أميركا تمنع مصارفها من تحويل الأموال إلى إيران

تل أبيب تدعو واشنطن إلى عدم استبعاد الخيار العسكري مع طهران

TT

فيما دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس الولايات المتحدة الى عدم التخلي عن احتمال اللجوء الى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، اعلنت وزارة الخزانة الاميركية المصارف الاميركية من الاضطلاع بدور الوسيط لاجراء تحويلات مالية الى طهران.

وفي ختام لقاء في القدس مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، قال باراك للصحافيين «ان ما نفكر فيه، قلناه. لا نستبعد اي خيار. ونوصي الاخرين بعدم استبعاد اي خيار».

واضاف الوزير الاسرائيلي «اننا مقتنعون بان ايران تواصل العمل للحصول على سلاح نووي وتواصل خداع العالم عبر اجرائها مفاوضات حول مراقبة هذا السلاح».

وقال باراك ايضا «اعتقد ان على قادة العالم الحر الذين يرون هذه الامور، ان يقروا بها ويأخذوها في الاعتبار عندما سيقررون الاجراءات التي يفترض اتخاذها»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وخلافا للرئيس الاميركي جورج بوش، فان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما تطرق الى احتمال بدء حوار بدون شروط مسبقة مع ايران التي تخضع لعقوبات دولية تهدف الى ارغامها على وضع حد لبرنامجها النووي المثير للجدل.

وكانت رئيسة حزب كاديما وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني قد تطرقت أول من أمس الى احتمال حصول خلافات مع الرئيس الاميركي المنتخب حول مسألة البرنامج النووي الايراني. وتعتبر اسرائيل ان ايران تشكل التهديد الاخطر عليها بسبب تسارع وتيرة برنامج ايران النووي والتصريحات المتكررة لقادتها، ولا سيما الرئيس محمود احمدي نجاد، التي تتوقع نهاية الدولة اليهودية. ويشتبه الغربيون واسرائيل في ان ايران تسعى الى امتلاك السلاح الذري وهو ما تنفيه طهران التي تواجه عقوبات دولية لهذا السبب، نفيا قاطعا. وعلى صعيد ذي صلة، قالت وكالة الطلبة الايرانية للانباء ان ايران أعلنت أن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي حث طهران على اجراء محادثات جديدة. وقالت الوكالة ان سولانا أكد في رسالة الى سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين ان القوى الكبرى تريد حل النزاع من خلال الدبلوماسية. وسلمت الرسالة الى سفارة ايران في بروكسل أول من أمس.

وقالت الوكالة «في هذه الرسالة يريد سولانا اجراء محادثات جديدة لازالة القضايا العالقة الصغيرة بشأن العمل النووي الايراني، وأصر سولانا أيضا على التزامه بحل القضية من خلال الدبلوماسية»، حسبما أوردته وكالة رويترز. ومن جهته، قال مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان سولانا أشار الى الرسالة. وقال المسؤول في بروكسل «سولانا ذكر لنواب الاتحاد الاوروبي انه بعث برسالة الى ايران»، غير انه لم يذكر تفاصيل. وكان سولانا الذي يمثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا قد بحث مع جليلي اخر مرة البرنامج النووي الايراني هاتفيا في اغسطس (اب) الماضي.

وعرضت القوى الست في يونيو (حزيران) عدم السعي الى توقيع مزيد من العقوبات اذا جمدت طهران نشاطها النووي. وردت ايران برسالة غير ملزمة وقالت الدول الغربية انها ستبحث تصعيد العقوبات على طهران.

من جهة أخرى، منعت وزارة الخزانة الاميركية اول من أمس المصارف الاميركية من تحويل الاموال الى ايران، واعلنت الوزارة في بيان ان هذا القرار «الذي يزيد من القيود على وصول ايران الى النظام المالي الاميركي (...) يلي مجموعة من القيود الحكومية الرامية الى كشف تورط المصارف الايرانية في دعم نظام طهران للمجموعات الارهابية وانتشار السلاح النووي والباليستي». وقبل ذلك كان مسموح للمؤسسات المالية الاميركية باجراء «بعض التحويلات بطريقة مباشرة او غير مباشرة لحساب مصارف ايرانية او اشخاص في ايران او الحكومة الايرانية»، شرط ان تجري هذه التحويلات في الخارج مؤسسات مالية ليست ايرانية او اميركية على ان تمر فقط عبر النظام المالي الاميركي وترسل الى مؤسسات مالية اخرى ليست اميركية او ايرانية في الخارج، كما اوضحت وزارة الخزانة.

واضاف البيان ان «الاجراء الذي اتخذ اليوم يمنع المؤسسات المالية الاميركية من اجراء» هذا النوع من العمليات، الا ان بعض التحويلات يمكن ان تجرى، كتلك المتصلة بارسال معدات طبية، وتسليم شيكات سفر او تبادل معلومات تتعلق بايران او آتية منها، او ايضا تحويلات عائلية غير تجارية، كما قالت وزارة الخزانة.

ومنذ سبتمبر (أيلول) 2006، استبعدت الولايات المتحدة من نظامها المالي ستة من اكبر المصارف الايرانية، ومن ابرزها بنك ملي. ومع التدبير الذي اتخذته واشنطن، لن يتمكن اي مصرف ايراني من الحصول على اموال حولتها الولايات المتحدة، كما قالت وزارة الخزانة.