بالين ترد على منتقديها «المجهولين» في حملة ماكين.. وتصفهم بـ«الحمقى»

بعض مستشاري المرشح الجمهوري الخاسر يدافعون عنها وينتقدون الأكاذيب التي يروجها زملاؤهم عنها

بالين في مكتبها في آلاسكا محاطة ببالونات ملونة ترحيبا بعودتها الى ولايتها (أ.ب)
TT

شنت سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا، هجوماً عنيفاً ضد عدد من مساعدي المرشح الجمهوري الخاسر للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين، كانوا قد وجهوا إليها انتقادات شديدة خلال الأيام الأخيرة، ولكنها لم تحدد أسماءهم. ووصفت بالين ما يقوم به مستشارو ماكين بأنه «قاس ووضيع وغير ناضج، ويفتقر إلى الحرفية»، قبل أن تضيف بأن «هؤلاء الأشخاص حمقى». وجاءت تصريحات بالين في محاولة منها للدفاع عن نفسها، بعد عودتها الى ولايتها آلاسكا، في مواجهة سيل انتقادات التي تتعرض لها من قبل مساعدي ماكين، الذين يوجهون اليها انتقادات قاسية في الاعلام ويحملونها مسؤولية خسارة ماكين، من دون أن يفصحوا عن أسمائهم. وكان آخر التعليقات الصادرة عن أحد مستشاري ماكين، أن بالين لم تكن تعرف أن أفريقيا قارة.

ويشتكي مساعدو ماكين من إنفاق اللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري، قرابة 150 ألف دولار على ملابس بالين، وينتقدونها أيضا على المكالمة الهاتفية التي تلقتها من ممثل كوميدي كندي، قال إنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما ينتقدون طموحها السياسي.

وبعد صدور نتائج الانتخابات يوم الثلاثاء الماضي، بدأ مسؤولون في حملة ماكين يصعدون هجومهم على بالين في وسائل الاعلام بصورة مبالغة، حيث أوردت محطة فوكس نيوز، تصريحات على لسان مسؤولين شاركوا في حملة المرشح الجمهوري، قولهم إن بالين لم تكن تعلم أن أفريقيا قارة وليست دولة، إضافة إلى جهلها بالدول التي يغطيها اتفاق التجارة الحرة الخاص بأميركا الشمالية. وفي آلاسكا، قالت بالين للصحافيين إن الهجمات المجهولة المصدر التي تستهدفها تتسم بـ«الخسة»، وأنها أجرت مناقشات حول موقف حملتها الانتخابية من اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية خلال الجلسات التمهيدية للمناظرة التي خاضتها. وقالت: «أتذكر أنني عقدت مناقشة مع اثنين من منظمي المناظرة. لذا، إذا كانت تلك الادعاءات صادرة عن أحدهما، فهذا، كما تعلمون، سيكون أمراً مثيراً للفضول». وأضافت: «لذا أعتقد أنه إذا كانت هناك مزاعم تقوم على تساؤلات أو تعليقات طرحتها خلال الجلسات التمهيدية للمناظرة بشأن اتفاقية نافتا أو القارة مقابل الدولة، عندما تناولنا أفريقيا، إذاً فقد تم استقطاعها من السياق الخاص بها. وهذا أمر قاس ووضيع وغير ناضج، ويفتقر إلى الحرفية، وهؤلاء الأشخاص حمقى، حيث يستقطعون الأشياء من سياقها، ثم ينشرونها في نشرات الأخبار المحلية. هذا ليس بالإنصاف ولا الحق».

وردت بالين عن الانتقادات التي يوجهها لها مستشارو ماكين، عندما وصل أمر التوترات الداخلية في صفوف الحملة الانتخابية الخاصة بالحزب الجمهوري إلى ماكين، الذي أبدى استياءه من عمليات الشد والجذب هذه، وأصدر أوامره للعاملين في حملته الانتخابية بالتوقف عن ذلك، بحسب ما قال معاونوه. وقد شعر بعض أعضاء حملة ماكين بالقلق من أن تضر التساؤلات حول مؤهلات المرشحة التي اختارها ماكين لتخوض الانتخابات إلى جانبه على منصب نائب الرئيس، بسمعة السيناتور الجمهوري. وقالت بالين ان تجربتها الانتخابية جعلتها تدرك مدى الوحشية، التي يمكن أن تصبح عليها الساحة السياسية الوطنية. كما وجهت بعض الانتقادات الحادة إلى وسائل الإعلام الإخبارية الوطنية، مشيرة إلى أن بعضها انتهج توجهات سلبية. وقالت: «أحيانا كثيرة، كان العاملون بالحقل الإعلامي والمراسلون على صواب تماماً، وكان هناك إنصاف وموضوعية. لكن كانت هناك بعض العناصر السيئة التي بدا وكأنها تتسبب في إضفاء صورة سلبية على سلة مليئة بالتفاح الجيد».

الا ان بعض مساعدي ماكين دافعوا عن بالين، فقد قالت نيكول والاس مثلا، وهي أحد كبار المساعدين المعنيين بحملة ماكين الانتخابية عن بالين في تصريحات لبرنامج «توداي» الذي تبثه محطة إن.بي.سي: «قد تكون أكثر الشخصيات التي قابلتها تواضعاً. الأمر الوحيد الذي شاهدتها تطلبه، هو صودا مخصصة لمن يتبعون حمية غذائية». أما راندي شونمان، مستشار السياسة الخارجية للحملة والذي ادعى البعض أنه تم فصله في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات، فقد أكد أن بعض الإدعاءات حول بالين كاذبة، وأنها تضر في نهاية الأمر بماكين. وقال: «الأشخاص الذين يروجون لمثل تلك الأكاذيب، يرفضون تسجيل تصريحاتهم. من الواضح أنهم لا يشعرون بالولاء لجون ماكين أو للشخص الذي اختاره ماكين ليكون نائبه، حال وصوله للرئاسة». وفي البداية، عمدت بالين إلى تجاهل الانتقادات، لكن لدى عودتها إلى الاسكا قررت الرد عليها. وأشارت إلى أن التهديدات بأن ترسل اللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري محامين إلى الاسكا، لإجراء تدقيق حسابي بشأن قضية الملابس لا أساس لها. وقالت: «لن يأتي محامون، وليست هناك حاجة لذلك أو لأي أمر آخر. ولكن سيكون من المناسب إغلاق هذا الملف، لأنني، مثلما أكدت منذ اليوم الأول، لم أطلب أي شيء. ولا أحتفظ أيضاً بأي شيء».

وفي إجابتها عن سؤال وجهه أحد المراسلين إليها حول ما إذا كانت قد تلقت طلباً بالعمل كمحاورة تلفزيونية، أجابت بالين: «ليست لدي أدنى فكرة عن الصفحة القادمة، التي ستظهر في حياتي، وأتطلع نحو المفاجآت التي تجلبها الحياة».

* خدمة «نيويورك تايمز»