آلات انتخابية مطورة.. ومقابلات هولوغرافية على شاشات التلفزيون

الانتخابات الأميركية توظف أحدث التكنولوجيا الإلكترونية

TT

إن كانت الانتخابات تظهِرُ افضلَ وأسوأ ما يملكه السياسيون، فانها تبرز افضل المنجزات التكنولوجية المعدة لمواكبة التقدم البشري. وفي هذا العام لم تتوان التكنولوجيا الالكترونية عن تقديم أجود الخدمات للجمهور الاميركي، اذ استخدمت أحدث الآلات الانتخابية، ووظفت تقنيات جديدة للبث التلفزيوني المجسم الحي، فيما اصبحت شبكة الانترنت ميدانا واسعا لاستقاء الاخبار.

في الانتخابات الاميركية الماضية، تابع نحو 64 مليون اميركي نتائج الانتخابات عبر قنوات التلفزيون، وقنوات البث عبر الكابلات. ويتوقع الخبراء ان يزداد هذا العدد في هذه الانتخابات الحاسمة. وبهدف اجتذاب أعداد اكبر من المشاهدين، فقد وظفت القنوات تقنيات مبتكرة، اذ توجهت «سي ان ان» لتقديم «مقابلات هولوغرافية» مجسمة خلال تقديم النتائج. اما القنوات الاخرى، فسوف تستفيد من عروض التلفزيون ذي الوضوح العالي، اذ أنشات قناة «فوكس» ثلاثة استوديوهات للبث خصيصا بتقنيات الوضوح العالي للبث في يوم اعلان النتائج، ووفرت شاشة جدارية تعمل باللمس لعرض خريطة انتخابية كاملة. اما قنوات «ايه بي سي» و«ان بي سي» و«سي بي سي»، فانها وظفت ايضا تقنيات رقمية لجمع النتائج الانتخابية وتبويبها.

وماذا عن الويب؟ الكثير من الناس تابعوا نتائج الانتخابات على صفحات الانترنت. وتهيأت لهذا الأمر قنوات التلفزيون المحلية، التي عملت مع مؤسسة «انترنت برودكاستنغ» للبث الانترنتي التي توفر خدمات الانترنت لهذه القنوات، وللناشرين والمعلنين المحليين. وسارعت المؤسسة، الاسبوع الماضي، الى تهيئة حزمة كاملة شاملة من الخدمات الاخبارية على الانترنت تواكب ورود النتائج الانتخابية. وتتجدد البيانات كل 3 إلى 7 دقائق. كما توفرت المؤسسة خرائط الكترونية تفصيلية للقنوات التلفزيونية المحلية. كما انتشرت على الانترنت مواقع متنوعة حول الانتخابات؛ منها موقع «وير آي فوت. كوم» (أين انتخب؟) مثلا الذي وفر للمقترعين الوسائل ومعرفة كيفية التسجيل وموقع الاقتراع ورؤية معلومات عن قسيمة الانتخاب وما شابه ذلك. وفيما يتمتع الملايين بالمعلومات المنهمرة عليهم من التلفزيون أو الانترنت، فإن الكثيرَ من الناس كانوا متخوفين من فشل بعض آلات تسجيل الانتخاب الالكترونية، التي اخفقت نظيراتها السابقة بولاية فلوريدا في انتخابات عام 2000.

ولم تكن تلك الانتخابات حاسمة ولن تعرف نتائجها الى الابد، رغم ان المحكمة الدستورية قضت حينها بفوز الرئيس جورج بوش الذي سيرحل عن منصبه الآن. وأشد الامور ايلاما في هذه الآلات الالكترونية لتسجيل صوت الناخبين، هو عدم وجود طراز واحد لهذه الآلات في كل الولايات الاميركية، اذ تستخدم عدة طرز مختلفة منها في عدد من الولايات وحتى المقاطعات الأصغر. وقد يسمى هذا العام الانتخابي 2008 عام «الاصوات المنقلبة»، بعد ان ظهر ان بعض آلات الانتخاب تقلب اسم المرشح الى اسم المرشح الآخر! وبما ان هذه الآلات لا تمنح الناخبَ أي ورقة ثبوتية بانتخابه لمرشحه، فان الصوت يصبح خاطئاً او ساقطاً. وترددت انباء عن حدوث مثل هذه الاصوات المنقلبة في ولايتي تينيسي وتكساس، وهما بالمناسبة ولايتان تميلان الى الحزب الجمهوري. وازدادت المخاوف من مشاكل آلات تسجيل الاصوات بحيث انتشرت مواقع الكترونية للحديث عنها. وتحدث احدها وهو «أور فوت لايف. كوم» عن حدوث اصوات منقلبة في تكساس.

وكانت باميلا سميث، رئيسة مؤسسة «فيريفايد فوتنغ» (التصويت المحقّق) التي ترصد مشاكل آلات التصويت، قد ابدت مخاوفها من احتمال تعطل الآلات يوم الانتخابات في ولايتي بنسلفانيا وفرجينيا لعدم وجود آلية في هاتين الولايتين للتصويت المبكر. كما اشارت الى عدم وجود آلات بديلة في غالبية الولايات تحل محل أي آلات تتعرض للأعطال. إلا ان البروفسور أليك ياسنساك، عميد كلية الكومبيوتر والمعلومات بجامعة ساوث ألاباما، والذي يعمل خبيرا في جمعية الآلات الكومبيوترية، قال ان الولايات تقدمت كثيرا في جهودها لحل مشاكل التصويت الالكتروني، اذ طورت 20 ولاية آلاتها الانتخابية.

وتخطت ولاية فلوريدا مشاكلها الانتخابية التي دخلت التاريخ عام 2000 بوضعها لنظم المسح البصري، حيث يضع الناخب علامة على ورقته الانتخابية، التي يتم مسحها الكترونياً. ولا تزال الولاية تستخدم آلات تسجيل الاصوات المزودة بشاشات اللمس للمعوقين. أما في أوهايو التي حدثت فيها ايضا مشاكل في التصويت الالكتروني اثناء انتخابات عام 2004، حيث اسقطت عدة مئات من الاصوات، فقد تحولت اربع من مقاطعاتها من الشاشات العاملة باللمس الى نظم المسح البصري.

ويقول منتجو الآلات الانتخابية انهم واثقون من أن الانتخابات ستجري بشكل جيد، اذ قال ديفيد بيرن، المدير التنفيذي لمجلس تكنولوجيا الانتخابات، وهو منظمة تجمع الشركات المنتجة ان «المنتجين يقدمون كل الدعم كي تعمل هذه الآلات بشكل سليم».