اسم هيلاري كلينتون يغيب عن الأسماء المتداولة لشغل مناصب في إدارة أوباما

قالت إن مجلس الشيوخ سيكون المكان المناسب لها.. وتوقعات بأنها تسعى لتصبح رئيسة الأغلبية

هيلاري كلينتون تلقي كلمة خلال الحفل الذي كُرّمت خلاله في نيويورك (أ.ب)
TT

لم يتردد اسم هيلاري كلينتون ولو مرة واحدة في الاعلام أو على لسان فريق الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما، ضمن الاسماء الكثيرة التي تطرح لشغل منصب معين في الادارة الجديدة. ويبدو أن كلينتون نفسها باتت مستعدة للعودة الى الكونغرس من دون أن يكون لها مكان خاص في ادارة اوباما الجديدة.

ففي تعليق لها على اختيار اوباما للنائب ايمانويل رام لشغل منصب رئيس الموظفين في البيت الابيض، قالت إنه خيار موفق. ولما سئلت عما اذا كانت ستشغل منصبا في ادارة اوباما، قالت: «اريد ان أكون أفضلَ سيناتور من نيويورك». وعلق هوارد وولفسون مدير حملتها الاعلامي السابق في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» عن سبب غياب اسم هيلاري عن التداول بين الاسماء المطروحة لشغل مناصب في الادارة الجديدة، بالقول: «أعتقد انها ستركز على نشاطها في الكونغرس».

وأضاف وولفسون الذي شدد على انه لم يعد يتحدث باسمها الآن بعد انتهاء حملتها: «أنا مقتنع بأنها لا تتطلع لأي منصب في الادارة الجديدة.. هناك عمل رائع يمكن ان تقوم به في كابيتول هيل (مقر الكونغرس)». وفي المرة الوحيدة التي تحدثت فيها عن مستقبلها بعد فوز اوباما، علقت هيلاري التي توارت عن الانظار في الفترة الاخيرة، على اختيار ايمانويل وقالت: «الرئيس المنتخب اوباما قام باختيار جيد.. ايمانويل يفهم جيداً بداية ونهاية شارع بنسلفانيا (الشارع الذي يقع فيه البيت الابيض والكونغرس)». واضافت: «أنه ينجز المطلوب.. رام شخص فعال». وقالت ايضاً إن إدارة اوباما ستضم فريقاً جيداً. وابلغت هيلاري الصحافيين خلال حفل اقيم في نيويورك وحضره زوجها بيل كلينتون حيث تم تكريمهما، إنها تحدثت مع اوباما بعد «فوزه التاريخي»، ووعدت بالعمل معه لمواجهة التحديات التي يواجهها بعد توليه مهامه. وفي إشارة الى الدور الذي ستلعبه في المرحلة المقبلة، قالت: «اريد ان اكون شريكة جيدة له في مجلس الشيوخ». واضافت: «مجلس الشيوخ سيكون هو المكان المناسب الذي سيقرر مدى نجاح أجندته سنعمل معاً». وقالت في ما يشبه تقديم النصح، إن على أوباما ان يتحرك بسرعة في مجال الامن الوطني والاقتصاد، ولكنها عادت وتابعت بأن لديه ما يكفي من الحكمة تتيح له التحضير خلال الفترة الانتقالية. ويرجح اندري موكفسيك الباحث في معهد «اميركان انتربرايز» أن تبقى هيلاري في الفترة الاولى من ولاية اوباما خارج دائرة الادارة، وقال موكفسيك «اعتقد انه ربما تتطلع الى منصب زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ». وأضاف: «ربما تفضل ان تأتي الأشياء اليها لا أن تذهب هي الى هناك بحثاً عنها»، في إشارة الى انها تحبذ ان تقدم لها اقتراحات بشأن موقع ما في إدارة اوباما. ويقول شاون باري قيلز، مدير مركز التواصل السياسي والقيادة المدنية في جامعة ميرلاند: «لقد جعلت اوباما يعمل كثيراً حول أجندته، وهو تبنى بعض مواقف بيل وهيلاري كلينتون وسهل عليهما مساندته، ومعظم المستشارين الذي يستعين بهم لديهم علاقات مع آل كلينتون، لذلك سنرى امتداداً لفترة كلينتون وهذا أمر جيد».

وأضاف أن «بعض الديمقراطيين يقولون إن كلينتون يمكن ان تؤدي الى انقسامات في الكونغرس إذا تولت موقعاً قيادياً وهي تشعر انها تجر وراءها الكثير من مخلفات فترتها في البيت الابيض».

وأضاف: «لقد بذلت جهدا كبيرا في مجلس الشيوخ وخلال حملتها ايضاً، لذلك اكتسبت الاحترام ومن هذا المنطلق ستبقى داخل اللعبة السياسية». ويضيف باري قيلز الذي يكتب حالياً كتاباً يغطي جزء كبيراً من حياتها السياسية منذ ان كانت تشغل منصب السيدة الاولى في البيت الابيض: «اوباما وَعَدَ بالتغيير في واشنطن، وهيلاري إذا شغلت منصب زعيمة الاغلبية ستجسد التغيير.. واعتقد انه الموقع الذي تفضله ويتيح لها إحداث تغيرات خاصة في مجال الرعاية الصحية».