وثيقة أوروبية لرسم أسس الشراكة الجديدة مع واشنطن على أساس «المشاركة» لا «التبعية»

كوشنير في واشنطن الأسبوع المقبل في أول اتصال مباشر مع الرئيس الأميركي المنتخب

TT

في ما يبدو أنه رغبة قوية لعدم إضاعة الوقت والإسراع في إقامة جسور التواصل بين الاتحاد الأوروبي الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، يقوم وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير بزيارة الى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل أحد أهدافها تسليم الرئيس الجديد الوثيقة الأوروبية بشأن الشراكة الجديدة بين الاتحاد والولايات المتحدة الأميركية التي أقرها وزراء الخارجية الأوروبيون يوم الاثنين الماضي في اجتماعهم في مدينة مرسيليا.

وقال الوزير الفرنسي، في تصريحات أمس للقناة الإخبارية الخاصة «إي تيليه»، إن انتخاب أوباما «يفتح بابا للأمل» من أجل التعاون مع واشنطن على إرساء علاقات متجددة بين ضفتي الأطلسي. وتعمل باريس على الترويج للوثيقة الجدية التي تريد لها أن تكون أساسا للشراكة مع الولايات المتحدة للسنوات المقبلة. وتولت فرنسا إعداد مسودة الوثيقة التي خضعت للمناقشة والتعديل في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في أفينيون جنوب فرنسا في سبتمبر (أيلول) الماضي في اجتماع مرسيليا للوزراء أنفسهم بداية الأسبوع الحالي.

وتقوم فلسفة الوثيقة، التي لم يسرب نصها بعد، على مبدأ شرحه الوزير الفرنسي مجددا أمس وتناوله بإسهاب في مرسيليا أساسه أن «أوروبا موجودة وتمثل قوة سياسية» بالتالي يتعين أخذها بعين الاعتبار. ويعتبر الوزير الفرنسي أنه «يتعين فتح صفحة جديدة» مع الجانب الأميركي خصوصا أنه «لم يعد بمقدور بلد بنفسه أن يقرر عن الآخرين». وينظر الوزراء الأوروبيون الى وثيقتهم على أنها «خارطة طريق» لما يمكن أن يقوم به الجانبان الأميركي الأوروبي معا. ويشدد الوزير الفرنسي على أن «أوروبا تريد أن تكون شريكا لواشنطن» في اتخاذ القرار وتنفيذه و«ليس تابعا» لها. وأشار الوزير الفرنسي الى أن أوروبا أصبحت «حقيقة واقعة» وأنها «أثبتت جدواها» في الأشهر الأخيرة تحديا بشأن الأزمتين الرئيسيتين: الأزمة السياسية في الحرب الجورجية، والأزمة المالية مع انهيار البورصات العالمية. خلاصة الوزير الفرنسي أن التساؤل عن «وجود» الاتحاد الأوروبي «مضى عليه الزمن» بعد أن أثبت الاتحاد فعاليته. وقال أمس: «نحن بصدد إعادة تأسيس عالم لا يدور حول بلد واحد» في إشارة الى الولايات المتحدة الأميركية.

ورغم الأمل الذي عبر عنه المسؤولون الفرنسيون حول إمكانية التعاون مع أوباما، إلا أن كوشنير حرص على القول أمس إن هذا الاستعداد «لا يشكل شيكا على بياض» للإدارة الأميركية الجديدة. وقالت مصادر فرنسية إن ملاحظة كوشنير تعود لما يمكن اعتباره «اختلافا» في النظر الى الملف الأفغاني، حيث يرى أوباما أن الحل هو زيادة عدد القوات الدولية الموجودة في افغانستان فيما ترى باريس أن «الحل لا يمكن أن يكون عسكريا». وتشارك فرنسا بحوالي ألفي جندي فى إطار القوة الأطلسية منيت الصيف الماضي بخسارة كبيرة حيث قتل لها عشرة جنود وجرح الضعف في عملية نصب كمين لإحدى دورياتها.

وتريد فرنسا الدعوة الى عقد مؤتمر إقليمي في باريس في قصر سيل سان قبل نهاية العام تحضره الدول المجاورة لأفغانستان ما يعني أنه سيضم إيران وباكستان، وكذلك مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وتدور الوثيقة الأوروبية المكونة من ست صفحات على أربعة محاور هي: تعزيز التعددية في التعامل مع القضايا الساخنة.. تعزيز دور المؤسسات المتعددة الأطراف في إدارة الأزمات الدولية.. التوصل الى تصورات مشتركة في التعامل مع ملف النزاع العربي ـ الإسرائيلي.. الملفان العراقي الإيراني، والوضع في أفغانستان وامتدادته الباكستانية، وأخيرا التعامل مع روسيا والصين والهند.