ليفني ترفض اقتراحا من رايس بإصدار ورقة تفاهمات مع الفلسطينيين في شرم الشيخ

الطرفان يكتفيان بتصريح منفرد حول التقدم الحاصل في المفاوضات

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، انها لم توافق على اقتراح نظيرتها الأميركية، كوندوليزا رايس، اصدار ورقة اسرائيلية فلسطينية مشتركة يتم فيها تلخيص التفاهمات التي جرت حتى الآن بين الطرفين في المفاوضات حول التسوية الدائمة للصراع.

وقالت ليفني، خلال كلمة لها الليلة قبل الماضية، ان لقاء اللجنة الرباعية الدولية في شرم الشيخ، يوم الأحد المقبل، سوف يستمع الى تصريحين منفردين لها ولرئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع (أبوعلاء)، يلخصان فيه ما جرى من مفاوضات منذ مؤتمر أنابوليس في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ثم يؤكدان الاستمرار في المفاوضات بالطريقة نفسها، مفاوضات على مستوى الرئيسين، وأخرى على مستوى رئيسي الوفدين وثالثة على مستوى أعضاء الوفدين ولجانهما.

وكانت رايس قد طلبت من الطرفين تلخيص ما جرى من تفاهمات في وثيقة رسمية، حتى تسجلها كإنجاز للطرفين ولجهود الادارة الأميركية والرباعية الدولية، وذلك بعد ان بات من غير الممكن تحقيق رغبة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، في استمرار المفاوضات بوتيرة عالية وصولا الى اتفاق دائم حتى نهاية السنة. ومع ان أولمرت أعلن انه سيواصل المفاوضات، رد قادة الأحزاب الاسرائيلية الأساسية، بمن فيها ليفني رئيسة حزبه «كديما»، بالاعتراض. ووصل الأمر الى محكمة العدل العليا، مما حذا بالرئيس الفلسطيني أن ينضم الى المتشائمين فقال في تصريح للصحافة الرومانية، أول من أمس، ان الأوضاع الداخلية التأزمية في اسرائيل والتمزق الفلسطيني يمنعان الاستمرار في انهاء هذه المفاوضات باتفاق دائم حتى نهاية هذه السنة. وهكذا، سيكتفي الطرفان بالتصريح، كل من جهته وحسب الصياغات التي يرتأيها، لتلخيص هذه المفاوضات. وأكدت ليفني انها ملتزمة بالعملية السلمية وان المفاوضات ستستمر تحت قيادة حكومتها، في حالة فوزها في الانتخابات المقبلة، بنفس الطريقة. وأعربت عن ثقتها بأن الجمهور الاسرائيلي سيمنحها القوة لتشكيل حكومة سلام بعد الانتخابات تسير بهذه العملية الى نهاية سعيدة للطرفين، وفق مبدأ «دولتان للشعبين». وقالت انه على الرغم من المحاولات التي يبديها اليمين المتطرف لافشال المفاوضات فإن الجمهور الاسرائيلي يريد حكومة تقوده الى عملية سلام جادة.

يذكر ان مؤتمر الرباعية سيعقد في شرم الشيخ على مستوى وزراء الخارجية، بعد أن خطط له في الماضي ليكون على مستوى الرؤساء. وقد أريد له، حسب التخطيط أن يكون احتفاليا يعلن فيه عن اتفاق دائم أو اتفاق مبادئ للسلام على الأقل. وسيحضره في هذه الحالة وزراء خارجية الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة)، اضافة الى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بصفته رئيسا للاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، ووزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط، بوصفه مضيفا اضافة الى وزير خارجية الاردن صلاح الدين البشير.

ويتضح ان أولمرت وأبومازن سيتغيبان عن هذا اللقاء عمدا، بسبب مصاعبهما الداخلية. ولا يعرف إذا كانا سيلتقيان في فترة قريبة، وماذا سيحويه لقاؤهما، وهل سيكون لقاء وداع أو لقاء يفضي عن اعلان ما حول ما اتفقا عليه خلال المفاوضات. وكان أبومازن قد أشاد بتصريحات أولمرت لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، التي قال فيها ان السلام مع الفلسطينيين يحتم على الاسرائيليين الانسحاب الكامل من الضفة الغربية والقدس باستثناء مناطق يتم تبادلها نسبة بالكم والمثل. وقال أبومازن يومها انه يستطيع التوصل الى اتفاق سلام دائم مع أولمرت خلال يومين بناء على هذه التصريحات.

والجدير بالذكر ان رايس ستصل الى المنطقة، بعد غد، وستلتقي المسؤولين في كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل وصولها الى شرم الشيخ. وحسب مصادر سياسية مقربة من أولمرت، فإنها لن تستسلم بسهولة للموقف الذي أعربت عنه ليفني. وقد تحاول من جديد اقناع الطرفين بتغيير مواقفهما.