التهدئة في مهب الريح بعد مقتل 6 من كتائب القسام في توغلات إسرائيلية بغزة

إسرائيل تعلن تمسكها بها وحماس تتوعد بالرد

جنود اسرائيليون يحاولون الامساك بفلسطيني خلال مواجهات إثر هدم منزل في حي سلوان في القدس المحتلة امس (رويترز)
TT

في أكبر خرق لاتفاق التهدئة، يعتبره الفلسطينيون استغلالا للانتخابات الرئاسية الأميركية، شن الجيش الإسرائيلي هجمات مباغتة على مناطق متفرقة من قطاع غزة مستهدفاً مجموعات تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أسفرت عن مقتل ستة مقاومين، وجرح عدد آخر.

ففي شرق قرية القرارة، جنوب شرقي القطاع تسلل العشرات من عناصر الوحدات الإسرائيلية الخاصة في الساعة الثانية عشرة ليلاً وأحاطوا بأحد المواقع المتقدمة لكتائب القسام، وبعدما احكم الجنود محاصرة النقطة شرعت طائرات هليكوبتر عسكرية واخرى بدون طيار في قصف المكان فيما كان الجنود يطلقون النار الى قلب النقطة، وإثر ذلك وقع اشتباك مسلح بين الجانبين أسفر عن مقتل خمسة من المقاومين وجرح أربعة من عناصر الوحدة الخاصة، أحدهم في حالة الخطر.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن القتلى هم عمار صالحية، 24 عاما، وأمجد محارب، 25 عاما، ومحمود بعلوشة، 23 عاما، وعمر العلمي،21 عاما، ومحمد عوض، 26 عاما. وقبل هذه الحادثة تسلل العشرات من لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي الى محيط أحد البيوت قرب الخط الفاصل شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، فاشتبكوا مع عناصر كتائب القسام المرابطة هناك، واثناء الاشتباك تدخلت قوة اسناد من مخيم المغازي المجاور، واطلقت قذائف هاون على القوة الاسرائيلية المتوغلة لتخفيف الضغط عن العناصر المحاصرة، وتمكنيهم من الانسحاب، لكن طائرة استطلاع بدون طيار اطلقت صاروخا على أحد عناصر المجموعة وهو زياد سعدة، 32 عاما قائد الوحدة الخاصة للقسام في المخيم فقتلته على الفور. وإلى الشرق من مخيم البريج وسط غزة وبلدة بيت حانون، اقصى شمال القطاع نجحت مجموعتان من كتائب القسام، في إطلاق عشرات القذائف الصاروخية على المستوطنات والبلدات الاسرائيلية التي تقع للشرق والشمال من قطاع غزة. وذكرت مصادر اسرائيلية أن احدى القذائف سقطت في قلب مدينة عسقلان، على مسافة 15 كيلومترا للشمال عن غزة. وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن قصف مستوطنة سديروت بصاروخين من طراز «قدس» في إطار ردها على ما سمته بـ «المجزرة».

وادعت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي أن الهدف من هذه العمليات هو احباط عمليات اختطاف جنود عبر أنفاق كان عناصر كتائب القسام يعدونها في مناطق مختلفة. وزعمت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن معلومات استخبارية توفرت تفيد أن حماس كانت تعد لتنفيذ عملية اختطاف جنود كبيرة، وأن العملية جاءت لإحباط هذا المخطط. من ناحيتها أعلنت اسرائيل عزمها الحفاظ على التهدئة التي مر عليها حوالي 5 اشهر. وفي اعقاب اجتماع أمني طارئ عقده وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مع قادة الأجهزة الامنية، اكد مصدر عسكري أن اسرائيل ليست معنية بتصعيد الأوضاع في غزة. اما حماس فاعتبرت أن الحديث عن التزام اسرائيل بالتهدئة «تضليل إعلامي، وخدعة جديدة تخدع بها الرأي العام بعد أن ارتكبت جريمة بحق ستة من مجاهدي القسام». وقال فوزي برهوم الناطق بلسان الحركة أن اللجيش الاسرائيلي «استغل انشغال الرأي العام العالمي بالانتخابات الأميركية وقبيل انطلاق الحوار الفلسطيني في القاهرة ليرتكب تلك المجزرة البشعة بحق المجاهدين؛ ليسمم الأجواء ويخلط الأوراق وليستغل هذه الورقة الدموية». أما أبو عبيدة الناطق بلسان كتائب القسام فقال أن اتفاق «التهدئة لن يقف حائلاً أمامنا ولن يمنعنا من القيام بواجبنا المقدس في الدفاع عن أبناء شعبنا والتصدي لهمجية وغطرسة الاحتلال». وأضاف ابو عبيدة أن كتائب القسام سترد على العمليات الإسرائيلية وبعد ذلك ستعلن موقفها من التهدئة.