زعيم المعارضة الصومالية يستعد للعودة بعد 18 شهرا في المنفى

الصراع بين عويس وحليفه السابق شريف قد يتخذ أبعادا أخرى بعودته

TT

يستعد الشيخ حسن طاهر عويس زعيم المعارضة الصومالية للعودة من منفاه الاختياري إلى داخل البلاد للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهرا.

وتأتي عودة عويس، الذي تطارده الاستخبارات الأميركية والإثيوبية بتهمة التورط في عمليات إرهابية مزعومة ضد مصالحها في منطقة القرن الأفريقي، بعدما أنهى غريمه الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس جناح جيبوتي المنشق زيارة مثيرة للجدل إلى بعض مناطق وسط الصومال بموافقة الحكومتان الإثيوبية والصومالية.

وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن الصراع بين عويس وحليفه السابق شريف قد يتخذ أبعادا أخرى بعودة عويس إلى داخل الصومال قادما من أسمرة، مشيرة إلى أن احتمالات وقوع اشتباكات دامية بين أنصار الطرفين قد تكون ورادة وبقوة في حال حدوث أي احتكاك مباشر بينهما أو اختلاف على تحديد مناطق نفوذ كل من الفصيلين.

وتفضل السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف والمدعوم سياسيا ولوجستيا من إثيوبيا والولايات المتحدة، التعامل مع الشيخ شريف رغم أن بعض الأوساط الصومالية تعتقد أن الرهان على شريف خاطئ لأنه لا يمتلك شعبية حقيقية في الصومال.

وفيما خضع شريف لقواعد اللعبة السياسية وابرم برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي اتفاقا للسلام الشهر الماضي في جيبوتي سيتم بمقتضاه إعادة انتشار القوات الإثيوبية من مناطق تواجدها في العاصمة الصومالية مقديشو تمهيدا لانسحابها الكامل خلال فترة لا تتجاوز تسعين يوما، فان ثمة مخاوف حقيقية من تصعيد قد يلجأ إليه تحالف أسمرة لإسقاط اتفاقية جيبوتي.

وقال قيادي بارز في التحالف لـ«الشرق الأوسط» لسنا معنيين بهذا الاتفاق وهو لا يلزمنا مطلقا لذلك نحن مستمرون في جهادنا ضد قوات الاحتلال الإثيوبي»، وعملائها، في إشارة إلى ترويكا السلطة الانتقالية الثلاثة (الرئيس والحكومة والبرلمان).

وبعدما وصف الشيخ شريف بالخيانة، والعمالة لأعداء الوطن، قال إن الأخير يسعى على ما يبدو إلى تولي منصب داخل الحكومة الجديدة التي يعكف رئيس الوزراء الصومالي العقيد نور حسن حسين على تشكيلها حاليا.

وتتحدث أوساط صومالية رسمية عن أن هناك جهات، رفضت تحديدها، تمارس ضغوطا غير معلنة على الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه لضم الشيخ شريف شيخ احمد رئيس جناح جيبوتي المنشق عن تحالف المعارضة الصومالية، أو بعض مساعديه إلى الحكومة الجديدة التي ينتظر تشكيلها خلال أسبوعين تنفيذا لقارات قمة رؤساء دول منظمة الإيقاد.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن أحمد ولد عبد الله، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون الصومال، يعتقد أن تواجد شريف أو من يمثله في أي حكومة مقبلة هو عامل مساعد على تهيئة المناخ لإنجاح الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

وعاد شريف جيبوتي أمس قادما من زيارة قام بها مؤخرا إلى مدينة جوهر شمال العاصمة الصومالية مقديشو في أول ظهور علني له منذ هروبه من العاصمة نهاية عام 2006 بعدما تلقى تنظيم المحاكم الإسلامية هزيمة سريعة على أيدي القوات الإثيوبية والحكومية.

وزار شريف قاعدة جنتو كويندش التي تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة بلدوين التي كانت تعتبر أكبر قاعدة للقوات الإثيوبية في إقليم هيران بوسط الصومال، ويرفض جناح أسمرة أي محاولة لمعاودة الاجتماع مع شريف قبل أن يتخلى عما وصفه قياديوه بالعمل مع أعداء البلاد.

إلى ذلك تتحسب قيادة قوات حفظ السلام الأفريقية المكونة من أوغندا وبوروندي لاحتمال وقوع عمليات انتحارية جديدة ضدها في محاولة لإجهاض اتفاقية جيبوتي للسلام. وقال الميجور باهوكو بجيرو الناطق الرسمي باسم القوات الأوغندية في تصريحات له أمس بالعاصمة الصومالية مقديشو، «لقد جمعنا معلومات استخباراتية تفيد بأن بعض الأشخاص يستعدون لشن عمليات بما في ذلك هجمات انتحارية لإفشال اتفاقية السلام الأخيرة».