات اجرتها مع كبار في السن هناك. قالت بيتي ماسون: «عمري 78 سنة، واعرف ان الناس يركزون على انخفاض قدرتي على الحركة والتفكير، اكثر من خبرتي وتجربتي خلال حياتي الطويلة. اعتقد ان كثيرا من الناس يفعلون ذلك بالنسبة لماكين. ربما يعني هذا ظلما له، لكنها الحقيقة».

وقال بيل افريت وعمره 75 سنة، وكان ضابطا في قوات المارينز، وظل يؤيد الحزب الجمهوري: «تجربة الخمس سنوات التي قضاها ماكين في سجن فيتنام الشمالية تجربة نادرة.

وتوضح قدرته على مواجهة المشاكل والاخطار. ثم حقيقة انه كان عسكريا توضح قدرته على إصدار الاوامر، وتحديد الاهداف، والتنسيق وسط المساعدين والمستشارين».

قبل شهرين، اجرت وكالة «اسوشيتدبرس» بالتعاون مع خدمة «ياهو» في الانترنت استفاء وسط الكبار في السن (65 سنة واكثر). واوضح الاستفتاء ان اربعين في المائة وصفوا ماكين بانه «فات اوانه».

قبل ذلك، اجرت «اسوشيتدبرس» استفتاء وسط مجموعة اخرى من كبار السن. وقالت نسبة عشرين في المائة ان ماكين «اكبر سنا مما يجب». واعتبرت الوكالة ان هذه التعليقات السلبية من كبار في السن نحو مرشح كبير في السن مثلهم لا تساعد ماكين، لا وسط كبار السن، ولا وسط صغار السن.

لكن الاستفاءين وجدا ان عمر ماكين هو العامل الثاني في تحديد رأي الناس فيه، بعد انتمائه الحزبي. وقالت الوكالة ان الشيء نفسه يمكن ان ينطبق على اوباما، اي ان تأييد الناس له يعتمد، في المكان الاول، على حزبه وارائه السياسية، اكثر من عمره. وفي مقابلات جريدة «ميامي هيرالد»، قالت هيلين ستيوارت (83 سنة): «كل سياسي سياسي، اذا كان عمره اربعين سنة، او ثمانين سنة. لا يوجد فرق. كل واحد يريد مصلحته، ويقدر على ان يقول لي، انا المرأة الكبيرة السن، اي شيء لاصوت له، وربما لن اعيش حتى أرى اذا كان سينفذ ما وعدني، لكني متأكدة انه لن يفعل ذلك».