القمة الدولية حول نزاع شرق الكونغو تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار

بان كي مون يحذر من توسع الأزمة إلى منطقة البحيرات العظمى

مشردون من الكونغو يسيرون أمس نحو الجنوب باتجاه مدينة غوما بعد ان اجبروا مرة أخرى على ترك مخيمهم في كيباتي بسبب المعارك الجديدة التي اندلعت بين الجيش الحكومي والمتمردين (إ.ب.أ)
TT

نيروبي ـ (ا ف ب): دعت القمة الدولية حول النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي عقدت أمس في نيروبي الى «وقف فوري لاطلاق النار» في كيفو الشمالية و«فتح ممر انساني»، كما جاء في الاعلان الختامي.

وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر من ان النزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية يهدد بالتوسع الى منطقة البحيرات العظمى، مشددا على انه «لا مجال لحل عسكري» رغم المعارك الجارية حاليا.

وخلال قمة دولية في نيروبي حول الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية دافع بان كي مون ايضا عن قوات حفظ السلام الدولية في ذلك البلد (مونوك) الذي اتهمته كينشاسا بعدم التحرك أمام «المذابح» التي يقول الرئيس جوزف كابيلا إن متمردي الجنرال التوتسي الكونغولي لوران نكوندا يرتكبونها في شمال كيفو (شرق).

وحذر الامين العام من ان «الأزمة قد تمتد الى منطقة البحيرات الكبرى الافريقية» مضيفا «لا يمكن للاسرة الدولية ان تسمح بذلك».

وقال بان كي متوجها الى القادة الافارقة المشاركين في القمة وبينهم الرئيسان الكونغولي جوزف كابيلا والرواندي بول كاغامي «هنا في منطقتكم لا يمكن ايجاد حلول دائمة إلا على الصعيد السياسي». وشدد على انه «لا مجال لحل عسكري لهذه الازمة». واعلن الناطق العسكري باسم قوات حفظ السلام الدولية في الكونغو الديمقراطية، اللفتنانت كولونيل جان بول ديتريتش، ان معارك جديدة اندلعت الجمعة بين الجيش الكونغولي ومتمردي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بقيادة لوران نكوندا، في كيباتي على بعد 15 كلم شمال غوما عاصمة شمال كيفو.

واضاف ان «القوات المسلحة الكونغولية استخدمت اسلحة ثقيلة ومدافع هاون ورشاشات والمعارك متواصلة في اتجاه الشمال»، موضحا ان المباحثات جارية بين مونوك والجيش لوقف المواجهات.

وأدت المعارك الى فرار آلاف المدنيين الخائفين من مخيمات اللاجئين حيث يعيش عشرات آلاف الاشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب النزاع، على ما افاد مراسل الصحافة الفرنسية. من جهة اخرى، استعاد الجيش الكونغولي النظامي السيطرة على بلدة نيانزالي على بعد ثمانين كلم شمال غربي غوما بعدما احتلها المتمردون الخميس.

وقال اللفتنانت كولونيل «وقع هجوم مضاد من القوات المسلحة النظامية بعد ظهر امس واستعادت نيانزالي ودحرت قوات المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب الى التلال المحيطة بالبلدة».

واعلن بان كي مون ان «الهجوم العسكري الذي شنه المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب أدى الى تفاقم الوضع جذريا وتداعيات انسانية فادحة وعصف مجددا بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في ازمة».

وتابع «انكم بصفتكم قادة افريقيا تتحملون مسؤولية تاريخية. انها لحظة خطيرة لمنطقة البحيرات الكبرى وافريقيا برمتها. يجب ان نترك دوامة العنف خلفنا».

وذكر بانه «خلال العشر سنوات الماضية قضى اكثر من خمسة ملايين كونغولي بسبب الحرب والجوع والأمراض ونزوح السكان. لقد كانت من أبشع المآسي البشرية في عصرنا».

ودافع عن قوات حفظ السلام الدولية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالقول «من واجبي التشديد على ان قدرة القوة الدولية وصلت الى اقصى حدودها رغم الجهود الحالية لإعادة تشكيل قواها التي تواجه مجموعات مسلحة في كافة ارجاء شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية».

وتهدف القمة الطارئة المنعقدة في احد فنادق ضواحي العاصمة الكينية تحت ضغوط الدول الغربية الى وقف التصعيد في نزاع شمال كيفو الاقليم الحدودي مع رواندا الذي يشهد سلسلة من المآسي الانسانية والنزاعات الدامية منذ بداية التسعينيات.

وأعرب المفوض الاوروبي لوي ميشال عن الأمل في ان تتمخض القمة عن «بيان يعيد التزام مختلف قادة المنطقة» بالاتفاقات المبرمة لوضع حد للنزاع وخاصة حول السيطرة على المجموعات المسلحة في كيفو.

وقد اعتبرت حركة التمرد الكونغولية التي يقودها الجنرال لوران نكوندا مسبقا أن لا فائدة من قمة نيروبي.

ولم يوضح منظمو القمة اذا كان كابيلا سيجري مباحثات مباشرة مع كاغامي خلال الاجتماع، في حين يتبادل الرئيسان الاتهامات بمسؤولية الأزمة.