أوباما وبوش يتقابلان في المكتب البيضاوي ويناقشان الأزمة المالية وترتيبات انتقال السلطة

ميشيل ولورا طافتا على المقر العائلي

الرئيس الأميركي جورج بوش وعقيلته لدى استقبالهما للرئيس المنتخب باراك أوباما وعقيلته في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

قال جوش بولتن، كبير موظفي البيت الابيض، ان الرئيس الاميركي جورج بوش التقى بالرئيس المنتخب باراك اوباما في المكتب البيضاوي لاول مرة بمفردهما امس، وان كل واحد منهما كانت عنده «قائمة مواضيع للحديث عنها». واضاف: «ثم هناك الجانب الشخصي للقاء بالنسبة لكل واحد منهما». وقال انه، بالنسبة للرئيس بوش «نقل الى الرئيس المنتخب اوباما تصوراته عن كيفية معالجة القضايا الحالية المهمة جدا». ودامت زيارة أوباما للبيت الابيض ساعة ونصف الساعة. وكان اوباما قد قال، اول من امس، انه يتوقع «محادثة جادة بيني والرئيس». واضاف «لا اتوقع مشاكل. سأذهب الى البيت الابيض بروح غير حزبية». وكانت الكارثة الاقتصادية على رأس اجندة الاجتماع. وفي ظهر نفس اليوم الذي اعلن فيه، في الصباح، ان الحكومة ستزيد دعمها لشركة «اي آي جي» للتأمينات من 85 مليار دولار الى قرابة ضعف ذلك، بعد ان اعلنت الشركة ان الدعم الاول لم يحل مشاكلها. هذا بالاضافة الى قرار حكومة الصين بتوزيع نصف ترليون دولار تقريبا على المواطنين لتشجيع الاستهلاك والشراء، وانعاش النشاط الاقتصادي. وناقش الجانبان ايضا ترتيبات انتقال السلطة وحربي العراق وافغانستان.

ورغم أن اوباما يؤيد مشروع قرار مماثل في الكونغرس لتوزيع مائتي مليار دولار على المواطنين الاميركيين لنفس الهدف، يعارض بوش مشروع القرار، رغم ان نسبة كبيرة من اعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس تؤيد الحافز. وقبل ان يجتمع الرجلان في المكتب البيضاوي، طافا مع زوجتيهما، في البيت الابيض، وخاصة في الطابق الاعلى الذي سيكون مقر اوباما وزوجته ميشيل.   وعبر التاريخ الامريكي، لم يكن سهلا لقاء رئيس جديد برئيس في البيت الابيض، خاصة اذا كانا من حزبين مختلفين. هذا بالاضافة الى ان اوباما، خلال الحملة الانتخابية، شن هجوما عنيفا على بوش. وقال مرة: «عندما يتنحى جورج بوش، سيستنشق العالم هواء الراحة». وفي كتابه «جرأة الامل»، كتب اوباما عن اول مرة قابل فيها بوش في البيت الابيض، بعد انتخابات سنة 2004 التي فاز فيها بوش للمرة الثانية، ودخل فيها اوباما الكونغرس لأول مرة. وكتب: «كانت عينا الرئيس ثابتتين وهو يتحدث، وصار صوته حادا، مثل الذي لا يريد من احد ان يقاطعه، او لم يتعود على مقاطعته. وفي الحال، وبعد ان كان وديا، بدأ يتكلم وكأنه متأكد جدا مما يقول، وكأنه صاحب رسالة سماوية».

واضاف اوباما: «نظرت الى زملائي اعضاء مجلس الشيوخ، واغلبيتهم من الحزب الجمهوري، وهم يتابعون باهتمام كل كلمة كان يقولها، وتذكرت ان القوة، حقيقة، تقدر على ان تخلق عزلة خطيرة». لكن، في نفس الكتاب، كتب اوباما عن مقابلة اخرى في بداية سنة 2005: «اخذني بوش الى مكان جانبي، وقال لي: امامك مستقبل باهر، باهر جدا. لكن، سينتظر كل واحد لحظة ان تخطئ. انتبه الى كل خطواتك»  وكانت هذه اشارة الى تعليقات صحافية بأن اوباما نجم جديد، واسود، في الكونغرس.

في الجانب الآخر، نقل اكثر من شخص تعليقات بوش على اوباما. منها، ان بوش، خلال الانتخابات الاولية ضد هيلاري كلنتون، قال انها «اكثر خبرة، واكثر استعدادا لتكون رئيسة» لكن، حسب تصريحات مقرب من بوش، قدر بوش الحملة الانتخابية المنظمة التي قادها اوباما. وقال شخص: «الرئيس بوش واقعي، ويقدر على الاعتراف بما يحدث، والتعود عليه. ويعرف جيدا ان الشعب الاميركي قال كلمته»، هذا بالاضافة الى ان بوش القى خطابا ايجابيا في اليوم التالي لفوز اوباما، قال فيه ان منظر دخول اوباما وعائلته الى البيت الابيض، في يناير، سيكون «منظرا مثيرا للعواطف»، اشارة الى انها ستكون اول عائلة سوداء تفعل ذلك.

وحسب أرقام البيت الابيض، زار اوباما البيت الابيض سبع مرات خلال ادارة بوش. وكانت آخر مرة قبل شهرين عندما دعا بوش اوباما وماكين، مرشح الحزب الجمهوري، لمناقشة الكارثة الاقتصادية. لكن، في ذلك الاجتماع، اختلف ماكين مع بوش حول رصد سبعمائة مليار دولار لمواجهة الكارثة، لكن، وجد اوباما نفسه اكثر اتفاقا مع بوش من ماكين. وقالت لصحيفة «نيويورك تايمز» المؤرخة دوريس غودوين، التي كتبت اكثر من كتاب عن رؤساء اميركيين سابقين: «لا بد ان بوش حريص على تقديم صورة ايجابية وهو يقابل الرئيس الذي سيأتي بعده، وهو من حزب غير حزبه، وانتقده كثيرا. لا بد ان بوش يريد ان يترك البيت الابيض بطريقة مشرفة، وهو يفتح لاوباما البيت الابيض، ومعلوماته،  وحكومته».

وتذكر اري فليشر ان الرئيس كلينتون، يوم زاره الرئيس الجديد بوش في البيت الابيض سنة 2000، تأخر عشر دقائق، ولم يكن ذلك مقبولا. هذا بالاضافة الى ان آل غور، نائب كلينتون الذي فاز عليه بوش في الانتخابات، كان موجودا. وتذكر فليشر: «كان كلينتون كعادته بشوشا.  لكن غور كان كئيبا». وفي سنة 1980، بعد ان فاز حاكم ولاية كاليفورنيا رونالد ريغان على الرئيس كارتر، وزاره في البيت الابيض، قال جودي باول، الذي كان مستشار كارتر الصحافي، ان كارتر فوجئ بان ريغان لم يكن منتبها كل الوقت، وسأل اسئلة لا علاقة لها بانتقال السلطة.