أوباما الرئيس الـ44.. يفتح صفحة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة

بعد فوزه بولايات مهمة كانت مصنفة متأرجحة أهمها أوهايو وبنسلفانيا

TT

فتحت الولايات المتحدة اليوم صفحة جديدة في تاريخها وأدخلت أول رئيس أسود الى البيت الابيض مع اختيار الاميركيين المرشح الديمقراطي باراك أوباما الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة ونائبه جو بايدن.

وتمكن أوباما من الفوز على منافسه الجمهوري جون ماكين بعد أن حاز على أهم وأكبر الولايات التي كانت مصنفة من الولايات المتأرجحة، وخصوصا ولاية أوهايو التي لم يدخل رئيس أميركي جمهوري البيت الابيض من دون الفوز بها. وتعد ولاية اوهايو من المعاقل التقليدية للجمهوريين ولكن بسبب التراجع الصناعي انتقلت هذه الولاية الى المعسكر الديمقراطي بعد ان فاز بها جورج بوش بفارق ضئيل للغاية في العام 2004. ومنذ العام 1944 صوت سكان اوهايو للمرشح الذي فاز بالانتخابات الرئاسية باستثناء عام 1960 عندما فضلت الولاية الجمهوري ريتشارد نيسكون على الديمقراطي جون كنيدي.

كما تمكن أوباما من الفوز بولاية بنسلفيانيا التي تعتبر معقلا للاميركيين من الطبقة العاملة البيضاء والتي صوتت لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية، والتي كانت تشكل مصدر قلق للبعض، المتخوفين من أن يلعب اللون دورا حاسما في اللحظات الاخيرة.

وتجمع في متنزه في شيكاغو أكثر من مليون شخص ينتظرون النتائج وإطلال اوباما عليهم لالقاء كلمة الفوز. وقبل صدور النتائج النهائية، بدا فريق اوباما مطمئنا، وقال ديفيد أكسلرود كبير المستشارين السياسيين في حملة أوباما إنه «راض» حتى الآن عن النتائج الأولية التي كانت تتوارد من مختلف الولايات. وأضاف في تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» التليفزيونية بأن الأمور تمضي على ما يرام». وقال بطريقة المزاح، ليعبّر عن قلق الانتظار: «ان مبعث القلق الوحيد بالنسبة لي يتمثل في أنني غير قادر على أن أحدد بدقة ما هو سبب شعوري بألم في المعدة». وأضاف: «الشيء الأساسي أننا نود لو أن الوقت يمضي بشكل أسرع».

وأشار الى إنه في الوقت الذي يوجد فيه آلاف المحامين على كلا الجانبين مستعدين للتدخل حال نشوب أي أزمات في مراكز الاقتراع، «لم تظهر حتى الآن سوى المشكلات المعتادة». وشدد على أن «كل شيء رأيناه يبدو جيدا». وكان نائب الرئيس السابق آل غور قد حذر قبل يومين من مشاكل في التصويت في ولاية فلوريدا شبيهة بتلك التي حصلت في العام 2000 عندما كان هو مرشح الحزب الديمقراطي وخسر السباق أمام جورج بوش بسبب مشاكل في الاصوات في فلوريدا.

وأضاف أكسلرويد عندما سئل عن كيف ينتظر أوباما النتائج، أن الاخير لعب مباراة كرة السلة التقليدية التي اعتاد أن يلعبها منذ بدء السباق الانتخابي قبل صدور أي نتائج في الانتخابات التمهيدية، مع أصدقائه وأعضاء فريقه بالقرب من منزله في شيكاغو.

وكان ماكين قد عبّر عن «ثقته» بامكانية الفوز قبل اقفال الصناديق، رغم نتائج استطلاعات الرأي التي كانت تعطي تقدما بفارق ست نقاط لأوباما. وللمرة الاولى منذ عدة اشهر، تحدث ماكين مباشرة الى الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته. وقال لمجموعة صغيرة من الصحافيين: «يا اصدقائي، انها رحلتنا الاخيرة معا في هذه الطائرة... قمنا برحلة جميلة ونتوقع نتائج الانتخابات هذا المساء. اشعر اني في وضع جيد واشعر اني واثق نظرا الى الطريقة التي جرت فيها الاشياء».

واضاف في الطائرة التي اقلته من نيو مكسيكو وفينيكس، كبرى مدن ولاية اريزونا، حيث ينظم معسكر الجمهوريين سهرتهم الانتخابية «هناك الكثير من الذكريات التي سنعتز بها طويلا»، مضيفا «اتمنى لكم كل النجاح وآمل ان اراكم في المستقبل». واشار سناتور اريزونا الى حماس مناصريه خلال الاجتماعات التي عقدها في مختلف مناطق الولايات المتحدة خلال هذه الحملة الانتخابية، وقال: «الحماس الذي لاحظتموه خلال هذه الاجتماعات كان مميزا وحارا جدا».

الا انه لم يتمكن من الفوز بولايات كبيرة باستثناء ولاية تكساس التي تصوت تقليديا للجمهوريين، وخسر في المقابل ولايات جمهورية أخرى كان فاز بها بوش مثل اوهايو وأيوا ونيومكسيكو.

وتجمع مئات مناصرين الحزب الجمهوري مساء أمس في فندق بالتيمور الفخم في فينيكس الذي وصله جون ماكين، وهم واثقون من ان مرشحهم سوف يكذب الاستطلاعات ويفوز بالانتخابات الرئاسية. وكان ماكين قد قام بزيارة خاطفة الى ولايتي كولورادو ونيومكسيكو المجاورتين لاريزونا.

وكان ماكين قد زار أيضا سبع ولايات رئيسية قبل يوم واحد من الانتخابات لضمان تأييد اكبر عدد ممكن من الناخبين لقضيته و«العمل بشكل ما لدفع» الناخبين الجمهوريين الى مكاتب الاقتراع. ومن جهته، قال ستيف شميت، مدير حملة ماكين «كان يوما طويلا جدا. لقد ثمن هذه المراحل الاخيرة. لقد عمل كثيرا خلال المائة ساعة الاخيرة... عمل حتى النهاية واجتاز خط الوصول برأس مرفوع». واضاف: «لقد بدأنا نرى نتائج خلال الساعات الاخيرة وهذا ما انتم بحاجة اليه في مثل هذه المعركة... الكلمة الاخيرة تعود للناخبين الاميركيين».