بكتيريا جديدة تفتت الحجر والكريستال

5 أنواع جديدة تلتهم حضارة أوروبا الأثرية

TT

تساهم البكتيريا إلى جانب تلوث البيئة والعوامل المناخية الأخرى في تخريب أجمل الآثار والكنائس الأوروبية. وكتب العلماء الاسبان والبرتغاليون في العدد الإلكتروني من مجلة «العلوم الطبيعية» أنهم اكتشفوا 5 أنواع جديدة من البكتيريا تعمل على تفتيت الحجر والكريستال والمواد الصلبة الأخرى المستخدمة في بناء وتجهيز الكنائس والقصور.

وتم الكشف عن أنواع البكتيريا الجديدة في قبر ملكي وفي كنيسة، وأثبتت الفحوصات الأولية مسؤوليتها عن اندثار هذه الآثار. وتلتصق هذه البكتيريا في المرحة الأولى على سطوح الحجر الكلسي أو الرملي أو الطابوق ثم تفتح فجوات وأقنية في المادة وصولا مع مرور الوقت إلى قلب الحجر. وتتغذى بعض أنواع هذه البكتيريا على الصبغات الموجودة على سطوح الكنائس، وخصوصا في اللوحات والرسومات، وفي الألوان المستخدمة في دهان الحجر.

وتعود أنواع البكتيريا الخمسة إلى نوع «روبروبكتيريا»، وشخّص العلماء وجود عدد آخر من البكتيريا المفتتة للحجر، إلا أنهم عجزوا حتى الآن عن تمييز نوعها. ويعمل فريق العلماء حاليا على تصنيف ودراسة خصائص هذه البكتيريا في محاولة للعثور على «مضاد حيوي» كفيل بشفاء الآثار المهمة منها. وذكر سيزاريو سايز خيمينث، رئيس فريق العمل، أنهم عثروا على البكتيريا أيضا في قلعة ماتيرا الإيطالية. وأتهم خمينيث، من معهد الأبحاث المكروبيولوجية في اشبيلية، بكتيريا الروبرو بتفتيت الآثار الأوروبية بالتدريج. وزرع العلماء، في تجربة مختبرية، نوعين من هذه البكتيريا على سطوح أحجار بناء جديدة، فلاحظوا بعد اسابيع قليلة أن البكتيريا اخترقت السطح إلى الداخل.. امتصت الرطوبة منه وأدت إلى جفاف الحجر وأحدث شروخا شعرية في مادة البناء. وهذا يعني أنه يمكن لهذه البكتيريا، مع مرور الوقت، تفتيت أهم وأقوى الآثار الصخرية في أوروبا. وعبر خمينيث عن أسفه لعدم اكتشاف علاج شاف للآثار من أمراض هذه البكتيريا. وهو ما سبق أن أكدته الباحثة غوادلالوبة بينار من جامعة فيينا قبل بضعة أشهر إذ عثر العلماء النمساويون على بكتيريا في قصر «هيربرشتاين» كانت تنخر بلوحات جدران القصر، واتضح من دراسة الحمض النووي للبكتيريا أنها قريبة من نوع الروبروبكتيريا. ويعود القصر إلى القرن الثاني عشر في حين تعود اللوحات فيه، التي تلونت بالوردي بفعل البكتيريا، إلى القرن الرابع عشر.