أوباما يؤكد أنه لن يهدر الوقت لإصلاح الاقتصاد.. ويحذر من خطوات صعبة

الرئيس الأميركي المنتخب يتوجه للأميركيين بأول كلمة إذاعية

TT

وعد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، أمس، في أول كلمة اذاعية اسبوعية له، ان ادارته ستبدأ العمل لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد فور تسلمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد أنه لن يهدر الوقت لبدء الإصلاحات، إلا انه حذر من أن بعض الخطوات ستكون صعبة.

وبعد يوم واحد من عقده أول مؤتمر صحافي بعد فوزه بالرئاسة ركز فيه على الوضع الاقتصادي في البلاد، عاد أوباما ليطمئن الاميركيين في الكلمة الاذاعية التي يوجهها الحزب الديمقراطي أسبوعيا، الى ان ادارته ستركز كل جهودها لحل الازمة الاقتصادية.

ورغم الإجراءات التي اتخذتها ادارة بوش لانقاذ القطاع المالي، أوضح اوباما ان الولايات المتحدة «ستكون في حاجة الى خطوات اخرى خلال هذه الفترة الانتقالية (قبل توليه منصب الرئاسة) وفي الشهور التالية». وقال: «نحن في حاجة اولا الى خطة لإنقاذ الطبقة المتوسطة التي تستثمر في جهود مباشرة لخلق فرص عمل وتخفيف المعاناة عن الأسر التي ترى رواتبها تنخفض ومدخراتها طيلة حياتها تتلاشى».

وشدد على أن ادارته ستنفذ مجموعة من السياسات التي ستدعم الطبقة المتوسطة والاقتصاد الاميركي على المدى الطويل، ولكنه حذر من «ان بعض الخيارات التي يتعين اللجوء اليها ستكون صعبة، ولكن اميركا بلد قوي وقادر على الصمود». وأضاف «أعلم اننا سننجح اذا نبذنا الروح الحزبية وعملنا معا كأمة واحدة». ودعا أيضا الى تجاوز الانقسامات السياسية والتوحد، وقال إن الوقت قد حان بعد انقضاء موسم انتخابات الرئاسة لان يضع الأميركيون الاختلافات السياسية جانبا كي يعملوا سويا لحل الازمة الاقتصادية. وتعهد بأنه سيسعى للوحدة.

وأشار أوباما الى أن الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش والسيدة الاولى لورا بوش وجها الدعوة له ولزوجته ميشال لزيارة البيت الابيض يوم الاثنين المقبل، وأضاف أنهما قدما ما بوسعهما لمساعدة انتقال عائلة أوباما الى البيت الابيض. وقال: «يشير هذا الى قناعة أساسية بأنه هنا في أميركا من الممكن أن نتنافس بشراسة في الانتخابات ونتحدى أفكار بعضنا بعضا لكننا نتفق على خدمة مبدأ مشترك بمجرد الانتهاء من التصويت». وأضاف: «هذا أمر مهم على وجه الخصوص في لحظة نواجه فيها أكثر التحديات صعوبة في حياتنا». وأشار أوباما الى الارقام التي أعلن عنها أول أمس في مؤتمره الصحافي بشأن استمرار زيادة أعداد العاطلين في الولايات المتحدة للشهر العاشر على التوالي، مما يجعل إجمالي العاطلين في البلاد يصل الى نحو عشرة ملايين شخص. وقال: «تكافح عشرات الملايين من العائلات لمعرفة كيف يمكنها دفع الفواتير والبقاء في منازلها... تذكرنا قصصها بأننا نواجه أكبر التحديات الاقتصادية في حياتنا ويجب أن نعمل بسرعة لحلها». وأضاف أنه عقد اجتماعا أمس مع مجلس اقتصادي استشاري انتقالي تابع له يضم مجموعة من قادة الاعمال البارزين في الولايات المتحدة ومسؤولين كبارا سابقين في واشنطن وخبراء اقتصاديين لمناقشة التحديات الاقتصادية، وأنه بدأ في تطوير سلسلة من السياسات للتعامل مع الأزمة. وقال: «على الرغم من أننا لا بد أن نعترف بأنه ليس لدينا سوى رئيس واحد وأن الرئيس بوش هو قائد حكومتنا، إلا أنني أود أن أؤكد أن علينا ان نبدأ عملنا يوم 20 يناير (كانون الثاني) ولدينا أجندة لأننا لا نملك أي لحظة لإهدارها».

وقال ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تتحمل انتظار إحراز تقدم في أولويات مثل الطاقة النظيفة وإصلاح الرعاية الصحية وتحسين التعليم وخفض الضرائب لأسر الطبقة المتوسطة. وأضاف: «لا أقلل من شأن المهمة التي تنتظرنا.. اتخذنا بعض الاجراءات الرئيسة حتى الآن ونحن بحاجة الى المزيد منها خلال هذه الفترة الانتقالية والشهور المتعاقبة».