الكونغو: المتمردون يهددون قوات حفظ السلام.. والاتحاد الأوروبي يعبر عن القلق

هدوء في شرق البلاد لكن المقاتلين لا يزالون يتواجهون

TT

ساد صباح امس هدوء بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث لم يسجل وقوع اي اشتباك منذ 24 ساعة، لكن متمردين تابعين للجنرال لوران نكوندا وجنودا كونغوليين لا يزالون يتمركزون وجها لوجه في الاطراف الشمالية لمدينة غوما على ما ذكرت الامم المتحدة. وقال اللفتنانت كولونيل جان بول ديتريش، المتحدث العسكري باسم بعثة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية لوكالة الصحافة الفرنسية، «ان الوضع هادئ على الارض» في جميع انحاء اقليم شمال كيفو. واوضح ديتريش انه لم تقع اي اعمال قتالية منذ 24 ساعة في بلدة نغونغو الواقعة على مسافة 60 كيلومترا غرب غوما (عاصمة اقليم شمال كيفو)، والتي كانت مسرحا لمواجهات صباح امس.

واضاف المتحدث «يبدو ان نغونغو خضعت لنفوذ حركة التمرد (المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب) بقيادة نكوندا، وهو الوضع نفسه الذي كان قائما قبل اعمال العنف التي وقعت نهاية الاسبوع». وافادت بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام ان المعارك التي دارت اول من امس بين المتمردين وجماعات مسلحة (ميليشيا ماي ماي ومتمردين روانديين من الهوتو) متحالفة مع الحكومة أسفرت عن سقوط قتيل واحد على الاقل وعدد من الجرحى وهم جميعا من المدنيين. ولا يزال جنود الجيش الكونغولي والمتمردون يتمركزون وجها لوجه في منطقة كيباتي في الاطراف الشمالية لمدينة غوما. وتفصل بين الجانبين بضع مئات من الأمتار فقط حسبما ذكرت بعثة الامم المتحدة التي تسعى الى دفع الجانبين الى التراجع الى الوراء سعياً الى تجنب استئناف العمليات القتالية بهذه المنطقة الاستراتيجية. من جانبه، قال نكوندا انه سيقاتل قوات حفظ السلام الافريقية اذا هاجمته. وقال نكوندا الذي يقاتل أتباعه من التوتسي جنود الحكومة ومتمردي الهوتو وحلفائهم من ميليشيا الماي ماي إنه سيرحب بقوة حفظ السلام اذا جاءت كقوة محايدة بهدف فرض الاستقرار في كيفو الشمالية. ولكنه قال في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز «اذا جاءوا وقاتلوا الى جانب الجنود الحكوميين والمتمردين الهوتو فسيشاركون حكومة الكونغو الديمقراطية عارها». وأضاف «اذا شاركت مجموعة تنمية دول الجنوب الافريقي على هذا النحو.. فستكون قد ارتكبت خطأ.. وأنا مستعد لمقاتلتهم». من جانب اخر، اعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه من تدهور الوضع في جمهورية الكونغو لكنه لا يعتزم حتى الآن ارسال قوات الى هناك بحسب تصريحات وزراء اوروبيين في بروكسل امس. وقال برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي لدى وصوله لحضور اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الاوروبي في بروكسل «ان الوضع بالكونغو يتدهور لسوء الحظ». واضاف ان «هناك وضعا انسانيا بالغ السوء ولا يمكن التساهل إزاءه». بينما قال غونتر غلوسر سكرتير الدولة الالماني للشؤون الاوروبية ان «الوضع الانساني لا يُطاق». وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن «اذا لم نفعل شيئا، فاننا قد ننزلق من جديد الى كارثة كتلك التي شهدناها عام 1994»، في اشارة الى عمليات الابادة التي وقعت في رواندا واستهدفت بصورة رئيسية اقلية التوتسي. واشار كوشنير الى ان قمة نيروبي دعت الى «وقف اطلاق النار» بالمنطقة ولكنه اعتبر ان هذا الاجتماع «غير كافٍ»، قائلا «هذه مرحلة صغيرة. ويتعين التوصل الى حل سياسي، حل اقليمي» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف «هل تستطيع قوة الامم المتحدة مواجهة ذلك؟ لست ادري». وتتعرض قوة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية، والتي تتالف من 1700 جندي للنقد بين الفينة والاخرى لعدم فاعليتها. وفي ما يتعلق باحتمال ارسال جنود اضافيين لتعزيز هذه القوة، اوضح كوشنير أن «جميع هذه المسائل مطروحة ويتعين التعامل معها بصورة عاجلة». واكد ان «الاوروبيين الذين يريدون، يمكنهم بالطبع التوجه الى هناك». واذا وافق مجلس الامن على تعزيز قوة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية، فانه من المحتمل ان تتجاوب الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مع هذا الامر ولكن بصورة منفردة. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند «سوف يتعين على كل بلد في العالم تقييم موقفه»، وحثت منظمة «أوكسفام» الانسانية الاوروبيين على الالتزام «بصورة واضحة بإرسال قوات أوروبية» لدعم قوة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية.