جدة أوباما وسر نجاحه.. استبقت وفاتها وصوتت لحفيدها

كان يناديها «توتو» وعاشت في شقة بالإيجار رغم عملها بقسم الرهن العقاري

TT

توفيت مادلين دنهام جدة باراك اوباما، عن عمر يناهز 86 عامًا، والتي لعبت شخصيتها دورًا كبيراً في تشكيل حياته، في الثاني من نوفمبر في منزلها في هونولولو بعد معاناة مع مرض السرطان. وجاءت الوفاة عشية الانتخابات. وأكد أوباما في البيان الذي أصدرته حملته الانتخابية أن دنهام «كانت حجر الزاوية في حياة أسرتنا وامرأة تميزت بقدر غير عادي من المآثر والقوة والتواضع». وسافر أوباما إلى هاواي في زيارة تستمر ليومين في ختام حملته الانتخابية ليكون مع السيدة التي دعاها «توت» اختصارا لـ«توتو» وهي الكلمة التي تعني بلغة سكان هاواي الجدة. وقد عزا أوباما نجاحه إلى جدته حيث قال إنها «أغدقت علي كل ما كان بحوزتها». الا انه على الرغم من وفاتها قبل يوم واحد من الاقتراع، فقد تمكنت «توت» من التصويت وقالت متحدثة باسم حملة اوباما ان تصويت مادلين سيحتسب. وقالت ليندا دوغلاس: «فور الادلاء بالصوت غيابيا، فانه يحتسب». وارسلت دنهام صوتها بواسطة البريد مثل كافة الاصوات التي تم الادلاء بها غيابيا، وسيتم فتح بطاقات التصويت من قبل سلطات هاواي الانتخابية عندما ينتهي الاقتراع في كافة انحاء الولايات المتحدة بعد ست ساعات من انتهاء ساحل شرق الولايات المتحدة من التصويت. ولدت مادلين لي باين في مدينة بيرو، بولاية كنساس، وترعرعت في مدينة أوجوستا على يد عائلة تتمسك بتعاليم دينية ميثودية صارمة، وتزوجت ستانلي دنهام عام 1940 قبل تخرجها من المدرسة الثانوية بأسابيع قليلة.

وانتقلت مع زوجها للعيش في سياتل. وخلال الحرب العالمية الثانية عملت في خط تجميع قاذفات، ثم انتقلت مرة أخرى مع زوجها، بائع الأثاث، إلى هاواي حيث تعرفت الابنة، آن، على والد أوباما، عام 1960 عندما كان طالبًا قادمًا من كينيا. ذكر أوباما في كتابه «أحلام من والدي» أن دانهام عملت في مصرف في هاواي للمساهمة في تكاليف ولادة أوباما التي جاءت على نحو غير متوقع عام 1961، وأضاف أنها على الرغم من افتقارها إلى الشهادة الجامعية إلا أنها ارتقت الصفوف لتصبح أول نائبة لرئيس المصرف.

وقد عاش أوباما فترات مع جديه خلال فترة طفولته ثم كل فترة دراسته الثانوية. وقد توفيت والدة أوباما ـ ستانلي آن ـ التي قضت الكثير من حياتها في إندونيسيا تدرس للحصول على درجة الدكتوراه في الأنثروبيولوجي، نتيجة إصابتها بسرطان المبيض عام 1995 عن عمر ناهز 53 عامًا. أما والده الكيني الأصل والذي يحمل اسم باراك حسين أوباما فقد مات عام 1982.

وأوضحت مايا سيوتورو، الأخت غير الشقيقة لأوباما، أن دانهام، التي كانت تعاني مرض هشاشة العظام أيضًا، لم تكن تقوى على السفر لرؤية حفيدها خلال حملته الانتخابية، ونادرًا ما كانت تجري لقاءات مع وسائل الإعلام، لكنها كانت تشاهد أوباما على شاشات التلفزيون. وقد عاشت دانهام حتى وفاتها في شقتها في هونولولو حيث ساعدت زوجها في تربية أوباما. وظلت مسألة أنها كانت تسكن في شقة بالإيجار رغم عملها بقسم الإقراض المرتبط بالرهن العقاري داخل احد المصارف، مثار تهكم من الأسرة بأكملها. وكتب أوباما عن مذكراته يقول إن الخوف الذي أبدته في يوم من الأيام تجاه أحد الشحاذين العدوانيين، كان ذا بشرة سمراء، آلمه بشدة. وفي خطاب ألقاه في مارس (آذار) حول قضية العنصر خلال الجدل الذي اندلع حول راعي كنيسته الأسبق القس جيرمايه رايت قال «لا يمكنني أن أتنكر له، تماماً مثلما لا يمكنني أن أتنكر لجدتي البيضاء، تلك المرأة التي ربتني وضحت من أجلي مرات عدة وتحبني أكثر من أي شيء في هذا العالم».

* خدمة نيويورك تايمز