الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان: أوباما أفضل لإسرائيل

قال أنه لن يسمح لنا بالاستمرار في الغطرسة

TT

في إطار النقاش الواسع في إسرائيل حول مغزى انتخاب براك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، قال دافيد غروسمان، ان هذا الرجل سيكون رئيسا أفضل بالنسبة لإسرائيل، لأنه لن يسمح لها بأن تستمر في سياسة الغطرسة. وغروسمان يعتبر اليوم أحد أهم الأدباء الإسرائيليين في العالم. وقد اشتهر في السنوات الأخيرة بشكل خاص على أثر مقتل ابنه الجندي خلال حرب لبنان الأخيرة. وجاء مقتله وهو في عز تأليفه لروايته الجديدة، التي كانت تتحدث عن تجربة أم يهودية ثكلى. ولم يكن يتوقع أن تتحول حياته الى ثكل. فأضاف الى الرواية جزءا جديدا عن اختلاط التجربتين. وغروسمان كان معروفا كرجل سلام اسرائيلي قبل أن يسقط ابنه، وزاد تمسكا بعملية السلام من بعد نكبته الشخصية.

وقد حضر للولايات المتحدة لترويج الطبعة الانجليزية الأميركية لكتابه، خلال حملة الانتخابات الأميركية. فقال: «أهم من انتصار أوباما نفسه، هناك فرحة غامرة في القلب من الفرصة التي حققها، فهذا تغيير جوهري ودرامي على المستاوى الأميركي التاريخي. وأنا أستمد منه التشجيع للتغيير المنشود في بلادنا، حيث ان هناك العديد من القضايا التي تعتبر طابو، ويتخيل الكثيرون انها ستظل كما هي، مثل قضية «اسرائيل لا تستطيع أن تتنازل عن المناطق الفلسـطينية المحتلة» أو «لا يوجد لاسرائيل شريك فلسـطيني يصلح للمحادثات حول السلام». والأمر الثاني هو كيف أدار أوباما معركته الانتخابية بروح ايجابية، وكيف استطاع دمج الشباب الى صفه. والأهم من كل هذا، ذلك الأمل الذي زرعه في أميركا. فهذه الدولة العظيمة كانت تعيش جوا كئيبا منذ تفجير لبرجين في نيويورك، ونجح أوباما في زرع الأمل فيها. ونحن الذين نعيش اكتئابا مشابها في اسرائيل، يحق لنا أن ننتظر بأمل تغييرا شبيها».

وأضاف غروسمان: «عندما أنظر الى الأميركيين أقول في نفسي، كم نحن بحاجة الى تغيير. ان أوباما يمثل اليقظة الشعبية السليمة ازاء الأخطاء والخطايا.

فنحن لا نعرف بعد كيف ننظر الى الأمور بشكل متوازن. وإذا سألتموني هل أوباما جيد لإسرائيل أم لا، أقول انه جيد جدا، بل هو الشخصية التي نحتاج اليها في البيت الأبيض لمعالجة الصراع في منطقتنا.

فعلى عكس الرئيس جورج بوش، الذي ينظرون اليه عندنا على انه أفضل رئيس لنا، يتركنا اليوم بعد ثماني سنين في غابة من الأوهام. فمن هو الصديق الحقيقي؟ الصديق هو الذي يحرص على مصالحك الحقيقية للمدى الاستراتيجي البعيد، وليس الذي يساعدك على عرقلة مصالحك. ان الاتهام الذي يوجهونه الى أوباما بالذات، وهو انه يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، هو الذي سيجعله رئيسا متوازنا وقادرا على اداء دور الوسيط. وسيط متزن لا يسمح لنا بأن نضر أنفسنا في سياسة الغطرسة».