أكثر من 150 صحافيا سودانيا يضربون عن الطعام احتجاجا على الرقابة

3 صحف قررت التوقف لمدة 24 ساعة.. وكتاب مقالات يحتجون

صحافيون سودانيون يعتصمون في الخرطوم أمس احتجاجا على الرقابة المفروضة من قبل الجهات الأمنية (رويترز)
TT

نفذ أكثر من 150 من الصحافيين السودانيين ومساعديهم الصحافيين في العاصمة السودانية أمس اضرابا عن الطعام لمدة 24 ساعة، فيما قررت ثلاث صحف التوقف عن الصدور لمدة ثلاثة ايام، احتجاجا على ما اسموه استمرار الرقابة الامنية القبلية على الصحف السودانية، التي تفرضها أجهزة أمن الدولة.

وخاطب التجمع الاحتجاجي مجموعة من السياسيين المعارضين وقيادات من الحركة الشعبية الشريك الثاني في الحكم، ولم تتدخل السلطات لفض الاعتصام الذي جرى في مبنى صحيفة «اجراس الحرية» السياسية المحسوبة على الحركة الشعبية. وقال منظمو الاحتفال ان الخطوة التي بدأت امس ضد الرقابة الامنية على الصحافة ستستمر الى ان تتخذ السلطة السياسية في البلاد قرارا ضدها. وذكروا انهم سيقررون الخطوة العملية الاخرى التالية لما حدث اليوم بنهاية الاسبوع. وكشف صحافيون مضربون، عن تضامن تلقوه من صحف اخرى وكتاب اعمدة صحافية بالاحتجاب عن الكتابة أو تناول موضوعات يرون انها تخضع للحظر في اطار الرقابة المستمرة. وشن باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية هجوما عنيفا على الرقابة الامنية على الصحف، وقال «لا للرقابة الامنية القبلية على الصحف»، وطالب بضرورة الغائها. ودعا نواب الحركة الشعبية في البرلمان الى التحرك عاجلا لاجازة تعديلات في جملة من القوانين من بينها قانون الصحافة. واعتبر اموم قانون الصحافة السائد غير دستوري. وقال صالح أحمد محمد الحاج المدير العام لصحيفة أجراس الحرية في بداية الاضراب ان الصحافيين يتعرضون للرقابة كل يوم. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤول من أجهزة الأمن السودانية أو وزارة الاعلام للحصول على تعليق. ويكفل السودان حرية الصحافة بموجب اتفاق للسلام أنهى حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت أكثر من عقدين لكن الصحافيين يشكون مرارا من زيارات ليلية لضباط الامن الذين يراجعون النسخ ويصدرون تعليمات لرؤساء التحرير بحذف مقالات حساسة.

ويقول صحافيون ونشطاء في مجال حقوق الانسان ان الحملة الراهنة بدأت في فبراير (شباط) الماضي بعد أن نشرت صحف تقارير تتهم الحكومة بدعم متمردين تشاديين قاموا بمحاولة انقلاب فاشلة. وتنفي الحكومة الاتهام. وقال الحاج انه تلقى تعليمات بحذف عدد كبير من المقالات الى الحد الذي اضطر معه الى سحب الطبعات أكثر من 20 مرة منذ أن بدأت الصحيفة في الصدور في أبريل (نيسان) الماضي.

واعتقل صحافي لثلاثة أيام الشهر الماضي بعد نشر مقالات ينتقد فيها المرتبات العالية التي يتقاضاها موظفو الحكومة. وقال الحاج ان صحيفتي رأي الشعب المرتبطة بحزب المؤتمر الشعبي المحافظ والميدان المرتبطة بالشيوعيين السودانيين تشاركان أيضا في الاضراب عن الطعام والاحتجاب عن الصدور لثلاثة أيام.

وتابع قائلا ان العدد الاجمالي للعاملين في الصحف الثلاثة شاملا موظفي المكاتب يتجاوز 150 ولكن مشاركة صحافيين من صحف أخرى قد يرفع العدد الاجمالي للمشاركين. وقال ادوارد لينو المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان وهو احد الشخصيات المعارضة البارزة التي حضرت الاعلان عن بدء الاضراب عن الطعام ان الرقباء أصدروا تعليمات لصحيفة أجراس الحرية بعدم نشر مقابلة أجريت معه في عدد أمس الثلاثاء.