أوباما يولي أهمية لاختيار وزير الدفاع.. وميشيل لا تريد دورا سياسيا في البيت الأبيض

بوش يلتقي الرئيس المنتخب اليوم ومستشاروه يحضرون قمة العشرين الاقتصادية

TT

يعقد الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم، اول اجتماع له مع الرئيس المنتخب باراك اوباما، الذي سينتقل برفقة زوجته ميشيل من شيكاغو الى البيت الابيض، للتعرف على مقر اقامتهما الجديد. وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من اعلان رئيس الفريق الانتقالي لأوباما جون بادوستا، ان الرئيس المنتخب وادارته الجديدة، تراجع قرارات بوش الرئاسية، في عدد من القضايا، منها التنقيب عن النفط والغاز. وقال بودستا في مقابلة مع قناة «فوكس» الاخبارية أمس إن «ادارة بوش تتجه لفعل أمور لا اعتقد انها في صالح البلاد»، موضحاً: «يمكن للرئيس ان يستخدم سلطته التنفيذية، من دون انتظار عمل الكونغرس، واعتقد اننا سنرى الرئيس يفعل ذلك». وعبر اوباما عن رغبته في زيارة البيت الابيض، في خطابه الاذاعي الاول مساء أول امس، قائلاً: «تحدثت مع الرئيس جورج بوش الذي عرض بكرم دعمه الكامل، ومساعدة في مرحلة الانتقال»، مضيفاً: «ميشيل وانا نتطلع الى لقائه والسيدة الاولى الاثنين، لبدء هذه العملية». واعتبر اوباما ان لقاءه مع بوش والعمل على عملية الانتقال «تشير الى الاعتراف الاساسي، بأننا في اميركا يمكننا ان نتنافس بشدة في الانتخابات، وان نتحدى افكار بعضنا البعض، ولكن نتحد في خدمة المصلحة المشتركة، بعد الانتهاء من التصويت».

وبينما يراجع فريق اوباما سياسات بوش، يركز الرئيس المنتخب على تشكيل ادارته الجديدة، ليركز تحديداً على اختيار وزير الدفاع الجديد للاشراف على حربين تخوضهما الولايات المتحدة في العراق وافغانستان. وقال مستشار اوباما للشؤون الأمنية لي هاملتون أمس إن «جميع العسكريين ومؤسسة الأمن الوطني سيتابعون الأمر عن كثب».

ونسبت صحيفة «بولتيكو» الى دوف زاكيم، الذي عمل مساعدا لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد في البنتاغون قوله: «الضباط مستعدون لاطاعة تعليمات اوباما، واذا لم يمتثلوا هناك عدد كاف من الضباط الآخرين، الذين ينتظرون الترقية». ولم يكن الرئيس بوش يتردد في استعمال العسكريين لتنفيذ سياسته، بيد ان علاقاته مع بعض القادة العسكريين كانت سيئة، خاصة ما يتعلق بالحرب في العراق. وكان بوش قد شرع في تهميش رامسفيلد، عندما ادرك انه لم يكن واضحاً مع رئيس هيئة الاركان اريك شينسكي، حين ابلغ الكونغرس ان قوات اضافية يحتاجها غزو العراق. وفي عام 2006 تحدث عدد من الجنرالات المتقاعدين حول الأخطاء التي ارتكبت في حرب العراق، من بينهم جنرال البحرية انتوني زيني. وقال الجنرال المتقاعد بول ايتون وهو أحد الجنرالات الناقمين على إدارة بوش بسبب تجاهل الاستماع للعسكريين، بعد اجتماعه مع اوباما في وقت سابق في فرجينيا: «تأثرت كثيراً بقدراته المذهلة على الاستماع». وكان ايتون من مساندي هيلاري كلينتون، وبعد انسحابها من سباق الرئاسة تحول الى مساندة اوباما، واصبح أحد مستشاريه العسكريين. وقال ايتون إن سبب سخط القادة العسكريين كان مرده وضع بوش صلاحيات كبيرة بين يدي رامسفيلد، ونائب الرئيس ديك تشيني، وعندما قلصت تلك الصلاحيات كانت النتيجة قصر نظر في التعامل الدولي والسياسة الخارجية».

ويرى ايتون أن «الامور تغيرت عندما تولى روبرت غيتس وزارة الدفاع، بدلاً عن رامسفيلد، واصبح رئيس هيئة الاركان مايكل ميلين، واستطاعا العمل بطريقة افضل مع مختلف المصالح العسكرية، وتفهما بشكل جيد طبيعة التدهور الذي يوجد في افغانستان». وقال ايتون إن اوباما ربما سيتمتع بشهر عسل مع البنتاغون، لكن العلاقة مع العسكريين تتطلب قدراً كبيراً من الحذر والعناية. واضاف: «قضايا مثل العراق تبقى صعبة على التنبؤ، ويمكنها ان تتسبب في تشويش العلاقة بين العسكريين وقاعدة اوباما من الديمقراطيين الليبراليين». ومن بين الامور التي ربما تكون موضوع جدال هو الميزانية العسكرية، حيث تعهد اوباما بأخذ بعض الوقت لمراجعة كل شيء قبل احداث تغييرات كبيرة. ويطالب بعض الديمقراطيين في الكونغرس بتخفيض ميزانية الدفاع. واقترح بارني فرانك رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب تخفيض ميزانية الدفاع بنسبة 25 في المائة. وقال زاكيم: «مع استمرار الحرب في العراق وافغانستان، والقتال ضد الارهابيين عبر الحدود، يجب ان تبقى الميزانية في المستويات نفسها ولا تخفض». ويعتقد خبراء انه مع المطالبة بزيادة حجم الجيش وقوات مشاة البحرية «المارينز» فإن بعض برامج التسليح ستؤجل او تلغى. وكان باراك اوباما وبعض مستشاريه، قد قالوا من قبل إنهم لا يريدون القيام بتخفيضات كبيرة في الفترة الاولى للادارة الجديدة.

وتعتبر القضايا الاقتصادية، على الصعيد العسكري والسياسي بشكل عام، الاولوية لأوباما الذي خصص خطابه الاذاعي الاول مساء اول من امس للاقتصاد. وقال اوباما انه يلتقي مع مجلس المستشارين الاقتصاديين الانتقالي «الذي يساعد فريقي الانتقالي لتطوير مجموعة من السياسات لمعالجة هذه الأزمة» الاقتصادية، مضيفاً: «اننا نواجه التحدي الاقتصادي الأكبر في حياتنا، وعلينا العمل لمعالجته». من جهة اخرى، يستعد مستشارون اقتصاديون للرئيس المنتخب لحضور المؤتمر الاقتصادي، الذي سينعقد يوم السبت المقبل في واشنطن، ويحضره رؤساء حكومات 20 دولة ويفتتحه الرئيس بوش، لكن من غير المتوقع ان يحضر اوباما الاجتماعات.

من جهة أخرى، قالت عضو في الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب، إن ميشيل أوباما باعتبارها السيدة الاولى المقبلة، ستهتم بتربية ابنتيها وليست لها رغبة في لعب أي دور سياسي داخل البيت الأبيض. وقالت غاليري غاريت لشبكة «ان.بي.سي» امس إن ميشيل ستهتم بالتغيير الذي سيطرأ على حياة ماليا (عشر سنوات) وساشا (سبع سنوات) عندما تنتقلان الى البيت الابيض، كما انها ستعنى بشؤون المرأة والأمومة والعناية بعائلات العسكريين. وقالت غاريت: «ميشيل ليست مهتمة ان يكون لها مقعد قرب طاولة اتخاذ القرارات في البيت الأبيض».