لواء أميركي مقاتل ينسحب من بغداد قبل الموعد بـ6 أسابيع

مسؤولون عزوا القرار إلى تراجع العنف في العراق

TT

قرر الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة الوسطى الأميركية، تخفيض عدد الألوية الأميركية المقاتلة في العراق من 15 إلى 14 قبل نحو ستة أسابيع من الموعد المحدد لذلك، بفضل انخفاض معدلات العنف بصورة كبيرة، حسبما أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون) اول من أمس. وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون، جيوف موريل «نأمل أن يصلوا إلى الوطن قبل حلول عيد الميلاد». ومن المقرر أن يسرع القرار من انسحاب اللواء 101 المحمول جواً، والذي يتألف من نحو 3500 إلى 4000 مقاتل، كما لن يتم استبدال لواء آخر به. ويعود القرار الى الانخفاض المستمر في معدل الهجمات وإصابات الجنود في العراق، حسبما أفاد المسؤولون. وشهد شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أقل من ألف «حادث أمني» على مستوى العراق كله، وهو أقل معدل من شهر يناير (كانون الثاني) عام 2004، حسبما أفاد موريل. كما انخفض معدل إصابات الجنود الأميركيين، اذ قتل 12 جندياً أميركياً خلال الشهر الماضي، بينهم 6 في عمليات غير قتالية. ويعد ذلك هو أقل معدل منذ شهر يوليو (تموز) عندما قتل 9 جنود أميركيين. وعمل اللواء الذي تقرر انسحابه، في بغداد حيث انخفض معدل الهجمات بصورة كبيرة. وبذلك يكون وقت خدمة هذا اللواء 13 شهراً فقط بدلا من 15 شهرا التي كان من المقرر تأديتها عندما تم نشر هذا اللواء. وقال المتحدث الرسمي باسمي البنتاغون، برايان وايتمان «أدى تحسن الوضع الأمني إلى قرار بترايوس عودتهم قبل موعدهم بنحو 6 أسابيع». وأبلغ بترايوس الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ـ البنتاغون بقراره منذ أيام قليلة. وأفاد بعض المسؤولين بأن الجنرال راي أوديرنو، الذي حل محل بترايوس في شهر أكتوبر الماضي كقائد أعلى للقوات الأميركية في العراق، أوصى بتسريع عملية الانسحاب. وأشرف كل من بترايوس وأوديرنو على «زيادة» خمسة لواءات مقاتلة في العراق خلال العام الماضي، حيث وصل عدد الألوية إلى 20. وتم تخفيض هذا العدد إلى 15 فقط، بداية من شهر يوليو، وذلك بعد أن شهدت الحالة الأمنية تحسنا كبيرا. ودعا بترايوس بعد ذلك إلى توقف عن الانسحاب لتقدير مدى تأثير انسحاب القوات. وفي سبتمبر (أيلول) أوصى بترايوس باستمرار خفض عدد الجنود، حيث قام بالدعوة إلى سحب 8 آلاف جندي إضافي من العراق بحلول شهر يناير المقبل، ووافق الرئيس جورج بوش على ذلك.

وما زال بترايوس يؤكد في خطاباته الأخيرة على أن الوضع في العراق يبقى «هشا». وأفاد بأنه في الوقت الذي كانت فيه زيادة القوات أمراً مهماً لخفض معدلات العنف الطائفي وغيره من أعمال العنف، فإن تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة الجماعات المسلحة ـ بما في ذلك المحادثات مع الجماعات التي يمكن إجراء المصالحة معها ـ كان بالأهمية ذاتها، بالإضافة إلى نشر القوات في نقاط تفتيش صغيرة تمكنها من توفير الحماية بصورة أفضل للسكان المحليين. وقام الجيش الأميركي بالعراق بتوظيف نحو 100 مقاتل محلي، معظمهم من المقاتلين السابقين وينتمي الكثير منهم إلى القبائل السنية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»