ليبيا: أنباء عن اضطرابات عنيفة في الجنوب بين قبائل التبو والأمن

الجهات الرسمية تمتنع عن تأكيد أو نفي الأحداث في مدينة الكفرة

TT

قال معارضون ليبيون ومنظمات حقوقية عربية وليبية في الخارج إن السلطات الليبية طوقت مدينة الكفرة في جنوب ليبيا عقب وقوع اشتباكات دامية بين أفراد من قبائل التبو وقوات الأمن مساء أول من أمس على خلفية استياء هذه العناصر من قرارات اتخذتها الحكومة الليبية أخيرا وتقضي بحرمانهم من الدراسة والعمل وتلقي الخدمات الطبية والصحية.

وفيما امتنعت مصادر وجهات رسمية ليبية اتصلت بها «الشرق الأوسط» عن تأكيد أو نفي هذه التطورات، قال عيسى عبد المجيد منصور رئيس «جبهة التبو لإنقاذ ليبيا» لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة الكفرة كانت مطوقة في الساعات الأولى من صباح أمس، وقطعت عنها كافة الاتصالات الهاتفية، مشيرا إلى أن الاشتباكات التي شهدتها المدينة أسفرت عن سقوط 19 جريحاً بينهم 8 من قبائل التبو و11 من قوات الأمن. وأضاف عيسى من مقره في العاصمة النرويجية أوسلو أنه تم استدعاء قوات أمن باستخدام المروحيات لتعزيز الأمن في المدينة التي تقع على بعد 1900 كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس ويبلغ تعدادها حسب آخر إحصاء رسمي نحو ستين ألف نسمة.

ونقل عيسى عن مصادر داخل مدينة الكفرة سماع أصوات إطلاق نار كثيفة، إضافة إلى نشوب حرائق ببعض المحلات التجارية، مشيرا إلى أن الوضع في المدينة لا يزال متوترا وأن النيران قد شبت في كل من المصرف الادخاري بالمدينة وكذلك أمانة مؤتمر شعبية الكفرة، كما تم إحراق عدد من سيارات الأمن.

ونقل موقع «ليبيا المستقبل» الالكتروني المعارض عن شاهد عيان قوله إن الصدامات قد اندلعت بين بعض شباب قبائل التبو ومسلحين من فريق العمل الثوري بالمدينة، موضحا أن هذه الصدامات كانت متوقعة نتيجة الاحتقان واستياء أبناء التبو من معاملة النظام لهم وسلبهم حقوقهم. وقالت اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تتخذ من باريس مقرا لها، في بيان، إنها تقلت معلومات مماثلة ومؤكدة في هذا الصدد لافتة إلى أن هذه هي أول حوادث عنف تحدث بهذا الحجم منذ صدور «القرارات التمييزية» بحق قبائل التبو والتي وصلت إلى حد نزع الجنسية واعتبارهم أجانب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ولاحظت اللجنة «أن الحيف والظلم في العامين المنصرمين بشكل خاص وقع على قبائل التبو الذين يقل عددهم عن المليون ويعيشون في المثلث السوداني التشادي في عدة مدن أهمها الكفرة والقطرون والأباري ومرزق وربيانة وتازربو وتجرهي.. وهم من المسلمين ولغتهم الأولى هي العربية ويتحدثون بالدارجة التبو».

وأوضحت اللجنة أن الأنباء الواردة من الكفرة تفيد بأن المواطنين الليبيين التبو حاولوا تسجيل أبنائهم في المدارس وكان الرفض والاستفزاز من قبل عناصر الأمن سببا في اندلاع حوادث عنف دامية أدت لوقوع ضحايا، مشيرة إلى أنها نقلت معلومات غير مؤكدة رسمية عن وفاة اثنين من الشرطة الليبية. وهاجم عناصر التبو أمانة مؤتمر شعبية الكفرة وهو مقر فريق العمل الثوري الذي يعتبرونه طرفا في الصراع ومن المتسببين في حرمانهم من حقوقهم وأحرقوا المركز.