عمت الفرحة والابتهاج قرية كوجيلو الكينية التي تعيش فيها جدة باراك اوباما لابيه، بعد فوز سناتور ايلينوي بالرئاسة الاميركية، كما رحبت الحكومة الكينية باعلانها على الفور يوم عطلة للاحتفال بالحدث «التاريخي». وعلت صيحات النصر بين الحشود التي تابعت على شاشة عملاقة طوال الليل الانتخابات الاميركية في كوجيلو الواقعة غرب كينيا على بعد حوالي ستين كلم من مدينة كيسومو على ما افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وعلى وقع اغنيات الفرح التي انشدتها جوقة، قال قس «ان السناتور اوباما هو رئيسنا الجديد. الرب استجاب لدعواتنا».
وقالت روزالين ايارو وهي ترفع صورة لباراك اوباما «ان هذا النصر يجلب الينا الارتياح»، فيما اكد جوزف اوتينو وهو من ابناء القرية «اني سعيد، لم انم طوال الليل». كذلك رقص اطفال كوجيلو والفرح باد على محياهم قبل سلوك طريق المدرسة بعد ليلة من الاحتفالات المفعمة بمشاعر التأثر. وأعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي اليوم يوم عطلة للاحتفال بالحدث «التاريخي»، كما وجه كيباكي برقية تهنئة الى الرئيس المنتخب. واضاف النص «ان الرئيس كيباكي اعلن غدا الخميس في السادس من نوفمبر يوم عطلة، بغية السماح للكينيين بالاحتفال بالانجاز التاريخي للسناتور اوباما ولبلادنا». وقال كيباكي «ان فوز السناتور اوباما هو نصر لبلادنا، بسبب جذوره هنا في كينيا». وتعيش سارة اوباما جدة الرئيس الاميركي الجديد لابيه في كوجيلو. وهي الزوجة الثالثة لجد باراك اوباما ولا تربطه بها اي صلة دم لكنه يعتبرها بمثابة جدته. وفي نيروبي تجمع منذ الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) نحو مائة شخص في ساحة امام مركز مؤتمرات في وسط المدينة وهم يعبرون عن فرحتهم بالرقص والهتاف «نعم نستطيع» على وقع موسيقى الريغي لاغنية كينية باتت شهيرة مخصصة لباراك اوباما.
وقال القس دانسون موانغوتو ،44 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية «نقول «بركا» (البركة باللغة السواحلية) انه سيحمل البركة والامل الى العالم. اني متأثر جدا».
واضاف لوك سوريه ،28 عاما، وهو رجل اعمال امضى طوال الليل على الطريق آتيا من مومباسا (جنوب شرق) ليكون في نيروبي صباحا «اني متأثر جدا، انه امر تاريخي يجعلنا فخورين جدا». واضاف «للمرة الاولى يعترف الاميركيون باهمية السود».
وقال المحامي فيكتور ادوندو ،24 عاما، وهو يرتدي بزة سوداء وربطة عنق حمراء بحماس «ان اوباما نجح في تجاوز كل العقبات خصوصا لون بشرته وواقع انه كان يذهب في اتجاه معاكس للمؤسسة السياسية في اميركا». وفي منطقة كيبيرا الفقيرة بنيروبي التي تضم مجموعة كبيرة من قبيلة لوو التي ينتمي اليها والد باراك اوباما، عبر شبان عن حماسهم في هدوء. وكانت كيبيرا مسرحا لاعمال عنف مريعة مطلع 2008 بين افراد من قبيلتي لوو ووكيكويو بعد الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الكينية. واعتبر ريغان اونيانغو ،25 عاما، وهو يعتمر قبعة حمراء ويضع العلم الاميركي على كتفيه ان «السياسيين الكينيين امامهم الكثير ليتعلموه من باراك اوباما، وخصوصا في مجال الديمقراطية والحكمة». وقال على خلفية صوت المذياع الذي كان يبث اغنية مؤيدة لاوباما «هنا نظرت المجموعات بشكل مختلف الى هذه الانتخابات. الجميع كان مع اوباما وذلك بمعزل عن الانتماء الإثني» الكيني.
كما انتابت الفرحة الغامرة مدينة الصيد اليابانية الهادئة اوباما حيث تجمع السكان المحليون للاحتفال بفوز اوباما الذي يتشارك في الاسم مع البلدة. واحتشد ما يزيد على مائة من سكان البلدة في قاعة عامة في منتصف النهار لمشاهدة فرز الاصوات في التلفزيون وصاحوا «اوباما.. اوباما» عندما أعلنت النتيجة في برنامج اخباري. وارتدى البعض زيا خاصا برقصة الهولا المميزة في هاواي حيث ولد اوباما وذلك تكريما له. وارتدى اخرون قمصانا كتب عليها «أنا أحب اوباما». واستغلت البلدة ـ وهي واحدة من عدة بلدات تحمل اسم اوباما أو «الشاطئ الصغير» باليابانية ـ هذا الاسم لترويج منتجات تتراوح من همبورجر السمك والكعك المطهو على البخار الى عصي تناول الطعام. وأعرب السكان المحليون المنتشون بالانتصار عن أملهم في أن يقوم اوباما ـ الذي ذكر البلدة ذات مرة في لقاء تلفزيوني ـ بزيارتهم. وقال تاتسويا سانو ،45 عاما، الذي يدير متجرا للهدايا التذكارية يبيع منتجات مصنوعة محليا لباراك اوباما «الامر التالي الذي نريد فعله هو أن نذهب الى البيت الابيض ونرقص الهولا في مراسم تنصيب اوباما». وقالت تشيكاكو شيميزو ،35 عاما، وهي زعيمة جماعة «فتيات اوباما» لرقص الهولا التي تأسست هذا العام انها كانت هادئة أثناء مشاهدة فرز الاصوات في التلفزيون لانها لم يساروها الشك في فوز اوباما. وقالت «كنت مقتنعة أنه سيفوز. سعادتي تفوق الوصف».