ممثلو الأقليات العراقية لـ«الشرق الأوسط»: نشعر بالظلم ونريد تمثيلا متوازنا

مصدر برلماني: الحزب الإسلامي والائتلاف العراقي الموحد هما من وقفا ضد المادة 50

TT

فيما اكد الدكتور فؤاد معصوم، رئيس التحالف الكردستاني في مجلس النواب (البرلمان) العراقي وقوفهم الى جانب المسيحيين «من خلال تصويتنا لصالحهم فيما يتعلق بالمادة 50 الخاصة بتخصيص مقاعد للاقليات»، أعلن ممثلون عن المسيحيين والصابئة والإيزيديين والشبك العراقيين عدم رضاهم على ما جاء في المادة 50، معتبرين أن نسب تمثيلهم المقررة فيها «الكثير من الظلم والتهميش». من جهة اخرى، كشف برلماني عراقي لـ«الشرق الاوسط» عن ان «الحزب الاسلامي والائتلاف العراقي الموحد هما من وقفا ضد المادة 50». وأشار البرلماني الذي فضل عدم نشر اسمه الى ان «أسبابا مذهبية دفعت الحزب الاسلامي والائتلاف العراقي الموحد الى الوقوف ضد ان يمثل الإيزيديون والصابئة والشبك خاصة في مجالس المحافظات». معصوم قال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس «ان وقوفنا ومعنا الحزب الشيوعي العراقي الى جانب المسيحيين خلال التصويت على المادة 50 اول من امس أدى الى تمرير هذه المادة في مجلس النواب»، مشيرا الى ان «موقفنا هذا يؤكد وقوفنا الى جانب المسيحيين العراقيين باعتبارهم مكونا مهما من مكونات شعبنا العراقي، ويدحض كل الاتهامات التي تحدثت عن مضايقة الأكراد لهم في نينوى». وأضاف رئيس التكتل الكردستاني في البرلمان العراقي، قائلا «نحن في الأساس نمنح للايزيديين والشبك مقاعد في مجالس المحافظات والبرلمان العراقي باعتبارهم جزءا منا، فهم أكراد وهم جزء من التحالف الكردستاني ومن اقليم كردستان العراق».

لكن عضو مجلس النواب عن قائمة الرافدين يونادم كنا، سكرتير عام الحركة الديمقراطية الآشورية، اعتبر ما صدر عن البرلمان وفيما يتعلق بالمادة 50 «فيه الكثير من الظلم والتهميش للاقليات في العراق ويعطي رسالة سيئة»، مهددا بمقاطعة المسيحيين لانتخابات المجالس البلدية إذا لم يتم تصحيح الخطأ. وأوضح كنا قائلا «كانت هناك ورقة من الأمم المتحدة تعاملت مع موضوع تمثيل المسيحيين وبقية الأقليات بحكم الواقع وعدد نفوسهم في المجتمع العراقي»، منوها بأن «الأرقام والإحصائيات وحسب وزارة التخطيط تؤكد أن عدد المسيحيين يبلغ حاليا اكثر من 400 الف، وهناك مثل هذا العدد هاجر من العراق، فان الامم المتحدة أقرت ان يكون تمثيل المسيحيين في مجالس المحافظات بواقع 3 في محافظة نينوى، و3 في محافظة البصرة و3 في بغداد، لكن كتلة 22 تموز في البرلمان العراقي او ما تطلق على نفسها تسمية (التجمع التنسيقي) اعترضت على هذا التوزيع، وخفضت تمثيلنا الى واحد في كل محافظة من المحافظات المذكورة، وبذلك تساوى المسيحيون في تمثيلهم مع أقليات لا يبلغ عدد نفوسها الخمسة آلاف نسمة، فهل هذا معقول». ووصف كنا ان «ما حدث هو اننا صرنا ضحية الصراع القومي بين العرب والأكراد حول نفوذهما في محافظة نينوى، او هذا في الأقل ما عبر التجمع التنسيقي عنه عندما قالوا نحن لا نريد ان يكون النفوذ الكردي اقوى من النفوذ العربي في نينوى».

المهندس صبحي الشذر، عضو الجمعية المندائية في بريطانيا، عبر عن ارتياحه «لتخصيص مقعد واحد للصابئة في مجلس محافظة بغداد»، بالرغم من انه اكد «على أهمية ان يكون هناك عضوان في مجلس محافظتي البصرة وميسان باعتبار ان نسبة وجود الصابئة كثيرة في هاتين المحافظتين». وأضاف الشذر قائلا لـ«الشرق الاوسط» في لندن «الى وقت قريب كان عدد الصابئة في العراق اكثر من 50 ألف نسمة، وهم من أقدم الأقليات الدينية المكونة للمجتمع العراقي ومتداخلون في روح المجتمع ومتعايشون بسلام مع بقية الأديان والأقليات، ولم يبق الآن في العراق سوى ما يقرب من سبعة آلاف صابئي مندائي».

واعتبر حازم تحسين بك، نجل امير الايزيديين والممثل عنهم، ان ما جاء في المادة 50 هو اعتداء على الديانة الإيزيدية وكل الإيزيديين في العالم»، وقال، ان «عدد الإيزيديين في محافظة نينوى وحدها يبلغ أكثر من 400 الف نسمة فكيف يمثلنا شخص واحد في هذه المحافظة».

وأضاف تحسين بك قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من شيخان (في كردستان قرب دهوك) امس «يجب ان يمثلنا 6 أشخاص في عموم العراق، ويجب ان لا يحسبوا الإيزيديين الذين تم ترشيحهم من قبل قوائم اخرى مثل التحالف الكردستاني، فنحن نطالب بحقنا كديانة ومجتمع وليس كواقع سياسي». وأكد نجل وممثل امير الإيزيديين في العراق، والذي يؤكد بانهم من القومية الكردية «عدم ارتياح المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى على النسبة الضئيلة المخصصة لتمثيلهم في مجلس محافظة نينوى».

من جهته، أكد يحيى آغا، رئيس عشائر الشبك في العراق، أن «هناك شبك في البرلمان وفي مجالس المحافظات، لكنهم لم يرشحوا كشبك بل كأكراد أو كشيعة، كما هو الحال مع احد اعضاء البرلمان عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد (شيعي)، او عن الاحزاب الكردية».

وأضاف آغا قائلا لـ«الشرق الاوسط» من تلكيف، وهي واحدة من 50 قرية تشكل هلالا فاصلا بين حدود محافظة نينوى وإقليم كردستان، ان «عدد الشبك في العراق أكثر من 600 ألف نسمة ونحن مسلمون وبيننا 65 % شيعة و35 % سنة، وقوميتنا شبكية»، مشيرا الى انهم «قومية مستقلة. فنحن لسنا عربا ولسنا اكرادا، لكننا قريبون للاكراد الذين يقومون بحماية مناطقنا»، مضيفا «نحن نريد الاعتراف بقوميتنا وتوفير الخدمات لنا. فنحن ما بين الحكومة الاتحادية وبين إقليم كردستان».