خطباء الجمعة الشيعة يعارضون الاتفاقية الأمنية.. والسنة يلتزمون الصمت

دعوا إلى موافقة المرجعية الدينية أو إجراء استفتاء شعبي

طفلة تراقب من خلال شباك فضي يحيط قبر الإمام الحسين، مراسم صلاة الجمعة في مدينة كربلاء امس (أ.ف.ب)
TT

طالب أئمة جمعة الطائفة الشيعية الحكومة العراقية بعدم التوقيع على الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة إلا بعد «ضمان سيادة العراق»، فيما لزم أئمة الطائفة السنية موقف الصمت هذه الجمعة من الاتفاقية.

وطالب ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في كربلاء المسؤولين في العراق، بعدم جعل العراق «منطلقا للاعتداء او الهجوم العسكري على دول الجوار». وقال الشيخ عبد المهدي الكر بلائي في خطبة الجمعة بالصحن الحسيني في كربلاء «على العراق أن يراعي المصالح العليا له وان يسود السلام والعلاقات المستقرة مع جميع دول الجوار وان تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادل».

وأضاف الكربلائي «لو كان العراق منطلقا لإيذاء دول الجوار والقيام بعمليات عسكرية فان ذلك سيؤدي إلى إشاعة أجواء التوتر وزيادة القلق والخوف وستكون هناك تداعيات أمنية وسياسية خطرة».

وأعرب الكربلائي عن رفضه جعل العراق «منطلقا للهجوم على دول الجوار تحت أي ذريعة»، ودعا الحكومة العراقية أن تعنى بهذا الأمر أشد العناية لأنه إذا «ما حصل وان انطلق الاعتداء من العراق فان على المسؤولين استخدام الحكمة والحوار لحل المشكلة».

من جانبه، قال إمام جمعة النجف «نحن غير سعداء لاتفاقية غير مضمونة التطبيق، وملزمة لطرف واحد هو العراق وغير ملزمة للطرف الآخر وهو الولايات المتحدة الأميركية».

وأكد صدر الدين القبنجي في صلاة الجمعة على «اطلاع الشعب العراقي على الرد الاميركي على التعديلات التي طالب بها الجانب العراقي على بنود الاتفاقية الامنية، وبيان التعديلات المقبولة منها والمرفوضة»، مشيرا  الى ان «الاتفاقية مصيرية وستستمر لأمد بعيد، وان ليس بالضرورة ان يعبر السياسيون عن رأي الشعب العراقي». وأكد ان «الموافقة على الاتفاقية الامنية لا تتحقق إلا من خلال طريقين هما: إجراء الاستفتاء الشعبي، والحصول على تأييد المرجعية الدينية العليا».

وأضاف القبنجي أن «المرجعية الدينية لم تعلن التأييد ولا الرفض وأوكلت المهمة الى السياسيين، ونحن ما لم نكسب تأييد المرجعية على الاتفاقية فليس لدينا مصير إلا الاستفتاء الشعبي عليها».

ودعا القبنجي الحكومة العراقية والكيانات السياسية الى عدم العجلة والإسراع في موضوع الاتفاقية وضرورة الرجوع الى المرجعية الدينية والشعب في جميع الامور ذات العلاقة.

وفيما نفى امام جمعة النجف ممارسة المرجعية الدينية التحريض ضد الاتفاقية، مؤكدا انها تنطلق في مواقفها على أساس مصلحة الشعب العراقي وعدم الخضوع الى الامتهان والضغط، أكد ان استخدام العصا الغليظة ضد العراقيين هو إسقاط لمصداقية أميركا في العالم في الحرية والديمقراطية.

كما دعا القبنجي الى تغيير السياسة الاميركية تجاه العالم الاسلامي في ظل الادارة الاميركية الجديدة، مشيرا الى انها لم تكن حيادية وانها كانت مع اسرائيل.

وأضاف القبنجي أن «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد اعلنت عن عملية توجيه الطعون والانتقادات للاسماء في القوائم الانتخابية، محذرا في الوقت نفسه من انتخاب عناصر البعث، وعناصر الفساد الاداري، والعناصر المتهمة بالاعمال الارهابية».

وفي مرقد الامام الكاظم في بغداد، قال الشيخ طلال السعدي في خطبة الجمعة ان «الاميركيين يريدون ان يلبسوا وجودهم ثوبا شرعيا من خلال الاتفاقية للبقاء الى ما لا نهاية» في العراق.

وأضاف السعدي، العضو في التيار الصدري، امام مئات المصلين «أطالب المسؤولين بأن لا يلطخوا أيديهم في مثل هكذا اتفاقية».

وناشد السعدي الرئيس الاميركي المقبل باراك اوباما، قائلا «نطالب من الرئيس الاميركي الجديد الوفاء بوعده وسحب القوات (الاميركية) من العراق».

من جانبه، قال الشيخ ستار البطاط خطيب صلاة الجمعة في مدينة الصدر، معقل التيار الصدري شرق بغداد، ان «على كل عراقي ان يقرأ الاتفاقية ويتقبلها بضمير او يرفضها بضمير». وشدد مخاطبا عشرات الآلاف من المصلين عند مكتب الصدر «لا يوجد صاحب ضمير يقبل بهذه الاتفاقية، فكيف نقبل بها نحن؟». وفرضت قوات الامن العراقية طوقا أمنيا على موقع الصلاة، حيث رفع المصلون أعلاما عراقية وصورا لمقتدى الصدر ووالده محمد صادق الصدر ورايات إسلامية.

ولم يتحدث خطباء الجمعة السنة في مرقد الامام ابي حنيفة النعمان ببغداد وكذلك في تكريت وسامراء والأنبار والفلوجة حول الاتفاقية، وفقا لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

واكتفى امام جمعة الحضرة القادرية ببغداد الى الدعوة بعدم تعليق الآمال على الحكومة الاميركية الجديدة. وقال الشيخ محمود جراد العيساوي إن «سياسة اميركا مرسومة منذ سنوات عديدة، وهناك خطوط وثوابت لهذه السياسة لا تتعداها وان تغير الأشخاص، فعلينا ان لا نعلق آمالا كبيرة على الحكومات الاميركية مهما تبدلت»؛ في اشارة الى انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة.