شوارع نيويورك لم تنم.. والأميركيون السود فخورون بأن حلمهم تحقق

تظاهرات فرح واحتفالات عمت المدينة ولحظة انطلاقها.. الرقم 269

TT

تحولت الاحتفالات التي انطلقت في شوارع وأحياء نيويورك ليلة فوز باراك أوباما كأول رئيس أسود من أصول أفريقية، إلى ما يشبه احتفالات رأس السنة التي تشهدها المدينة كل عام. في مطعم ماتيلد الايطالي، في جنوب مانهاتن، كان عشرات الزبائن من أجيال مختلفة ومن أجناس وعروق متعددة، يجلسون وعيونهم مسمرة على شاشة تلفزيون عملاقة ثبتت على الحائط، يتابعون نتائج الانتخبات تصدر ولاية بولاية. مطعم ماتيلد، خصص قائمة طعام تتناسب مع الاجواء الانتخابية، واطلق على القائمة اسم «قائمة أوباما»، واطلق اسم على كل وجبة إما لتشير إلى أوباما أو إلى واحد من برامجه الانتخابية، منها على سبيل المثال: «تاكو الرئيس» و«باراك شيتا» وأخرى باسم «مرق الهجرة»... ومنذ الساعة التاسعة ليلا ومع بدء ظهور النتائج الأولية للانتخابات ومع بروز المؤشرات على فوز أوباما، كانت عيون الزبائن من الرجال والنساء والشباب والكهول مشدودة إلى شاشات التلفزيون. وما أن وصل عدد المندوبين إلى 269 الذين اختاروا أوباما حتى انطلقت صيحات الفرح وتبادل الزبائن العناق والقبل والتهنئة. وفي تلك اللحظة، انطلقت في الشارع موجات من عارمة من الفتيان والفتيات يهتفون باسم أوباما ويرددون شعاره «نعم نستطيع».

وما أن تجاوز عدد المندوبين أكثر من 300 مندوب، حتى بدأ يتهامس رجلان، أحدهما يقول للآخر: «انه تفويض من الشعب الأميركي إلى أوباما... إنه فوز سلس». ولم تخف ترينا باتينولي، وهي سيدة سوداء وربة منزل، فرحتها فراحت تعانق من تعرفه ومن لا تعرفه وهي تقول: «انه حلم تحقق وإنه يوم تاريخي».

وتقول أنا ديليلو المتحدرة من أصل إيطالي: «نعم قد حدث لأننا نريد أوباما ونحن من صوت له ونحن من خلق هذا اليوم».

وفي ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك، خرج الآلاف على الطرقات احتفالا بفوز أوباما. وأغلبية المحتفلين كانوا من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما، وهم من البيض ومن السود ومن أصول لاتينية وعربية وآسيوية. وملأوا الشوارع والساحات وتعطلت حركة المرور لساعات في اختفالات استمرت في بعض الأحياء حتى الساعات الأولى من الصباح.

وفي حي هارلم، «عاصمة الاميركيين السود»، تجمع المئات في ساحة الحي الواقعة في قلبه عند الشارع 125 وقرب مسرح أبولو التاريخي ليشاهدوا شاشة تلفزيون كبيرة نصبت وسط الساحة انتظارا للحلم الذي بشر به ذات يوم القس مارتن لوثر كينغ زعيم حركة الحقوق المدنية الذي اغتيل في الستينات. ومن المفارقة أن النخبة السياسية في هارلم كان ينتابها الشك بفوز أوباما. وبعد إعلان فوز أوباما انطلق المئات في هارلم الى شارع 152 يحتفلون بفوز أوباما. وسالت دموع الفرح حتى بين الرجال والشبان. ويقول كينيث ريتشادسون وهو محام عمره 52 سنة: «تحت أوباما ستتوحد أميركا وهو قوة التوحيد». وأضاف: «انه يوم حاسم ومؤشر على انتهاء العبودية وعلى انتهاء العنصرية بفوز أول رئيس أسود ليكون رئيس الولايات المتحدة». وقالت الناشطة الاجتماعية تالا تولتون ،31 عاما: «ان أوباما سيعيد تركيب البلد وسيجعل من أميركا عضوا محبوبا في المجتمع الدولي». الكل في هارلم كان يردد: «لقد ساهمنا في صنع التاريخ وفي التغيير». وقال رجل عجوز كان من بين الذين خرجوا الى الشوارع للاحتفال: «إن املنا وحلمنا قد تحقق وإن نضالنا في الستينات قد أثمر بنتيجة لم يكن أحد يتوقعها، وإن ما جرى هو انتصار هائل وتاريخي في كل المقاييس».