لأول مرة: جينوم بشري لشخصين من آسيا وأفريقيا

خطوة نحو «أطلس وراثي» للتعرف على «الموزاييك الجيني» للبشرية

TT

في خطوة جديدة نحو وضع الأطلس الوراثي (الجينوم) لمختلف أجناس البشر، أتم العلماء ولأول مرة وضع خريطة وراثية لشخصين، احدهما من آسيا والآخر من أفريقيا.

وحتى الآن، فقد تم وضع الجينوم البشري لشخصين فقط، هما جيمس واطسون، العالم الذي كشف اسرار الحمض النووي المنقوص الاوكسجين «دي إن إيه»، وكريغ فينتر احد رواد قطاع التقنيات الحيوية الشهيرين وصاحب شركة «سيايرا» التي ساهمت في وضع الجينوم البشري، وهما شخصان ابيضان يتحدران من اصول اوروبية. وسوف يتيح وضع جينوم شخصي آسيوي وافريقي للعلماء التعرف اكثر على الفوارق بين جينات الأجناس او نشاطاتها، وبالتالي التعرف على انواع الحالات المرضية التي تهدد كل جنس بمفرده، او درجة مناعته ضد الامراض، اضافة الى الامراض المتوارثة، ومدى تأثره بالأدوية والعقاقير الطبية.

وقدمت دراستان علميتان نشرتا اول من امس في مجلة «نيتشر» البريطانية العلمية، بيانات عن جينوم شخص صيني يتحدر من مجموعة «هان» الصينية، وشخص افريقي من مجموعة «يروبا» العرقية في غرب افريقيا. ووصفت الدراستان الطرق التي وظفها الباحثون للتعرف على التسلل المتوالي لجينات الشخصين اللذين لم تذكر اسماءهما، وعلى اجزاء الجينوم الصغيرة التي تكونت من 3 مليارات من المكونات الاساسية له.

وسوف ينفذ العلماء لاحقا تحليلا للجينوم الشخصي للرجال الاربعة بالاعتماد على طرق التحليل المتوالي للجينات التي طورتها شركتا «إلومينيا» في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الاميركية، المتدنية الكلفة.

وتجدر الاشارة الى ان العلماء العاملين ضمن «مشروع الجينوم البشري» نجحوا في وضع اول جينوم بشري كامل عام 2003، وذلك بعد انفاق نحو 300 مليون دولار. وفي عام 2007 نشرت الخريطة الوراثية لكل من كريغ فنتورا وجيمس واطسون بالتتابع. ووصلت كلفة كل منهما نحو مليون دولار. وتسعى الشركات العاملة في مضمار التقنيات الحيوية الى خفض هذه الكلفة الى عدة آلاف من الدولارات.

وتسعى مؤسسة دولية تسمى «مشروع الجينوم الألفي» حاليا لانشاء قاعدة لبيانات عن الجينوم البشري لـ 1000 شخص حول العالم للتعرف على «الموزاييك الجيني للبشرية».