موسكو تدرس مقترحات واشنطن بشأن خفض الأسلحة النووية

قلق أوروبي من نشر صواريخ إسكندر الروسية

TT

نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية أمس أن روسيا ستدرس مقترحات واشنطن بشأن نظام مضاد للصواريخ وكيفية ايجاد بديل لمعاهدة مهمة لخفض الاسلحة النووية.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت مقترحات لموسكو لايجاد بديل لمعاهدة خفض الصواريخ الاستراتيجية وسبل لتخفيف قلق موسكو بشأن النظام المضاد للصواريخ الذي تريد واشنطن نشره في شرق أوروبا.

ونقلت الوكالة عن المصدر حسب رويترز ( لقد تلقينا تلك المقترحات وسندرسها). ويشير استعداد روسيا لدراسة المقترحات الى أنها لا تدير ظهرها لمحادثات مع واشنطن على الرغم من خطط أعلن عنها هذا الاسبوع لنشر صواريخ بالقرب من بولندا ردا على نظام الدفاع الصاروخي الاميركي.

وتريد روسيا ايجاد بديل لمعاهدة خفض الصواريخ الاستراتيجية لعام 1991 التي تحدد سقفا لحجم الترسانتين النوويتين الروسية والاميركية لكنها تنقضي في ديسمبر (كانون الاول) عام 2008.

ويبدي الكرملين قلقا بالغا من خطط واشنطن لنشر نظامها المضاد للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك. وتعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف هذا الاسبوع بنشر صواريخ في جيب كاليننجراد المجاور لبولندا في مواجهة النظام الصاروخي الاميركي. وتقول موسكو ان هذا النظام هو تهديد مباشر للامن الوطني الروسي. وتنفي الولايات المتحدة ذلك وتقول انها تسعى من وراء ذلك لحماية نفسها من دول مارقة مثل ايران. من جانبه اعرب الاتحاد الاوروبي أمس عن «قلقه الشديد» اثر اعلان الرئيس مدفيديف نشر صواريخ ( اسكندر) في منطقة كاليننجراد الروسية، كما جاء في بيان تلاه ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال مساعد الناطق باسم الوزارة فريديريك ديزانيو ان «رئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي تعرب عن قلقها الشديد من تصريح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس أمام الفيدرالية الروسية عندما اعلن نشر مجموعة من صواريخ (اسكندر) في منطقة كاليننجراد».

واضاف ان «هذا الاعلان لا يساهم في ارساء اجواء من الثقة وتحسين الامن في اوروبا في حين نتطلع الى حوار مع روسيا حول القضايا الخاصة بالامن في مجمل القارة الاوروبية وفي حين قدمت روسيا اقتراحات في هذا الصدد».

وتتولى فرنسا حتى نهاية السنة الجارية رئاسة الاتحاد الاوروبي وستعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا في 14 نوفمبر(تشرين الثاني) في نيس (جنوب شرق).

وكان الرئيس الروسي قد اعلن الاربعاء نشر صواريخ في ذلك الجيب الروسي المحاط بدول اعضاء في الاتحاد الاوروبي وذلك ردا على نشر الولايات المتحدة عناصر من درعها المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية تشيكيا. وقال مدفيديف «لكي نتمكن اذا اقتضت الضرورة من السيطرة على نظام الدفاع المضاد للصواريخ، سننشر في كاليننجراد مجموعة صواريخ اسكندر». وقد ردت عدة دول اوروبية سلبا على ذلك الاعلان واعرب حلف شمال الاطلسي عن قلقه والولايات المتحدة عن اسفها. وكان المفاوض الاميركي جون رود قد قال ان الولايات المتحدة قدمت اقتراحات جديدة لروسيا في محاولة للتخفيف من تحفظات موسكو حول الدرع الاميركية المضادة للصواريخ.

واوضح رود ان واشنطن عرضت على موسكو كذلك اقتراحا بابرام «معاهدة ملزمة قانونا» للحلول مكان معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) التي تنتهي في ديسمبر(كانون الاول) 2009. واوضح ان الاقتراح حول الدرع المضادة للصواريخ ارسل «مطلع الاسبوع» قبل ان يعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف خطته القاضية بنشر صواريخ ردا على المشروع الاميركي لنشر صواريخ في اوروبا وفي تشيكيا.

ويريد الرئيس الروسي دفع واشنطن الى التخلي عن الدرع المضادة للصواريخ بتهديده بنشر صواريخ في كاليننجراد.