الحركة الشعبية السودانية تحتفل بانتخاب أوباما وتعتبره «خطوة تاريخية للمصالحة مع الذات»

قالت إن السودان أحوج ما يكون للمصالحات للعبور إلى الضفة الأخرى

TT

قررت الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الثاني في حكومة الوحدة الوطنية في السودان، إقامة احتفال جماهيري كبير في الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في العاصمة الخرطوم لإرسال رسالة محبة وسلام لشعب الولايات المتحدة الاميركية وتهنئته باختياره المرشح الديمقراطي الأسود المنحدر من الأصول الافريقية باراك اوباما رئيسا لها.

وقالت الحركة ان السودان يجب ان يحتفل بفوز اوباما بالرئاسة الاميركية «لأنه احوج ما يكون الى مثل المصالحات التاريخية التي ارستها الانتخابات الاميركية».

وحسب بيان صادر من الحركة الشعبية، فان الاحتفال يحمل عنوان «إرساء حقوق المواطنة المتساوية واحترام التنوع والتعدد».

واثنى البيان الذي حمل توقيع ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة اختيار الشعب الاميركي لأوباما الذي ينحدر من شعب «اللوا» الذي يقطن على ضفاف نهر النيل في السودان وشرق افريقيا ويتحدث بلغة واحدة، وقال البيان ان اختيار اوباما يمثل لحظة مصالحة انسانية نادرة أتت والسودان احوج ما يكون للمصالحة مع الذات والعبور الى الضفة الاخرى من ضفاف المواطنة المتساوية، وأضاف البيان أن السودان يجب ان يحتفي بالاختيار الأميركي للرئيس باعتباره أتي في لحظة تاريخية دقيقة من رحلة عمرها وتاريخها يعود الى سبعة آلاف عام من التنوع والثقافات والديــانات وريف وحضر ومهمشين، كما اعتبر البيان فوز أوباما بمثابة لحظة تاريخية فريدة وناصعة وكثيفة الحضور الانساني وفاتحة عهد للمصالحة الانسانية والاعتراف بقيمة الآخرين وحقهم في ان يكونا آخرين. وخاضت الحركة الشعبية حربا لأكثر من 20 عاما من جنوب السودان ضد الخرطوم بهدف إنهاء ما تسميه «تهميش الجنوبيين وهضم حقوقهم من قبل الحكام في شمال السودان على مدى التاريخ السوداني»، ويعتقد المحللون في الخرطوم ان الحرب بين الجنوب والشمال في السودان مرت بمنعطفات سياسية ودينية وقضايا التهميش والحقوق وغيرها الى ان تم توقيع اتفاق السلام بينهما في عام 2005 في ضاحية نيفاشا الكينية تحت رعاية منظمة دول ايقاد، وحمل الاتفاق بنودا لاقتسام الثروة والسلطة في السودان بين شقيه «شمال وجنوب»، وخلق نظام حكم يسمح بنظامين في الشمال والجنوب داخل الدولة، وأقر طرح خيار انفصال الجنوبيين عن الشمال للجنوبيين في استفتاء في عام 2011.