محكمة جزائرية تدين 12 عضوا في «القاعدة» بالإعدام غيابيا في حادثة تفجير انتحاري

بينهم زعيم التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي.. وزير الداخلية يتوعد قاتلي رئيس بلدية تيمزريت بالقصاص

TT

أدانت محكمة جنايات بومرداس شرق العاصمة الجزائرية، 12 عضوا بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بالإعدام غيابيا، في تفجير انتحاري استهدف مبنى للشرطة مطلع العام الجاري. ويوجد ضمن المدانين، قائد التنظيم «أبو مصعب عبد الودود» والناطق باسمه «صلاح أبو محمد». إلى ذلك هدد وزير الداخلية الإرهابيين بالمتابعة في حادثة اغتيال رئيس بلدية بمنطقة القبائل.

وسقطت الأحكام القضائية في ساعة متأخرة من ليل الخميس إلى الجمعة، حيث رد 24 شخصا على تهمة «العضوية في جماعة إرهابية والقتل العمدي والتزوير والرشوة ومخالفة التشريع الجمركي». وهم أعضاء خلية تنشط بالعاصمة وبومرداس، ساعدت «القاعدة» في تنفيذ اعتداء انتحاري بواسطة سيارة مفخخة، استهدف مقر الشرطة القضائية ببلدة الثنية (50 كلم شرق العاصمة)، في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي خلف قتلى وجرحى ودمارا كبيرا.

وأفادت التحريات بشأن العملية، ان زعيم تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» عبد المالك دروكدال، المعرف حركيا بـ«أبي مصعب عبد الودود»، والمتحدث باسمها ومسؤول الدعاية بها صلاح قاسمي الشهير بـ«صلاح أبو محمد»، أشرفا بنفسيهما على الإعداد لعملية التفجير. وهما من بين 12 إرهابيا مشاركا في العملية، ممن صدر ضدهم حكم بالإعدام في القضية التي دامت معالجتها في المحكمة مدة 12 ساعة. ورد على تهمة الإرهاب مفتش جمركي، متهم بتسهيل عملية جمركة السيارة التي استعملت في التفجير مقابل رشوة، إلى جانب أسماء أشخاص متهمين بدعم الإرهاب. وتأسس في القضية أكثر من 100 شخص كطرف مدني، وهم ضحايا الخلية التي خططت ونفذت التفجير الانتحاري.

وتداول القاضي أن تحريات الأمن توصلت إلى أن شخصا يدعى «عثمان»، كان وسيطا بين مهرب سيارات من أوروبا يسمى «الطاهر». إلى جانب المفتش الجمركي «جمال» المسؤول عن جمركة سيارة من نوع «فورد» قادمة من بريطانيا تم بواسطتها نسف مبنى الشرطة وتدمير المنازل المجاورة. وقد نفى الجمركي العامل بميناء الجزائر الوقائع المنسوبة إليه خلال أطوار التحقيق القضائي. أما المسؤولون المباشرون عن تمهيد الطريق للانتحاري الذي نفذ العملية، وعددهم سبعة، فقد اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم وتمت إدانتهم بأحكام تتراوح بين 18 شهرا حبسا نافذا و20 سنة حبسا نافذا.

إلى ذلك توعد وزير الداخلية يزيد زرهوني، عناصر «القاعدة» بمتابعتهم في قضية اغتيال رئيس بلدية تقع بمنطقة القبائل، بعد ساعات قليلة من العثور على جثته متفحمة. وتنسب مصادر أمنية قتله إلى عناصر ينتمون لتنظيم «القاعدة». وقالت مصادر أن فاتح بوشيبان تعرض للاختطاف الأربعاء الماضي، وعثرت مصالح الأمن عليه مقتولا داخل سيارته بمنطقة سيدي عيش (250 كلم شرق العاصمة). وينتمي بوشيبان إلى حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» المعارض. وقال زرهوني في برقية تعزية وجهها أمس لعائلة رئيس بلدية تيمزريت (250 كلم شرق العاصمة)، إن الدولة «عازمة على محاربة الإرهاب بدون هوادة». وندد زرهوني بما سماه «عملا إرهابيا جبانا».