متطرفون يهود يحاولون تفجير صدامات بين العرب واليهود في يافا

بعد أن أشعلوا النيران في عكا

TT

لم يمض شهر على انتهاء الصدامات الدامية بين العرب واليهود في مدينة عكا، تسعى مجموعة من العنصريين اليهود المتطرفين، الى اشعال صدامات مشابهة في مدينة يافا الساحلية والجليل وعدة مناطق أخرى. وتتخذ هذه المحاولات طابعا خطيرا خصوصا وانها تترافق مع الاعتداءات الاستيطانية على الفلسطينيين في الضفة الغربية ومع تحذيرات المخابرات الاسرائيلية من تنفيذ اغتيالات سياسية.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، دأب هؤلاء على كتابة شعارات عنصرية على عشرات الجدران في مدينة يافا، تضمنت: «الموت للعرب» و«ندوس على الاسلام» و«أخرجوا العرب من يافا» وغيرها. وتدعو الى منع العرب في المدينة من التصويت لانتخابات البلدية. وأعلن أنصار التعايش بين الشعبين، الذين يخوضون الانتخابات البلدية في تل أبيب – يافا، ان هذه الكتابات ليست بداية، بل هي استمرار لاعتداءات عنصرية متواصلة منذ عدة شهور وانها أخذت تتفشى بشكل خطير في الآونة الأخيرة. وقالت في بيان لها ان العنصرية وباء قد يضرب اسرائيل ويتسع ليفجر صراعات دموية خطيرة.

وقال سامي أبو شحادة، أحد قادة هذه القائمة، أن عرب يافا يواجهون يوميا ممارسات «قطعان اليمين المتطرف في المدينة، المتمثل على وجه الخصوص بالشعارات العنصرية الحاقدة التي تكتب على الجدران ضد العرب والإسلام، وتشيد بمواقف عصابة كهانا» الداعية الى ممارسة سياسة التطهير العرقي ضد العرب في المدينة.

وأضاف أن هذه الممارسات العنصرية تصاعدت عقب افتتاح مدرسة يهودية دينية متطرفة مؤخرا في حي العجمي في يافا، تماما كما حصل في عكا، في حين بدأت جمعيات متطرفة ببناء خلايا استيطانية في حي النزهة والعجمي أيضا. وقال أبو شحادة انه يأمل أن يكون أهل يافا، وتل أبيب اليهود والعرب على مستوى المسؤولية، بحيث يستطيعون دحر هؤلاء العنصريين ومنعهم من تحقيق أهدافهم الدنيئة لتفجير الصدامات في يافا وغيرها من المدن والمناطق المختلطة، التي يسكنها اليهود والعرب. وتجدر الاشارة الى ان المجموعات العنصرية المذكورة تعمل في كل بلدة مختلطة في اسرائيل (اللد والرملة وحيفا وبئر السبع ونتسيرت عيليت وكرمئيل وغيرها)، كما يحاولون في الأيام الأخيرة تفجير الوضع في الجليل كله. فهناك من يطالب بإلحاح، اليوم، بتجديد المشروع العنصري لاعادة تهويد الجليل ومنع الامتداد السكاني العربي الجارف في هذه المنطقة.

وأثر ذلك توجه النائب العربي في الكنيست، عباس زكور، الى عدة مؤسسات دولية في العالم يشكو من هذا المشروع العنصري ويدعو الى التدخل لانقاذ المواطنين العرب من جولة جديدة من عمليات التهويد. ورد رئيس بلدية معلوت – ترشيحا، شلومو أبوخبوط، على دعوته بالقول: "لا بأس على البلدات العربية. ولا توجد مشكلة عنصرية لدينا. فالعرب واليهود يعيشون في الجليل بشراكة وتعايش ولا نريد أحدا أن ينغص علينا".

وقال بوحبوط ان عباس زكور يثير زوبعة في فنجان، وذلك لأسباب شخصية. فهو منبوذ من الحركة الاسلامية، التي انتخب في لائحتها الانتخابية قبل سنتين ولكنه يعاني من مشاكل تنظيمية داخلية معها ستجعلهم يرفضون إعادته إلى الكنيست. وهو يثير الأجواء حاليا لكي تسلط عليه الأضواء وتضطرها الى إعادته إلى صفوف قائمتها». لكن زكور ينفي ذلك ويذكر انه يتعرض لتهديدات على حياته، مما اضطر المخابرات أن تضع عليه حراسة ليل نهار. والجدير بالذكر ان المتطرفين اليهود يحاولون التحرش بالعرب في المدن المختلطة بكميات كبيرة وعلى مختلف المستويات. فقد حصلت عدة حوادث في الأسابيع الأخيرة، التي تلت أحداث عكا. وبدا واضحا ان هناك من يريد اشعال حريق كبير في اسرائيل على خلفية يهودية عربية، بموازاة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية. ويجد هؤلاء المتطرفون عونا من متطرفين عرب أو أشخاص يعملون باسم العرب، أحرقوا كنيسا يهوديا في اللد وحاولوا احراق كنيس آخر وبيت يهودي في البقيعة (أعالي الجليل).

ومع الاعتداءات الاستيطانية على الفلسطينيين في الضفة الغربية وتحذيرات المخابرات الاسرائيلية من عصابات يهودية ارهابية تستعد لتنفيذ عمليات اغتيال سياسية، يتعاظم هذا الخطر، خصوصا وان جميع النواب العرب في الكنيست ونواب اليسار يتعرضون لتهديدات على حياتهم وتقوم المخابرات وحرس الكنيست بتوفير الحراسة لهم.

وانضم الى هذه التحذيرات، الليلة قبل الماضية، كل من وزير البنى التحتية الحالي ووزير الدفاع الأسبق، بنيامين بن اليعزر، الذي قال ان عصابات ارهاب يهودية تتربص في الزاوية تستعد للاغتيالات، ورئيس أركان الجيش السبق الوزير السابق، أمنون لفكين شاحك، الذي حذر من نوايا الارهاب اليهودي الدخول في صدامات مسلحة ضد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية.