حملة مداهمات أمنية في طرابلس لاعتقال المتورطين بتسهيل هروب زعيم «فتح الإسلام»

الجيش اللبناني يعود إلى معاقل التنظيم التي داهمها عام 2007

TT

فوجئ المواطنون في مدينة طرابلس حوالي الساعة الثانية من ظهر أمس، بانتشار كثيف للجيش اللبناني وتحركات في المناطق التي كان قد داهم منازل فيها يوم 20 مايو (أيار) 2007 أي في اليوم الأول لانفجار قضية تنظيم «فتح الإسلام» وبدء معارك نهر البارد. وهذه المساحة التي شهدت معارك يومها تمتد من المدخل الشمالي لطرابلس قرب منطقة باب التبانة حتى ما يقرب من ساحة التل اي وسط المدينة، مروراً بشارع المائتين ومنطقة الزاهرية.

وقد أغلق الجيش ظهر أمس شارعاً رئيسياً يؤدي إلى وسط المدينة من جهة وأخذ يفتش السيارات من الجهة المقابلة. وعاد بالأمس ليتواجد أمام ما عرف يومها بمبنى عبدو في شارع المائتين، حيث تمترست خلية قيادية من التنظيم تم القضاء عليها. وقالت زوجة حارس المبنى ان الجيش حضر وتجول حول المبنى ثم غادر. كما تواجد الجيش بشكل كثيف حوالي الساعة الثانية من ظهر أمس في شارع ضيق من منطقة الزهرية قال السكان ان عناصر الجيش صعدوا إلى بنايتين فيه وربما انهم كانوا يطاردون عنصراً أو عنصرين يحاولان الهرب بالقفز على اسطح المباني التي يمكن لأي شخص ان ينتقل من واحدها إلى الآخر، لتلاصقها. وجدير بالذكر ان أكثر من بناية كان قد تم دهمها في المنطقة ذاتها في مايو (أيار) عام 2007. كما انتشر الجيش في مناطق زراعية قريباً من منطقة الملولة التي كان عناصر فتح الإسلام قد اختبأوا فيها في مايو 2007 وتمت مطاردتهم هناك. وتحدث سكان المنطقة عن سماعهم أعيرة نارية متفرقة. وقام الجيش بعدة عمليات دهم في الأيام التي تلت بث شريط اعترافات خلية فتح الإسلام على التلفزيون السوري، كما قام بعدة اعتقالات واستدعي بعض الإسلاميين للتحقيق معهم. وإذ بدا القلق على وجوه سكان المناطق التي انتشر فيها الجيش بكثافة ظهر أمس، ورفض غالبيتهم الكلام، وقال بعضهم ان الأمر لا يعنيه فيما فضل آخرون القول انهم لم يكونوا في المنطقة حين حضر الجيش، في ما قال آخر ان الناس خائفون وقد أغلقوا محالهم بسرعة خوفاً من أي اشتباك قد يحصل مع إرهابي فار يبحثون عنه.

من جهة أخرى، وفي مخيم البداوي (شرق طرابلس) تمكنت الفصائل الفلسطينية التي ترعى أمن المخيم وتنسق مع الاجهزة الامنية اللبنانية من توقيف أحد المتورطين مع تنظيم «فتح الاسلام» ويدعى سعيد راشد، بعدما كانت أوقفت صباح الجمعة الماضي كلاً من خالد جبر ونادر العلي. فيما تمكن أحد الملاحقين الرئيسيين ويدعى الشيخ حمزة قاسم من التواري عن الانظار وسط أجواء توحي أن الملاحقات في مخيم البداوي وفي محافظة الشمال عموماً وتحديداً في طرابلس لن تتوقف قبل اعتقال المتورطين مع هذا التنظيم.

وجدير بالذكر ان هذه التحركات الأمنية تأتي عشية زيارة يقوم بها وزير الداخلية اللبناني إلى دمشق التي يصلها اليوم، وبدأت بعد ساعات فقط من بث شريط الاعترافات الذي بثه التلفزيون السوري لشبكة من فتح الإسلام.