القراصنة الصوماليون يختطفون سفينة دنماركية.. والحكومة ترحب بتدخل الناتو

«حركة الشباب» تصعِّد هجماتِها ضد القوات الإثيوبية والحكومية

TT

فيما عاود القراصنة المسلحون نشاطهم على سواحل الصومال بخطف سفينة دنماركية تحمل علم جزر الباهاما؛ وعلى متنها طاقم مكون من 13 بحاراً هم 8 روس و4 أستونيين وجورجي واحد، قالت الحكومة الصومالية إنها ترحب بأي عملية عسكرية قد ينفذها حلف شمال الأطلنطي (ناتو) لمكافحة القرصنة التي باتت تهدِّد حركة الملاحة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأحمر. وقال مسؤول صومالي بارز لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد ليس لدينا أيُّ مانع للتعاون في هذه العملية، نحن ليس بإمكاننا منفــردين القضاء على هؤلاء (القراصنة) ونحتاج لكل دعم دولي متاح، لكن المسؤول الصومالي الذي طلب عدم تعريفه، قال في المقابل إن حكومته ليست لديها أية معلومات عن طبيعــة العملية العسكرية المرتقبة للناتو أو مداها أو حجم القوات التي ستشــارك فيها. وتقول مصادر رسمية في الحكومة الجيبوتية إن قوات التحالف الدولي التي تراقب سواحل الصومال منذ فترة طويلة بقيادة الولايات المتحدة وعضوية معظم دول الاتحاد الأوروبي تتأهب لإطلاق عملية عسكرية ستشارك فيها قوات موجودة حاليا في الأراضي الجيبوتية.

وأوضحت أن لدى حكومة جيبوتي مبررات قوية تدفعها إلى الانضمام لهذه الحملة خشية أن يتمكن القراصنــة من تعطيل الملاحة الدولية المتجهة إلى منطقة القرن الأفريقي. ويأتي خطف السفينة الدنماركية بينما ما زالت المفاوضات تراوح مكانها لإطلاق سراح اختطاف السفينة الأوكرانية (فاينا) التي اختطفت في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي؛ وعلى متنها 17 أوكرانياً وروسيان ولاتفي واحد. وشد خطف هذه السفينة أنظار العالم إلى خطورة ما باتت عليه نشاطات القراصنة بالنظر إلى أن عنابر السفينة تحوي شحنة من الأسلحة منها 33 دبابة من طراز «ت ـ 72»، ووحدات دفاع جوي وقاذفات صاروخية وذخيرة يُخشى وصولها إلى جهات متطرفة في الصومال. وكان مركز الملاحة البحرية الدولية الذي يتخذ من العاصمة البريطانية، لندن، مقرا له قد صنف الصومال كأخطر دولة بالنسبة للنشاط البحري في العالم. وحذر جميع أنواع السفن والبواخر من الاقتراب بشكل عام من السواحل الصومالية أو تقليل السرعة على مقربة منها. وتمارس العديد من العصابات المسلحة نشاطها الإجرامي من على متن قوارب بخارية سريعة مزودة بالصواريخ والمدافع الرشاشة بدافع الحصول على فدية مالية مقابل إطلاق سراح السفينة المحتجزة وطاقمها أو الحصول على جزءٍ من الشحنة التي تقوم بنقلها. ومنذ سقوط نظام حكم الرئيس الصومالي السابق، محمد سياد بري عام 1991 يحظى الصومال بسمعة دولية سيئة في المجال البحري نظراً لتعدد حالات اختطاف السفن والقوارب من قبل القراصنة الذين يتوزعون على نحو عشر مجموعات مختلفة مزودة بأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية المجهولة المصدر. إلى ذلك، قالت حركة الشباب المجاهدين (المناوئة للسلطة الانتقالية والقوات العسكرية الأجنبية) في الصومال، أنها خاضت مساء أول من أمس ما وصفته بأعنف معركة منذ شهور ضد القوات الإثيوبية المتمركزة في ملعب العاصمة الصومالية مقديشو، مشيرة إلى أن المعركة انتقلت إلى أحياء أخرى لتزيد في خسائر هذه القوات. وقالت الحركة في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن إحدى كتائبها قامت بهجوم على القوات الإثيوبية في شارع المصانع، وخاصة في تقاطع «إفكا حلني» حتى تقاطع «توفيق»، بينما شنت كتيبة أخرى هجوما مباغتا على الملعب من جهة تقاطع «علي كمين» ومناطق «حي ورطيغلي». وأعلنت أن 15 جندياً إثيوبياً بالإضافة إلى عدد آخر قتلوا في جبهات أخرى، وشوهدت جثثهم ملقاة في الطرقات، بعدما استدرجتهم المقاومة إلى كمين محكم داخل حي «حرريالي». وأعلنت الحركة في بيان ثانٍ ومنفصلٍ، أنها شنت هجوما موسّعا على مقار تابعة للقوات الإثيوبية والجيش الصومالي في الطريق العام المرتبط ما بين تقاطع «فجح» و«إيكس كونترول» في ناحية «ياقشيد» بمقديشو، مشيرة إلى أن المعركة راح ضحيتها أكثر من 23 جندياً إثيوبياً وحكومياً.