داعي الإسلام الشهال يقرع ناقوس الخطر: أيها اللبنانيون اتحدوا.. أنتم في خطر

زعيم التيار السلفي في لبنان يتهم سورية باستغلال الحرب على الإرهاب للهيمنة على كل لبنان

TT

يعتبر الشيخ داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان ان سورية تتخذ من ضرب الإرهاب في شمال لبنان ذريعة لاستعادة الهيمنة على لبنان كلة. وهو إذ يخشى عودة الاغتيالات السياسية الى لبنان يرفض ان يكون قد غادر لبنان خوفاً على نفسه، وإنما يعتبر انه «حر في ان يغادر لبنان أو يعود إليه متى شاء». ويرى الداعي الشهال ان على اللبنانيين جميعاً أن يتوحدوا «لأن المؤامرة التي تستهدفهم خطيرة» ويدعو السعودية ومصر إلى العمل السريع والجاد لحفظ لبنان من العبث قبل أن يفوت الأوان. وفي ما يلي نص المقابلة الهاتفية التي أجرتها «الشرق الاوسط» مع الداعية الشهال.

* تتهم النظام السوري بالكذب والافتراء ومحاولة الدخول إلى لبنان مرة أخرى، كما انك تهدد بأنك ستكون في المرصاد في حال فعلوا ذلك، فعلى ماذا تعتمد وأنت تعلم ان الموازين تبدو مرجحة للجانب السوري هذه الأيام؟ ـ أعتمد على الله أولاً، وأعتمد على سياساتنا التي انتهجناها منذ قديم الزمان. فنحن نرفض الظلم والافتراء، وهم «ثقّلوا» العيار كثيراً علينا. فهم يحرضون علينا الأجهزة الأمنية اللبنانية والإعلام ويوظفون بعض الجهات السلفية ضدنا، وقد جعلوا من هؤلاء أبواقاً لهم.

أريد أن أفهم ما معنى أن يظهروا هذا الشريط التلفزيوني لمتهمين في«فتح الإسلام» ويقحموني فيه. وهم يعلمون علم اليقين أن داعي الإسلام الشهال لا علاقة له بفتح الإسلام، وهو لم يمد يده لأحد منهم، ولا يؤيدهم في أفكارهم. ما الجديد في أن يقولوا بأني وبلال دقماق نعرف أبو هريرة، طبعاً نحن نعرف أبو هريرة، والتقينا به بطلب من الدولة اللبنانية، وهذا معروف للجميع فما الجديد في الأمر؟

* تتحدث عن تحريض للأجهزة اللبنانية عليكم، فهل ثمة مضايقات لكم من قبل هذه الأجهزة؟ ـ لم تتم مضايقتنا. ولا توجد أي مطالبة بالتحقيق، ولا اقبل بذلك أصلاً. نحن مواطنون كغيرنا، ولسنا من الدرجة الثانية. نحن أساس ولا نقبل معاملتنا معاملة دونية. أنا أتحدث عن الأجهزة الأمنية التي تتعاطى بالحيف والظلم، ويفترون على أي سلفي لأن له لحية دون أن يكون مذنباً. فنحن لا نعرف لماذا بقي فادي صابونه وهو الشاب الذي اعتقل في مخيم البداوي وكان يعمل معنا في الجمعية، ولم يفرج عنه، رغم ان لا تهمة وجهت إليه. هل ان كل ذنبه هو انه كان يحمل مسدساً بينما يترك من يحمل صاروخاً؟ انهم يأخذون الناس للتحقيق ولا يعيدونهم. نحن نطالب الجميع بالإنصاف وخاصة الأجهزة الأمنية والإعلام ونقول لهم: يا وسائل الإعلام انصفوا السلفيين، الظلم هو الذي يولد العنف والإرهاب، وما هكذا تحلّ الأمور. لا يحلموا ان يقضوا على التيار السلفي، لا في لبنان ولا في غير لبنان.

* لكنك متهم من قبل البعض بأنك قريب من الأجهزة الأمنية، لا سيما «فرع المعلومات» المحسوب على تيار المستقبل؟

ـ أرفض هذا الكلام، أنا مرجعية ألتقي مع من ان شاء، و«فشروا» ان يقرروا مع من التقي ومع من لا التقي. الناس تأتي لمقابلتي بصفتي مرجعية إسلامية معروفة، وكمفتي أهلي. ما هذا الكلام، انه محض افتراء. وهو ما يروج له إعلام المعارضة المغرض.

* هل ترى ان الأجهزة الأمنية اللبنانية بدأت تميل إلى الطرف السوري؟

ـ كل ما في الأمر أنهم بدأوا يتعاملون بما يوحي بذلك، هناك إرهاصات تدل على ان الأجهزة الأمنية تعمل بأمر سوري، وكأنها عادت تخضع لتلك الهيمنة القديمة، وأرجو ألا يحدث ذلك.

* تحذر من عودة الاغتيالات، ألهذا تركت لبنان؟

ـ طبعاً أخشى على نفسي، لكنني لم اترك لبنان خشية وخوفاً. أنا خارج لبنان لأنني أتركه حين أشاء وأعود إليه متى أريد.

* لكن لماذا تستهدف أنت تحديداً، ومعك بعض السلفيين الأقرب إلى 14 آذار، فهل تدفع ثمن قربك من تيار المستقبل؟

ـ أنا أدفع ثمن اعتزازي بديني ورفضي للظلم. أنا لا اشتغل سياسة لصالح المستقبل. نحن والمستقبل، يفترض ان ندافع عن الطائفة السنية والبلد. كل اللبنانيين اليوم معرضون للخطر، بحجة محاربة الإرهاب، والسلفيون ابعد ما يكونون عن الإرهاب. نعم أنا مستهدف لأنهم يخافون من صاحب الحق، ولأنني تاريخياً لم اخضع للأجهزة الأمنية، ولم أتطرف كي أفسح لهم فرصة وضعي بالسجن. فهناك من يتطرف ويسجن وهناك من يضعف وينبطح. نحن نزعجهم لأننا نمثل القوة والحكمة. حين اجتاحوا بيروت تصدينا لهم للدفاع عن الطائفة وهذا لا يناسبهم، لقد اثبتوا انهم في قمة التعصب.

* لكن التوجه السلفي في طرابلس ليس سورياً في عمومه، فلماذا هذا التركيز عليك تحديداً؟ ـ ليس كل من قال عن نفسه سلفياً هو سلفي، متى كانت السلفية على الطريقة الإيرانية؟ السلفية لها أهلها وبيوتها، هي عقيدة وتربية وأخلاق لا عمالة. هناك من خضع للابتزاز على الساحة السنية، وطالب بالتحقيق مع من اتهمهم الشريط التلفزيوني السوري بينما كل اللبنانيين يعرفون ان ما يذاع هو كذب وافتراء. جعجع كان موقفه ممتازاً ودعا لإحالة هذه المعلومات على لجنة التحقيق الدولية.

* أنت تهدد الجيش السوري وتقول بأن السنة سيكونون شوكة في حلقه لو حاول الدخول إلى لبنان، فعلى ماذا تعتمد؟

ـ ليحاولوا ويروا ما ستكون النتيجة، نعم سنكون شوكة في حلقهم، نحن قوة ممانعة سنية ولن نتخلى عن دورنا.

* كيف ترى مستقبل هذه المعركة القائمة حالياً، بحيث تدعي سورية انها مهددة بالإرهاب وأن ثمة أطرافاً في شمال لبنان يستهدفونها؟

ـ أقول ايها اللبنانيون جميعاً أنتم في خطر، اتحدوا، ولا تخربوا بلدكم بأيديكم. المذنب وحده يحاكم ويحاسب، نرفض الخضوع للابتزاز الإعلامي والأمني، من داخل لبنان او من خارجه، ونحذر من استغلال أي اضطراب وتوتر إعلامي أو سياسي للهيمنة بشكل عام أو محاولة حصار الحالة الإسلامية. إن محاولة زعم ضرب الإرهاب قد تتخذ كمطية كاذبة لضرب الطائفة السنية والهيمنة على لبنان كله. أدعو اللبنانيين إلى إقفال هذه البوابة التي تريد ان تنفذ منها سورية، وعلى الضباط اللبنانيين ان لا يخضعوا كما فعل أكثرهم من قبل لأي وصاية. وأدعو الشباب السلفي ألا يخشى إلا الله وأن يكونوا موحدين، وألا يرهبوا أحداً إلا الحق. ولتحذر الأجهزة الأمنية ان تكون بوابة لإضعاف لبنان. كما انني أدعو الطائفة السنية، أدعو السياسيين والأمنيين وعلماء الدين، أدعوهم جميعاً كأبناء طائفة ان يتحدوا في مواجهة الهيمنة عليهم. كما أنني أدعو مصر والسعودية إلى العمل الجاد والسريع لحفظ لبنان من العبث والإفساد والهيمنة قبل ان يفوت الأوان، ولا ينفع الندم. وأحذر من أن المؤامرة خطيرة، أقصد مؤامرة استخدام ضرب الإرهاب كحجة لضرب لبنان. كلام الصورة: داعي الإسلام الشهال