مهندسو حملتي أوباما وماكين.. «جنود مجهولون»

6 من 12 مساعدا للمرشحين سيدخلون البيت الأبيض مع الفائز

TT

وراء الاضواء والكاميرات والمقابلات الصحافية والخطب السياسية لكل من باراك اوباما وجون ماكين، كان يقف مجهولون لا تسلط عليهم الاضواء. هم الذين اداروا الحملات الانتخابية، ونظموا المؤتمرات الصحافية، ورتبوا اللقاءات الجماهيرية، وجمعوا التبرعات، وصرفوا المصروفات... هؤلاء هم ستة أشخاص من فريق اوباما، وستة من فريق ماكين. هؤلاء الاشخاص سيكونون من ضمن الفريق الذي سيدخل البيت الابيض مع المرشح الفائز في الانتخابات، ويحتلون مناصب وزارية او مناصب استشارية الادارة الجديدة. في فريق أوباما

* ديفيد اكسلرود: كبير الاستراتيجيين في حملة اوباما منذ بداية الانتخابات الاولية في نهاية السنة الماضية.

قابل اوباما اول مرة في شيكاغو، عندما كان صحافيا في جريدة «شيكاغو تربيون»، قبل ان يتخرج اوباما محاميا، وبدلا من قبول اغراءات مالية في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك) انتقل، في وقت لاحق، الى شيكاغو ليعمل مع الفقراء والمحتاجين. ويبدو ان اكسلرود اعجب بهذا المحامي الذي فضل العمل الاجتماعي على العمل الاستثماري. بل هو نفسه، اكسلرود، فضل العمل الاجتماعي على العمل الصحافي. في سنة 1984، في قمة سيطرة الحزب الجمهوري على واشنطن (ريغان في البيت الابيض) ترك جريدة «شياغون تربيون»، وصار مستشارا للسناتور بول سايمون (ديمقراطي من ولاية إلينوي). وبعد أن فاز السناتور، انتقل اكلسرود الى واشنطن، وعمل معه لسنتين، ثم فتح مكتبا في واشنطن للعلاقات العامة، وظل يعمل في دفع القضايا الاجتماعية من وجهة نظر ليبرالية تقدمية. يعتبر اكسلرود الساعد الايمن لاوباما وصديقه القديم. ويتوقع ان تكون وظيفة كبير موظفي البيت الابيض هي المكان المفضل له ولأوباما، مثلما كانت لرؤساء قبله، لانهما يظلان قريبين من بعضهما البعض، رغم اغراء تولي وزارة مهمة بعيدا عن البيت الابيض، حيث تصير اتصالاتهما غير منتظمة وروتينية.

* ديفيد بلوف: مدير الحملة الانتخابية. وهو ثالث ثلاثة، لانه عرف اوباما واكسلرود منذ اكثر من عشر سنوات، ولأنه يعمل في نفس المكتب الاستشاري، نائبا لاكسلرود. ولأنه، مثل اكسلرود، عمل في الكونغرس، وتعود على المناورات والتحالفات والمساوامات والمؤامرات السياسية.

بل مارس الاستشارات السياسية اكثر من رئيسه. في سنة 1990، ترأس الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية التي اعلنها ديك غيبهارت، الذي كان زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب في ذلك الوقت. وبعد ان فشل غيبهارت، صار بلوف رئيسا لقسم الانتخابات في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.

مثل اكسلرود، لا يعرف كثيرا في السياسة الخارجية، ولا في الاقتصاد. ولهذا، اذا فاز اوباما، يقدر على ان يكون وزيرا للعدل، او التعليم، مثلا. او يبقى مع اكسلرود في البيت الابيض، ويتسلم منصب كبير المستشارين.

* فاليري جاريت: هي مثل «رجال شيكاغو» (اوباما واكسلرود وغيرهما من الذين عركوا العمل السياسي والاجتماعي في شيكاغو قبل ان ينتقلوا الى واشنطن)، تعتبر من «بنات شيكاغو» اللائي عركن العمل السياسي والاجتماعي هناك. في البداية، عملت مستشارة لعمدة شيكاغو ديلي، ثم مستشارة في حملات الحزب الديمقراطي في المدينة. ثم، بعد ان فاز العمدة مرة ثانية، رئيسة لمجلس المواصلات المحلية في شيكاغو. لكن، لم تتفرغ فاليري لحملة اوباما الانتخابية (تتراس شركة «هابيتات» العقارية). غير ان هذا، باعتراف اكسلرود نفسه، «زاد اسهمها، لانها تقدر على ان تنتقدنا جميعا، من الخارج». واذا قررت ترك العمل الاقتصادي ودخول الحكومة، تقدر ان تكون وزيرة للاسكان مثلا.

* بيتر راوس: اذا كان اكسلرود وبلاوف هما اليد الفكرية والعقائدية لاوباما، فان بيتر راوس هو اليد التنفيذية. منذ ثلاث سنوات، ظل مديرا لمكتب اوباما في الكونغرس. ومن قبل اوباما، ظل يعمل في مناصب ادارية واستشارية في الكونغرس. منذ سنة 1971، عندما كان عمر اوباما عشر سنوات.

واذا كان اكسلرود وبلاوف (وفاليري) من «عصابة شيكاغو»، يعتبر رواس من «جوقة واشنطن»، من الذين تعودوا على المناورات والمساومات السياسية، من داخل الكونغرس.

ومثل الباقين، يقدر على ان يختار اي وزارة ليست اقتصادية او غير وزارتي الدفاع والخارجية. لكنه، مثل الباقين، يقدر على ان يظل في البيت الابيض، قريبا من اوباما. وخاصة في ترتيب العلاقات بين البيت الابيض والكونغرس.

* أنتوني ليك: أكبر المستشارين في الشؤون الخارجية. كان مستشارا في وزارة الخارجية في ادارة الرئيس كارتر. ومستشارا للأمن القومي في البيت الابيض في ادارة الرئيس كلينتون. ثم عينه كلينتون مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)، لكن الكونغرس رفض تأييد الترشيح. ويعمل منذ ست سنوات، استاذا في مدرسة الخدمات الخارجية (الدبلوماسية) في جامعة جورجتاون.

اذا فاز اوباما، لا يتوقع ان يكون وزيرا للخارجية: أولا بسبب كبر سنه، وثانيا لانه نال نصيبه في ادارة كلينتون، وثالثا لانه يريد سناتورات كبار المنصب. وهناك اشاعات ان هيلاري كلينتون تريد المنصب، وايضا السناتور روكفلر (ديمقراطي من ولاية ويست فرجينيا).

* سوزان رايس: تأتي مباشرة بعد ليك في قائمة المستشارين في السياسة الخارجية. في ادارة كلينتون، كانت مساعدة وزيرة الخارجية (مادلين اولبرايت) للشؤون الافريقية. وبعد نهاية سنوات كلينتون، انضمت الى معهد بروكنغز في واشنطن. مثل ليك، لا يتوقع ان يختارها اوباما، اذا فاز، وزيرة للخارجية لأن هناك اسماء أهم. لكنها تقدر على ان تكون مستشارة للامن القومي للرئيس (نفس منصب كوندوليزا رايس عندما فاز الرئيس بوش بالرئاسة اول مرة سنة 2000، قبل ان يختارها وزيرة للخارجية). ربما تريد سوزان ان تكون وزيرة خارجية مثل كوندي. لكن، ليس الآن في فريق ماكين

* مارك سولتار: كبير مستشاري ماكين وصديق مقرب منذ ثلاثين سنة تقريبا. عملا معا في منتصف الثمانينات، عندما كان ماكين سناتورا جديدا، وكان سولتار موظفا صغيرا في مكتبه. ثم صعد السلم، وتطور من موظف صغير الى كاتب خطب ماكين، الى مدير مكتبه. ويجمع سولتار بين الخبرتين السياسية والصحافية. عمل صحافيا لفترة قصيرة، ثم كاتبا ادبيا، ثم كاتبا سياسيا. ويعتقد انه وراء كثير من الكتب التي كتبها ماكين، مثل كتاب: «فيث اوف ماي فاثرز» (ايمان آبائي: ماكين كان عسكريا، وكذلك والده، وكذلك جده). ربما يفضل الرجلان ان يبقيا معا في البيت الابيض، ويصير سولتار كبير الموظفين، او كبير المستشارين. او، لأنه عمل قبل اكثر من عشرين سنة، مستشارا لسفيرة اميركا في الامم المتحدة، جين كيركباتريك، ربما يريد ان ينتقل الى وزارة الخارجية. لكن، ربما نائبا لوزير، لان منصب الوزير يبدو محجوزا للسناتور غراهام.

* ريك ديفز: مدير حملة ماكين الانتخابية. وكان مدير حملته الانتخابية الاولية في سنة 2000، عندما فشل ماكين في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، وفاز عليه الرئيس بوش. ويعتبر ديفز ربما اكثر المستشارين السياسيين في واشنطن خبرة في ادارة الحملات الانتخابية. بالاضافة الى حملة ماكين سنة 2000، أشرف على حملة السناتور بوب دول الرئاسية سنة 1996. وعمل مستشارا في حملتي الرئيس بوش: سنة 2000 وسنة 2004. غير انه اتهم بالخلط بين السياسة والتجارة، لانه يترأس شركتين: اولا: شركة محاماة وعلاقات عامة في واشنطن تحمل اسمه. ثانيا: شركة الكترونية تعمل في الانترنت. واتهم بالخلط بين الاثنين لانه وقع بالنيابة عن شركته الثانية اتفاقية مع حملة ماكين. ربما يفضل ديفز وزارة التجارة، كما كان قد قال مرة.

* شارلي بلاك: مثل ريك ديفز، عمل شارلي بلاك مستشارا سياسيا في واشنطن لأكثر من عشرين سنة. ومثله، من كبار الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري في واشنطن. ومثله، خلط بين السياسة والتجارة. ومثله انتقد لهذا السبب، ووجهت له تهم فساد ومحسوبية وتضارب مصالح. في انتخابات سنة 2000، كان من مستشاري ماكين. وكان من اوائل الذين عملوا معه مستشارين في هذه الانتخابات. وبقى معه عندما تركه آخرون بعد ان ظنوا، في البداية، انه لن يحصل على ترشيح حزبه.

لكن تبعه سجل تقديم استشارات سياسية، من مكتب العلاقات العامة الذي يديره في واشنطن، الى شخصيات عالمية ليست محمودة في واشنطن، مثل: الرئيس الصومالي السابق سياد بري، الرئيس النيجري السابق ابراهيم باباجنيدا، الزعيم الانغولي السابق سافمبي. اذا فاز ماكين، وبسبب هذه الاتهامات الخارجية، لا يتوقع ان يكون وزيرا للخارجية. ربما يقدر على ان يكون وزيرا للتجارة.

* كارلي فيورينا: مثل فاليري غاريت، مستشارة اوباما، ولكنها ليست مثلها. هي مثلها وصلت الى قمة ادارة شركات اميركية كبيرة، والآن تضيف خبرة اقتصادية مكثفة الى الحملة الانتخابية. وليست مثلها لأن فاليري تعمل في مجال «العقارات الاجتماعية»، اي استثمارات في المساكن ومشاريع التنمية التي تخدم الطبقات غير الغنية. في الجانب الآخر، تخصصت كارلي في ادارة شركات رأسمالية عملاقة، مثل: «اي تي آند تي» للتلفونات، و«اتش بي» للكمبيوترات، و«لوست» للتكنولوجيا.

بعد ان تقاعدت قبل سنتين، وكتبت كتابا ناجحا عن تجربتها عندما كانت «اشهر رئيسة شركة اميركية»، اقتربت من سياسيي الحزب الجمهوري، ومؤخرا من ماكين. تريد كارلي، بعد ثلاثين سنة في الشركات، ان تصبح وزيرة تجارة، او ممثلة اقتصادية عالمية للرئيس.

* جيل هازلبيكر: وسط خبراء متخصصين في السياسة والاقتصاد، تعتبر جيل اخصائية الصحافة. في البداية، كانت صحافية مستقلة، ثم صارت صحافية مع الحزب الجمهوري، في مجال العلاقات العامة. ثم مستشارة صحافية. لفترة قصيرة في سنة 2000، قدمت استشارات صحافية للسناتور ماكين. وقبل ذلك قدمت استشارات صحافية للسناتور بوب دول، عندما ترشح في انتخابات سنة 1996. وفي سنة 2006، عملت مستشارة صحافية للسناتور الجمهوري توم كين. في هذه السنة، لم تكن في فريق ماكين الاعلامي الاول. لكن طلب منها ماكين المساعدة في منتصف الصيف بعد ان كاد يفشل في الانتخابات الاولية، وفصل ثلاثة من مساعديه الصحافيين، واحدا بعد الآخر. ويعتقد ان جيل وراء «عودة ماكين» حتى فاز بترشيح الحزب. واذا فاز ماكين، تقدر جيل على ان تكون مديرة الاتصالات في البيت الابيض، او متحدثة باسم البيت الابيض، او الاثنين معا.

* السناتور لندسي غراهام: في بداية السنة، جرب حظه في الانتخابات الاولية، ضد ماكين وآخرين. لكنه لم يتقدم كثيرا، وانسحب من السباق. ورغم انه من الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، ويمثل ولاية محافظة هي ولاية ساوث كارولينا، يعتبر «اكثر المحافظين اعتدالا». وربما هذا من اسباب صداقة قوية ربطت بين الرجلين لاكثر من خمسة سنوات، منذ ان صار غراهام سناتورا. جمع بينهما شيء آني وهو العمل العسكري، ورغم ان خلفية ماكين عسكرية، وخلفية غراهام قانونية، تخصص غراهام في القانون العسكري. ثم عمل محاميا في السلاح الجوي. ثم تفرغ للسياسة، ودخل مجلس النواب سنة 1994. يقدر غراهام على ان يكون وزيرا للدفاع او وزيرا للخارجية.