تهاني القادة العرب تعكس رغبة بالتعاون وتسريع السلام وترحيب حذر في دمشق وطهران

العراق يؤكد أن فك الارتباط لن يكون سريعا وإسرائيل تشيد بالديمقرايطة الأميركية

صورة أوباما على هاتف محمول لفتاة في الأردن.. مع كلمة مبروك (رويترز)
TT

اعربت الدول العربية والشرق اوسطية في برقيات تهنئة ومواقف مسؤوليها الرسميين عن رغبتها في التعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما والحفاظ على الروابط القائمة بالنسبة الى الدول العربية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع واشنطن بينما كانت المواقف في العواصم التي شهدت توترا في علاقاتها مع الولايات المتحدة ترحيبا حذرا مع الدعوة الى تغيير السياسة الأميركية، بينما كان الموقف على الصعيد الشعبي مرحبا بشكل عام مع امال حذرة في انعكاس التغيير التاريخي الذي قام به الناخبون الأميركيون بايصال اول رئيس أسود الى البيت الأبيض في تفهم أكبر لقضايا المنطقة. وفي العراق الذي يخوض مفاوضات حاليا لتوقيع اتفاقية امنية وكان بعض سياسييه يخشون من ان وصول اوباما قد يسرع انسحابا قبل الاوان للقوات الأميركية شدد مسؤولون على الرغبة في انجاز الاتفاقية مع الادارة الحالية والرغبة في العمل مع الادارة الجديدة. من جانبها اتخذت ايران التي تواجه نزاعا مع واشنطن بشأن ملفها النووي والاتهامات بتدخلها في العراق موقفا حذرا لكن وزير خارجيتها منوشهر متقي اعتبر أن انتخاب اوباما يعكس رغبة في التغيير لدى الاميركيين. وفي برقية تهنئة لاوباما شدد امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح أمس على الروابط التاريخية بين بلاده والولايات المتحدة وعلاقات الشراكة التى تربط البلدين الصديقين ومؤكدا على تطلعه الدائم والمشترك لمواصلة العمل معا لتطوير اواصر العلاقات بين البلدين الصديقين فى مختلف المجالات». وكذلك العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي اكد ان انتخابه يجسد «تطلعات» الشعب الاميركي الى مستقبل افضل مشيرا الى خصاله الانسانية الرفيعة، ومؤهلاته السياسية العالية». من جانبه اعرب الرئيس المصري حسني مبارك الذي تعتبر بلاده حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط عن الامل في ان يسهم اوباما فى حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والعادل باعتبار ذلك المتطلب الرئيسي للامن والاستقرار في الشرق الأوسط». واعرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن الامل في ان يواصل اوباما المساعي من اجل احلال السلام في الشرق الاوسط.

ورحب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بانتخاب باراك اوباما «التاريخي» ودعا الرئيس الجديد الى ان يكون «وسيطا نزيها» للسلام في الشرق الاوسط عكس ادارة بوش.

وهنأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اوباما ودعاه الى تسريع الجهود بهدف تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. اما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فدعت اوباما الى استخلاص الدروس من «اخطاء» الادارات السابقة «ولا سيما ادارة (جورج) بوش» حيال العالم العربي والاسلامي. وهو نفس موقف الحركات الاسلامية السياسية خاصة الاخوان المسلمين في المنطقة والتي اعتبرت ان انتخاب اوباما يعد تغييرا لكنها طالبته بنبذ سياسات الرئيس الحالي جورج بوش. وفي اسرائيل، رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت بالفوز «الساحق والتاريخي لباراك اوباما» معربا عن امله في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق تقدم في عملية السلام في عهده.

اما في سورية فقد اعرب وزير الاعلام السوري محسن بلال الذي تعرضت بلاده لغارة اميركية قبل اسابيع عن الامل في ان يؤدي انتخاب اوباما الى «تغيير في سياسة واشنطن الخارجية» والى «دعم تحقيق السلام» في الشرق الاوسط. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان بلال اعرب عن امله بان «يسهم فوز باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تغيير سياستها الخارجية والانتقال من سياسة الحروب والحصار الى سياسة الدبلوماسية والحوار وعدم تجاهل المشاكل التى تعاني منها الشعوب ودعم تحقيق السلام».

وفي اول رد فعل ايراني رسمي على فوز اوباما قال منوشهر متقي وزير الخارجية ان «انتخاب اوباما للرئاسة الاميركية مؤشر واضح على ان شعب ذلك البلد يطالب بتغييرات اساسية في السياسة الخارجية والسياسة الداخلية».

واضاف «نأمل في ان تتمكن الحكومة الاميركية الجديدة من تلبية مطالب شعبها بشكل عملي بالابتعاد عن الاساليب الخاطئة التي انتهجها رجال الدولة الحاليين». اما في العراق، البلد الذي تنشر فيه الولايات المتحدة حوالي 145 الف جندي، فقد عبرت الحكومة وبعض السياسيين العراقيين من مختلف الاتجاهات عن املهم في تعاون الرئيس الاميركي الجديد في حفظ الامن والاستقرار رغم تاكيده العمل على سحب القواتالاميركية من هذا البلد خلال اقل من عامين.

واكدت الحكومة «رغبتها الصادقة» في التعاون مع اوباما، بما «يحفظ الامن والاستقرار في العراق». وعبر بيان رسمي عن «ترحيب الحكومة العراقية واحترامها لخيار الشعب الاميركي في انتخاب السيناتور باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة» وعن «رغبة الحكومة الصادقة في التعاون مع الرئيس المنتخب بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين ويحفظ الامن والاستقرار في العراق ويصون سيادته الكاملة ويحفظ مصالح شعبه».

من جهته، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري ان «هناك الكثير من الرهانات المهمة هنا ونحن نتطلع قدما الى شراكة ناجحة».وتابع ان «فك الارتباط مع العراق لن يتم في وقت سريع» مؤكدا «هناك الكثير من التحديات ولا نعتقد بان هذا سيؤدي الى تغيير السياسة بين ليلة وضحاها».

وقال مسؤولون عراقيون واميركيون الاربعاء ان المفاوضات حول وضع القوات الاميركية في العراق لن تتأثر بنتيجة الانتخابات الاميركية وأعرب زيباري عن رغبة بلاده «في الانتهاء من الاتفاقية الأمنية مع الادارة الحالية».

واضاف ان «الرئيس المنتخب وفريقه يدركون بصورة كاملة حالة المفاوضات والمناقشات فهم يتفهمون جوهر ومغزى الاتفاقية». بدوره، اكد السفير الاميركي في بغداد راين كروكر ان ادارة الرئيس اوباما لن تغير اهداف الرئيس جورج بوش للحصول على ترتيبات للجيش قبل نهاية ولايته في 21 يناير(كانون الثاني) المقبل.

وقال كروكر في مقر السفارة الاميركية في بغداد «في اميركا لدينا رئيس واحد في الوقت الحاضر». واضاف ان «خطوات الاتفاقية الامنية ستمضي قدما الى الامام باشراف الادارة الحالية» مشددا على ضرورة «اتمام الاتفاقية قبل انتهاء تفويض الامم المتحدة».