بغداد تحذر من «انهيار» الاتفاقية الأمنية إذا لم تبرم قبل نهاية نوفمبر.. وقلق عراقي من «ما بعد بوش»

الدباغ لـ«الشرق الأوسط»: لم نصل إلى مرحلة التفكير ببدائل للاتفاق مع واشنطن

TT

فيما عبر علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية عن تفاؤله بالوصول الى منطقة مشتركة مع الجانب الاميركي بصدد الاتفاقية العراقية الاميركية، مؤكدا ان الحكومة العراقية لا تفكر حاليا ببدائل للاتفاقية، حذر سياسيون عراقيون من ان فوز باراك أوباما بالانتخابات الاميركية سيترك العراق منفردا في مواجهة مشكلاته.

وقال الدباغ لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس، ان «الفريق العراقي المفاوض حول الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة يدرس حاليا ملاحظات الادارة الاميركية على المقترحات التي أبداها العراق بشأن التعديلات على الاتفاقية والتي تسلمتها الحكومة العراقية امس (اول من امس)»، مشيرا الى ان «الجانب العراقي سيخوض جولة من المباحثات مع نظيره الأميركي لمناقشة بعض البنود التي أبدت عليها الادارة الاميركية تحفظها وملاحظاتها ولم يتم تعديلها، من اجل الوصول الى نقاط مشتركة».

وأوضح الدباغ قائلا «في حالة ان المفاوضات مع الجانب الاميركي حول مقترحات التغيير قد وصلت الى طريق مسدود فعنذاك سيتم عرضها على مجلس الوزراء لمناقشتها وليعطي الوزراء آراءهم».

وحول موضوع حصانة القوات الاميركية، قال الدباغ «ان هذا الموضوع يتعلق بمبدأ السيادة. لا توجد حصانة للجيش الاميركي وان اية مخالفة قانونية سوف تتم محاكمة المخالف، وسيتم الاتفاق حول موقع المحكمة»، مشيرا الى ان «الجندي الاميركي هو ليس دبلوماسيا ولا يتمتع بحصانة الدبلوماسي».

وفيما يتعلق بمسألة تفتيش البريد الوارد الى القوات الاميركية، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية «نحن نتحدث عن معدات وليس عن بريد عادي، يجب ان نتأكد ان هذه الاجهزة او المعدات التي ترد الى القوات الاميركية لا تستخدم ضد الآخرين من دول الجوار او غيرها ويجب ان نتأكد أن استخدامات هذه المعدات تتطابق وبنود الاتفاقية».

وعبر الدباغ عن تفاؤله، قائلا «هناك أجواء ايجابية بما يهيئ الوصول الى فهم مشترك يسهم في توقيع الاتفاقية. فالجانب الاميركي بذل الجهد والوقت من أجل أن يكون التوقيع على الاتفاقية هي آخر ما ينجزه الرئيس بوش في العراق قبل ان يترك مهامه كرئيس ويغادر البيت الابيض، ولكن التوقيع عليها سيكون بشروط عراقية».

وحول التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الاميركيون والتي وصلت الى حد «التهديد» للجانب العراقي في حال عدم توقيع الاتفاقية، قال الدباغ «نحن لا نعتبرها تهديدات بقدر ما هي تحذيرات من واقع هو ليس غائبا عن تفكيرنا او بعيدا عن التفكير العراقي»، منوها بأن «الجانب العراقي يعرف تبعات التوقيع على الاتفاقية ام لا».

وحول البدائل المطروحة فيما اذا لم يتم التوقيع على الاتفاقية، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية «حتى الآن لم نصل الى مرحلة التفكير بالبدائل، ومثلما قلت فأنا متفائل بالوصول الى اتفاق مشترك مع الجانب الاميركي، والاتفاقية ستنهي بقاء العراق تحت قيود البند السابع، وهذا يعني التجديد للقوات الاميركية بالبقاء والتحرك مثلما يشاءون، وعلى الجانب الاميركي ان يتفهم قوة الضغط التي تمارس على القرار العراقي، وان التعديلات اذا لم تتم فسوف تضر بالجانب العراق، لكن الجانب الاميركي لن يتأثر».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد نقلت عن الدباغ في عددها الصادر امس أن المفاوضات بين بلاده وبين الولايات المتحدة لوضع الاتفاق الامني الذي ينظم وجود القوات الاميركية في العراق سيتعرض للانهيار اذا لم يصار الى إبرامه قبل نهاية الشهر الحالي.

وقال الدباغ ان «العراقيين يريدون ان يعرفوا ويروا مواعيد محددة»، وأضاف «على القوات الاميركية ان تنسحب لمعسكرات معروفة، وان يتم استدعاؤهم متى ما كانت هناك حاجة اليهم، يجب ان تكون تحركاتهم محدودة».

وكانت واشنطن قد أرسلت جوابها الى بغداد بشأن التعديلات التي أجرتها على مسودة الاتفاقية. وعلى صعيد ذي صلة، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، إن فوز أوباما سيترك العراق في مواجهة مشكلاته، وأوضحت أن وصوله الى الرئاسة لم يمض عليه سوى ثلاثة ايام، ورغم ذلك فان تحولا بدأ يحدث في الواقع السياسي في العراق والمنطقة.

وأضافت الصحيفة ان «انتخاب أوباما ربما أعطى العراق فرصة لبدء صفحة جديدة، مع قدرة أكبر على التحكم بمصيرهم. إلا انه ايضا سيترك العراق اكثر انفرادا بمواجهة اوضاعه بين جيران عدوانيين، وعاجز عن النظر الى الاميركيين كوسطاء عند تنازع الفصائل السياسية. عليه، هناك شعور ما بإمكانية واحتمال ظهورها»، مضيفة ان السياسيين الشيعة في العراق يشيرون الى انهم ماضون بسرعة باتجاه ابرام الاتفاقية الامنية.

وتشعر الأحزاب السنية خاصة، بالغضب من الاتفاقية لأن في العامين الماضيين كثيرا ما كان الاميركيون «حُماتهم في الاقتتال الطائفي»، الأمر الذي ربما سيترك السنة «ضعفاء أمام القوى الشيعية» في حال انسحاب تلك القوات. من جانبه، قال علي الاديب، النائب البارز عن حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن «العراقيين مرتاحون جدا لفوز أوباما، إلا ان هذا الفرح او الارتياح يرافقه قلق». ويوضح الأديب سبب ذلك «حتى لو كان أوباما يدعو الى انسحاب مبكر، تبقى هناك حاجة لتأهيل قوات الأمن العراقية».