«القاعدة» تدعو أوباما لاعتناق الإسلام وسحب قواته من العراق وأفغانستان

«الجماعة الإسلامية» تعتبر انتخاب أوباما إعلاناً لقيم إسلامية راسخة وتدعوه لإطلاق سراح زعيمها الروحي

TT

أصدر تنظيم «القاعدة» في العراق بيانا يوم الجمعة موجها إلى الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، وإدارته الجديدة. وتم وضع الشريط الصوتي الذي تبلغ مدته 22 دقيقة على عدة مواقع انترنت متعاطفة مع «القاعدة». ويحتوي هذا الشريط على رسالة صوتية لأبو عمر البغدادي، زعيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية، التابعة لـ«القاعدة». وكان الجيش الأميركي قد قال يوم الجمعة إن البغدادي هو «مجرد صوت دعائي للقاعدة». ويدعو البيان الصوتي الذي يحمل اسمه الإدارة الأميركية وحلفاءها من الزعماء الغربيين إلى «اعتناق الإسلام» وسحب قواتهم العسكرية من العراق وأفغانستان وإطلاق سراح السجناء المسلمين في العراق ومن معتقل غوانتانامو في كوبا. وعند مقارنته ببيانات سابقة من هذه المجموعة، فإن هذا البيان يعتبر لينا، حيث يدعو أميركا إلى العودة إلى ما سماه بـ«الحياد».

ويعتقد المحللون الغربيون أن الهدف من هذا البيان هو العلاقات العامة، خاصة تدعيم موقف «القاعدة» بشكل استباقي قبل أي انسحاب محتمل للقوات الأميركية من العراق، حتى تدعي «القاعدة» بعد ذلك أنها «طردت القوات الأميركية». وعلى عكس ما حدث في انتخابات عام 2004 عندما حاول زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، التأثير في نتيجة الانتخابات بدعوة الناخبين الأميركيين إلى رفض سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش، كانت «القاعدة» في انتخابات 2008 صامتة بشكل لافت للنظر. الى ذلك أبدت «الجماعة الإسلامية» في مصر، ترحيبها الشديد بانتخاب السناتور الديمقراطي باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، معتبرة وصول أول رجل أسود للبيت الأبيض، إعلانا للقيم الإسلامية التي ترفض التفرقة بين البشر على أساس العرق أو اللون، آملة أن يساهم ذلك في إرساء قيم العدالة والسلام بالعالم، وإنهاء سياسة «الانحياز الأعمى» ضد المسلمين. ويعكس موقف الجماعة، التي أطلقت مبادرة لوقف العنف قبل أكثر من 10 سنوات، نبرة تفاؤل، حيال انتخاب أوباما، إذ يمثل بيانها الترحيبي، سابقة أولى من نوعها في تاريخ الجماعات الأصولية حمل في الوقت ذاته الدعوة لإطلاق زعيمها الروحي عمر عبد الرحمن، المسجون بالولايات المتحدة منذ نحو 15 عاما في قضية محاولة تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. واعتبرت الجماعة، أن اختيار أوباما ـ ذي الجذور المسلمة ـ على رأس الإدارة الأميركية يمثل نهاية لما وصفتها بـ«الفترة الكئيبة» لسلفه بوش، والتي قالت إنها أججت الصراع بين الحضارات، وانتهت بأزمة مالية طاحنة تهدد الامبراطورية الأميركية، بعد أن ادخل بلاده في حروب جعلت تفردها بقيادة العالم محل شك. وأضافت أن اختيار أوباما الأسود ، فيه إعلان لقيم إسلامية مستقرة منذ أكثر من 1400 عاما، حينما قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى»، وهذا يعنى أن شعبا من شعوب العالم قد تحرر بدرجة أو بأخرى من العنصرية البغيضة، على حد قولها. وفي الوقت ذاته أشفقت «الجماعة الإسلامية» على أوباما من «التركة الثقيلة والمهمة الصعبة للغاية» التي ورثها عن بوش، إلا أنها قالت إن المسلمين والعالم كله ينتظرون من أوباما إجابات عملية، وليس كلاما انتخابيا على قضايا مهمة، فقد حثته على القيام بمبادرات تصالحية تجاه العالم الإسلامي، وإنهاء الغزو الأميركي لكل من العراق وأفغانستان، والتوقف عن سياسة الانحياز الأعمى ضد كل ما هو الإسلامي، وأن يقف بصلابة في وجه التمييز العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ودعت الجماعة، أوباما إلى التسليم بحق الشعوب الإسلامية في أن تعيش وفقا لما قررته شريعتها الإسلامية، وانطلاقا من دينها ومعتقداتها، ووقف ما يسمى بـ«الحرب على الإرهاب»، والاعتراف بحق الشعوب الإسلامية في الاحتكام إلى هويتها ودينها والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين. وناشدت أوباما أن تقوم إدارته بإعادة النظر في قضية إطلاق سراح مرشدها الروحي الدكتور عمر عبد الرحمن المسجون منذ 15 عام بالولايات المتحدة، بتهم «باطلة ملفقة»، عبر الادعاء بتورطه في تفجيرات عام 1993. ووصفت الجماعة، الشيخ الضرير الذي أيد مبادرتها لوقف العنف، بأنه كان سندا ودعما ومؤيدا للتوجه السلمي والوسطي للحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وختمت قولها «نحن في انتظار إجابات واضحة ومحددة من الرئيس أوباما بعد تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل».