باراك: اليمين المتطرف نمو سرطاني في المجتمع الإسرائيلي

الإسرائيليون يحيون الذكرى الـ13 لاغتيال رابين وسط قلق من تكرار المشهد

TT

احيا عشرات آلاف الاسرائيليين مساء السبت الماضي في وسط تل ابيب الذكرى الـ13 لاغتيال رئيس الوزراء أسحق رابين برصاص يهودي يميني متطرف معاد للسلام. وتشهد إسرائيل منذ اسبوع عدة فعاليات لاحياء ذكرى رابين وسط قلق متنام في الاوساط السياسية والامنية الشعبية من ازدياد حدة العنف وتكرار مشهد الاغتيال السياسي. وهو ما حذر منه رئيس الشاباك الاسرائيلي قبل ايام، ومسؤولون اسرائيليون بينهم الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس.

من جانبه شبّه وزير الدفاع ايهود باراك في كلمته في المهرجان، اليمين المتطرف في اسرائيل بـ«النمو السرطاني» في المجتمع الاسرائيلي. وقال باراك «ان العنف يتسلل اليوم.. اطلق عليهم في الماضي لقب التفاحة الفاسدة ولكنهم الان خطرون ونمو سرطاني». واضاف «ان مثل هذا التطرف يشكل خطرا على ديمقراطيتنا وحكم القانون وللقوات المسلحة والشرطة وكل سلطات الحكم في اي مجتمع عادي».

واعتبر زعيم ايلي يشاي حركة شاس لليهود الشرقيين وزير التجارة والعمل ما قاله باراك تحريضا. وقال يشاي الذي كان يتحدث في اجتماع الحكومة امس «هذه تصريحات غير موفقة وخطيرة يمكن ان تؤدي الى التحريض ضد رأي عام عظيم». ودعا باراك الى الاعتذار والتراجع عن تصريحاته.

وفي المهرجان حذر بيريس، فى كلمته من مخاطر احتمال تفكك المجتمع الإسرائيلي بسبب ما يشهده من صراعات داخلية، زاعما بأن السلام أقرب مما نتصور، ويجب بذل كل جهد مستطاع من اجل استكمال مسيرة التسوية. وأشار بيريس، الى أن الخلافات ازدادت حدة وأصبحت تمس بصورة خطيرة بدولة اسرائيل، محذراً من العواقب الوخيمة التي ستواجهها تل أبيب إذا لم يعد المتطرفون إلى رشدهم. وضرب بيريس مثالاً على تفكك الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا ودول أخرى لانها لم تصل إلى الامتزاج السياسي والثقافي. ودعا إلى تجاهل أي نزاعات أو أزمات في المجتمع الإسرائيلي حتى لا يفقد روابطه.

واحيا الاسرائيليون، ذكرى رابين، في ساحة رابين في وسط تل ابيب في المكان نفسه الذي اغتيل فيه، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، بعد انتهائه من القاء خطاب، في نهاية تجمع كان يحمل عنوان «من اجل السلام وضد العنف».

واعيد في المهرجان بث خطاب رابين الذي قال فيه «اعلم ان هناك فرصة للسلام وعلينا ان ننتهزها.. الشعب يريد السلام ويرفض العنف».

وقال بيرس «اشتقنا اليك يا اسحق واشتاقت إليك إسرائيل وكل واحد منا، ولكننا بقينا على الطريق التي رسمت والسلام بات اقرب مما نعتقد ومن اجل ذكراك سوف نبذل كل جهد ممكن لتحقيقه». وقالت زعيمة حزب كديما ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي كانت انذاك في صفوف الليكود اليميني المنافس الاكبر لحزب العمل، «لم اصوت لرابين لكنه كان ايضا رئيس وزرائي وكل الذين لم يأتوا اليوم الى هذه الساحة».

وفي ذكرى اغتيال رابين، اجرى التلفزيون الاسرائيلي مقابلة مع يغال عمير، الذي نفذ الاغتيال، ويقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، ولكنها لم تبث بسبب جدل ثار بعد بث مقتطفات من هذا الحديث. ولم يبد عمير ابدا أي أسف أو ندم على فعلته.

وكان رابين حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع بيريس وزير الخارجية انذاك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لتوقيعه اتفاقات اوسلو عام 1993.