رايس تتجول في جنين معقل النشطاء الفلسطينيين

ستحضر اليوم اجتماع الرباعية في مصر

TT

تفقدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس امس مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، التي تعتبرها الولايات المتحدة نموذجا لقدرة السلطة الفلسطينية على فرض سيطرتها على الارض. والتقت رايس بقادة الاجهزة الامنية، واطلعت على دور هذه الاجهزة العاملة في المدينة بدعم اميركي وما حققته من «تغيير» منذ انتشارها في مايو (ايار) الماضي. ورافق رايس في زيارتها كل من رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، والجنرال كيث دايتون المنسق الأمني الأميركي بالمنطقة.

وتمنى فياض على رايس ان تنقل للإدارة الاميركية الجديدة ما شاهدته من «تغيير» في جنين. وقال فياض لرايس في مؤتمر صحافي، «آمل ان تنقلي للادارة الجديدة انك شاهدت شعبا يتوق الى الحرية والسلام والى دولة منفتحة على الثقافات والعلوم الاخرى». وزارت رايس في جولتها التي قد تكون الجولة الرسمية الاخيرة بالضفة مستشفى الدكتور سليمان خليل الذي جرى اعادة ترميمه وافتتاحه بدعم من «usad» الاميركية. وبعد أن قصت شريط افتتاح احد اجنحة المستشفى، زارت رايس غرفة كانت فيها أم وضعت لتوها طفلها الجديد. وقالت رايس للأم «أطفال جدد.. لا يوجد شيء أفضل من ذلك».

وشكا فياض من استمرار اسرائيل في شن هجمات دورية على جنين ومدن اخرى بالرغم من انتشار القوات الفلسطينية في المدينة. وردت رايس قائلة «حتى في ظل الظروف الصعبة.. وفي ظل وجود ماض صعب فان هذا مكان للأمل، وفي النهاية سيكون المكان الذي تنبع منه الدولة الفلسطينية». وكانت رايس تشير بـ«الماضي الصعب» الى حصار مخيم جنين الذي سوت فيه إسرائيل منازل المخيم بالارض بعد صمود مقاتليه لأسبوعين أمام الهجوم الإسرائيلي. واضافت، «بعد الايام المظلمة التي جاءت عام 2002 والتي أتذكر فيها مأساة أهالي جنين والمجزرة الرهيبة التي وقعت هنا، فان اعادة مولد جنين بهذه الطريقة يثبت أنه لا شيء مستحيل». وتابعت «الأمر يذكرنا بأنه على الرغم من أن هذا الصراع لم ينته بمرور العقد تلو العقد، فان من الممكن انهاء هذا الصراع». وحاولت رايس تبديد أي شكوك تنامت لدى الفلسطينيين بعد فشل ادارتها في تحقيق السلام. وقالت إن عملية السلام هي في حال أفضل مما كانت عليه عند مجيء الرئيس بوش للسلطة وأبدت ثقتها بأنها ستنجح في الوقت المناسب.

وفي نفس الوقت، التحقت وزيرة الخارجية الاميركية بالقاهرة لتحضر اليوم قمة اللجنة الرباعية الدولية؛ المقرر عقدها في شرم الشيخ. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل تتوقع من اجتماع الرباعية الدولية الذي سينعقد في شرم الشيخ تأكيد دعمه للمفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية المباشرة الجارية حالياً وإتاحة الفرصة أمام الجانبين لمواصلة التفاوض العام المقبل دون الخضوع لضغوط أو طرح وساطات جديدة.