الحكم في واشنطن.. بين «الحزب الواحد» و«الحكومة الائتلافية»

TT

تمكن الحزب الديمقراطي من السيطرة على الكونغرس والبيت الابيض في الوقت نفسه، إلا ان هذا الامر قد يتغير بعد سنتين عندما يعود الاميركيون الى صناديق الاقتراع لاختيار مجلس نواب جديد وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.

وحسب تجارب تاريخية، لا تدوم سيطرة حزب واحد على البيت الابيض والكونغرس مدة طويلة. ومرات كثيرة، فقد الحزب «الواحد الحاكم» الذي سيطر على الاثنين، السيطرة على الكونغرس في الانتخابات التي جرت بعد سنتين. واحيانا، يتعقد الوضع عندما يسيطر حزب على مجلس النواب، مثلا، ويسيطر الحزب الآخر على مجلس الشيوخ.

ففي انتخابات العام 1976 دخل البيت الابيض الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر وكان حزبه يسيطر على الكونغرس. وفي سنة 1980، دخل الرئيس الجمهوري رونالد ريغان البيت الابيض. ومع فوزه، فاز الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ. لكن، احتفظ الحزب الديمقراطي بمجلس النواب. وفي سنة 1984، أعاد ريغان ترشيح نفسه وفاز، واستمر الحزب الجمهوري يسيطر على مجلس الشيوخ، فيما الحزب الديمقراطي يسيطر على مجلس النواب.

لكن في انتخابات 1986، وبسبب تذمر بعض الاميركيين من سياسة ريغان الاقتصادية، فاز الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، واحتفظ بمجلس النواب، ووجد ريغان نفسه في مواجهة كونغرس ديمقراطي. وفي سنة 1988، فاز الرئيس الجمهوري جورج بوش (الاب) ولكن استمرت سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونغرس بمجلسيه. وصار واضحا ان الشعب الاميركي اراد «حكومة ائتلافية» (حزب في الكونغرس، وحزب في البيت الابيض).

وفي سنة 1992، دخل البيت الابيض الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون واستمر الحزب الديمقراطي يسيطر على الكونغرس بمجلسيه. وصار واضحا ان الشعب الاميركي أراد «حكومة حزب واحد». وفي 1994، وبسبب زيادة انتقادات كثير من الاميركيين لسياسات كلينتون الداخلية والخارجية، فاز الحزب الجمهوري في الكونغرس بمجلسيه، وعاد نظام «الحكومة الائتلافية».

وفي 1996، اعاد كلينتون ترشيح نفسه وفاز، لكن استمرت سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس، واستمرت «الحكومة الائتلافية». وفي سنة 2000، دخل البيت الابيض الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن واستمرت سيطرة حزبه على الكونغرس، وعاد نظام «حكومة حزب واحد». وفي سنة 2004، اعاد بوش ترشيح نفسه، وفاز. لكن بسبب غضب الاميركيين على سياسات بوش، خاصة حرب العراق، اكتسح الحزب الديمقراطي الكونغرس وعادت «الحكومة الاتئلافية». وفي انتخابات اول من امس، دخل البيت الابيض اوباما (ديمقراطي)، واستمرت سيطرة حزبه على الكونغرس، بل زادت كثيرا. وعاد نظام «حكومة حزب واحد» قويا جدا.

وبعد يوم من الانتخابات، حذر قادة في الحزب الجمهوري ان انتخابات سنة 2010 ستشهد نهاية، او تقلص، سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونغرس. وقالت السناتور اليزابيث دول (جمهورية من ولاية نورث كارولينا، وسقطت اول من امس): «يجب الا نعطي الحزب الديمقراطي شيكا على بياض. سيسيطرون على البيت الابيض والكونغرس، وسيفرضون ضرائب على الشعب الاميركي، وسيعرقلون جهود مواجهة الازمة الاقتصادية». وقبل الانتخابات، قال شيئا مماثلا زميلها نورم كولمان (جمهوري من ولاية منيسوتا): «اذا لم انتصر في هذه الانتخابات، سيسيطر حزب واحد على الكونغرس والبيت الابيض. وسترون، حقيقة، ما يقوله الديمقراطيون عن التغيير والمستقبل والوعود والامال». لحسن حظ كولمان، انتصر في الانتخابات، وسيعود الى الكونغرس. لكن لن تغير عودته في الميزان الحزبي في الكونغرس.