تلاميذ المدارس.. أيضا يشاركون في الانتخابات الرئاسية

اختاروا بوش على كلينتون في عام 1992 ولم يصيبوا.. هذه المرة اختاروا أوباما على ماكين

TT

في سنة 1956، تنافس على رئاسة الجمهورية الاميركية رجلان: من الحزب الجمهوري: الجنرال دوايت ايزنهاور الذي كان قاد قوات الحلفاء، وانتصر، في الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1954 فاز برئاسة الجمهورية، ثم اعاد ترشيحه بعد اربع سنوات. ومن الحزب الديمقراطي: ترشح السيناتور ادلاي ستيفنسون من ولاية الينوي.

في تلك السنة، اجرت مجلة «ويكلي ريدر» (القارئ الاسبوعي) التي توزع على تلاميذ وتلميذات المدارس، «تصويتا» وسطهم لاختيار واحد من الاثنين. واختاروا ايزنهاور. وبعد شهر، صوت الاميركيون واختاروا ايزنهاور ايضا. وكانت تلك اول مرة يجرى فيها «تصويت» في المدارس، على نطاق وطني.

في وقت لاحق، انضمت مؤسسات اخرى الى مجلة «ويكلي ريدر» في اجراء «تصويت المراهقين والمراهقات» كما سمته بعض الصحف وشبكات التلفزيون مثل: مجلة «نيوزويك» ووكالة اخبار «اسوشيتدبرس». لكن ظلت مجلة «ويكلي ريدر» هي الاولى، وذلك لأنها من التلاميذ والتلميذات واليهم. رغم انها تأسست سنة 1928، لم تبدأ «تصويت المدارس» الا في سنة 1956. وفي هذه السنة، مع اشتعال المنافسة بين ماكين واوباما، ركزت على الموضوع اكثر من اية سنة اخرى، ربما لان شركة «ريدرز دايجست» اشترتها في السنة الماضية، هذه هي الشركة التي تصدر مجلة شهرية هي خلاصة ما تنشر الصحف الاميركية (تسمى النسخة العربية «المختار»).

لاحظت مجلة «ويكلي ريدر» ان التلاميذ والتلميذات يصيبون احيانا، ويخطؤون احيانا اخرى. في سنة 1992، اختاروا الرئيس بوش الاب على حاكم ولاية آركنسا بيل كلينتون. عندما حدث ذلك، كما قالت كلارا كولبيرت، مديرة تحرير المجلة، «فرح الرئيس بوش، وتندر بأنه سيعلن قانونا يخفض سن التصويت الى خمس سنوات»، طبعا، لم يكن بوش يعرف انه سيسقط في الانتخابات الحقيقية. في الشهر الماضي، اجرت المجلة اكبر «تصويت» في تاريخها: مائة وخمسة وعشرين الف تلميذ وتلميذة اشتركوا فيه. نال اوباما نسبة 55 في المائة من الاصوات، ونال ماكين نسبة 43 في المائة. (في آخر استفتاء قبل يوم التصويت، كان نصيب اوباما 52 في المائة وماكين 44). وعندما اعلنت المجلة التفاصيل، فازت مدارس واشنطن العاصمة بالمرتبة الاولى في تأييد اوباما. وقابلت جريدة «واشنطن بوست» تلاميذ وتلميذات صوتوا. قالت تايلور (عشر سنوات): «لانه وعد بزيادة ميزانية تعليم الاطفال. لا بد من توفير التعليم الكافي لكل الاطفال». لكن، صوتت فيرونيكا (عشر سنوات) مع ماكين، وقالت: «لان سارة نائبته وعدت بزيادة فرص العمل للنساء. شيء مثير ان تترشح امرأة لمنصب كبير. وايضا، انا احب طريقة كلامها (كلام امهات)».

بالاضافة الى «تصويت المدارس»، هناك «مناظرات المدارس». في الاسبوع الماضي، في بعض مدارس واشنطن، مورست هذه العادة الاميركية القديمة. في مناظرة في مدرسة في واشنطن، سألت ناخبة: «كيف نزيد قواتنا المسلحة قوة؟» واجابت مرشحة: «نرصد لها ميزانية اكثر». وسألت ناخبة: «ماذا نفعل في العراق؟» واجابت مرشحة: «نحقق الاستقرار لأنه سيقود الى السلام» لكن، قالت مرشحة اخرى، تؤيد اوباما: «غزونا بلدا لم يهاجمنا يوم 11 سبتمبر، ولم نقدر ان نقبض على اسامة بن لادن وهو الذي هاجمنا».

واجرت مدرسة اولية تصويتا لكن، بسبب صغر اعمار التلاميذ والتلميذات، لم يكن التصويت سياسيا. كان بين رمزين للفصل. عقدوا «مناظرة»، وتكلم مرشحون ومرشحات، وسألت صحافية اسئلة. وصوت الجميع تصويتا سريا، لكن، عندما فاز رمز على آخر، بكت تلميذات صغيرات لان رمزهن سقط.

وأمس صدرت الصحف الاميركية وفرّغت في عددها صفحات للاطفال حول الانتخابات، مثل خريطة للولايات المتحدة على الاطفال ان يلونوها بالازرق والاحمر بحسب الولايات التي يفوز بها كل مرشح، وتعبئة ارقام الاصوات الانتخابية التي يحصل عليها كل مرشح من كل ولاية.