طلب عمر نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»، فور وصوله الى مطار مدريد الدولي «باراخاس»، اللجوء السياسي أمام السلطات الإسبانية. وكان عمر قد نزل من الطائرة القادمة من القاهرة، ليستقل طائرة أخرى متوجهة الى الدار البيضاء في المغرب، ولكنه قرّر البقاء في مدريد، وتوجه الى مركز الشرطة الوطنية الموجود في المطار معرّفا عن نفسه بأنه «الابن المسالم» للإرهابي أسامة بن لادن. وأفادت مصادر أمنية أن السلطات الإسبانية قرّرت النظر في طلب اللجوء السياسي ولكنها احتجزته في المطار في إحدى القاعات المخصصة لـ«غير المقبولين»، في الحين الذي طلبت من الانتربول التحقق من هويته.
عمر هو أحد أبناء زعيم تنظيم «القاعدة» التسعة عشر، 28 سنة، من مواليد السعودية، والدته السورية نجوى غانم. عاش مع والده في السودان لمدة 10 سنوات، ثم رافقه حين غادر إلى أفغانستان، حيث أقام معه لمدة 10 سنوات أخرى حتى العام 2000. ويقال إنه تلقى تدريبات عسكرية في أحد مخيمات تنظيم «القاعدة» الموجودة هناك، وأنه كان مقيما في المملكة العربية السعودية عندما حصلت اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك وواشنطن. والمعروف أن عمر متزوج من البريطانية زينة الصباح (اسمها السابق جين فيليكس براون)، 52 عاما، متزوجة 5 مرات، ولها ثلاثة أولاد.
من جهتها قالت مصادر مقربة من عمر بن لادن في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» ان عمر قضى في مصر اكثر من عام، وطلب مع زوجته البريطانية زينة الصباح تمديد اقامتهما، لكن السلطات المصرية رفضت، وقالت انها ستنظر في الامر. فيما قالت زوجته زينة الصباح لـ«الشرق الاوسط» ان عمر معتقل داخل المطار واعربت عن املها عن قرب الافراج عنه». وأوضحت انهما تركا كل شيء في مصر الشقة وخيام البدو والخيل التي كانت تعود اليهما». وت انها كانت تشعر بخطر على حياة عمر قبل مغادرتها القاهرة, الا انها اشارت الى ان الخطر مازال قائما، والله وحده الحافظ، واعربت عن املها في الافراج عن زوجها عمر في غضون ايام قليلة. من جهتها قالت الناطقة باسم وزارة الداخلية الاسبانية إن عمر بن لادن، وهو في أواخر العشرين من العمر، طلب حق اللجوء السياسي خلال توقف رحلته في مطار مدريد. وذكرت مصادر اسبانية مطلعة إن السلطات الاسبانية بعدما فوجئت بالالتماس قررت المضي قدماً في إجراءات طلب اللجوء بشكل عاجل وسيتعين على عمر الانتظار في صالة الترانزيت والممنوعين من السفر بمطار باراخاس الدولي لحين البت في الأمر. وأوضحت المصادر أن السلطات ستتحفظ على عمر، الذي سبق وأن طالب والده علانية بنبذ الإرهاب، في مكان آمن بالمطار، وحتى تنظر الحكومة في طلبه. وكان عمر قد طلب في أبريل نيسان الماضي اللجوء السياسي في سفارة المملكة المتحدة بالقاهرة إلا أن السلطات البريطانية رفضت طلبه. ولم يتضح على الفور الدواعي التي استند إليها عمر في طلبه للجوء. كذلك سبق أن رفضت السلطات البريطانية طلب عمر بحق اللجوء السياسي إليها.
وكان عمر بعث في مطلع العام الحالي، برسالة، عبر «سي ان ان» إلى والده مفادها: «ابحث عن وسيلة أخرى للمساعدة أو لتحقيق أهدافك». وقال عمر بن لادن، ابن أكثر المطلوبين في العالم الذي ترصد الولايات المتحدة أكثر من 25 مليون دولار مقابل اعتقاله، إن دافع خروجه من دائرة الصمت والحديث علانية هو رغبته في إنهاء العنف الذي استوحاه والده.
وتوجه برسالة إلى والده، بلغة إنجليزية تلقنها مؤخراً من زوجته البريطانية، قائلاً: «أحاول أن أقول لوالدي.. حاول إيجاد وسيلة أخرى للمساعدة أو تحقيق هدفك.. هذه القنبلة.. هذه الأسلحة، ليس من الجيد توجيهها ضد أي كان».